لم تحظ باهتمام المسؤولين رغم مؤهلاتها الاستثمارية صوحان بالبليدة ... قرية فقيرة بإمكانيات سياحية كبيرة تراهن بلدية صوحان (البليدة) الواقعة بمنطقة جبلية على بعد 47 كلم من عاصمة الولاية على استغلال المؤهلات السياحية الكبيرة التي تتوفر عليها لبعث التنمية بالمنطقة التي تعاني عجزا ماليا كبيرا بلدية صوحان التي لا يتجاوز تعداد سكانها ال400 نسمة تعتبر من بين أفقر البلديات على المستوى الوطني إذ لا تتعدى ميزانيتها السنوية السبعة ملايين دينار إلى جانب عدم توفرها على أي موارد دخل إضافية باستثناء حقوق مرور أنبوب للنفط على المنطقة والتي لا تتعدى مليون دينار يقول الأمين العام للبلدية امحمد درعي. ق. م انعدام مصادر دخل إضافية لهذه البلدية التي يعود تاريخ ميلادها إلى العهد الاستعماري دفع القائمين عليها إلى التفكير في استغلال المؤهلات السياحية الكبيرة التي تتوفر عليها لجذب المستثمرين بغية إقامة مشاريع من شأنها دفع التنمية بالمنطقة على غرار تشييد فنادق ومنتجعات صحية خاصة في ظل تواجد هذه البلدية بمنطقة جبلية هادئة ذات مناظر طبيعية خلابة. وفي هذا السياق ناشد السيد درعي السلطات الولائية إلى العمل على تطوير السياحة بهذه المنطقة الجبلية والعمل على تشجيع رجال الأعمال المهتمين بالمجال السياحي على الاستثمار بالمنطقة. قرية جبلية ذات ميزة جمالية فريدة تواجد قرية صوحان على ارتفاع 600 متر من سطح البحر منحها ميزة جمالية فريدة كقرية معلقة بأعلى الجبل ملائمة لاحتضان فنادق وشاليهات تكون ملاذا للراغبين في الراحة والهدوء بعيدا عن ضجيج المدينة إلا أنها لم تحظ لحد الآن باهتمام القائمين على هذا القطاع. وللوصول إلى هذه البلدية يجب اتخاذ الطريق الوطني رقم 08 المليء بالمنعرجات على مسافة 17 كلم وكلما توغلت في الطريق الذي يتوسط جبال الأطلس البليدي تجذبك مناظرالغابات والسكون الذي يخيم على المنطقة وبمجرد الوصول إلى مدخل هذه البلدية يلاحظ نقص غريب في الحركة في منظر يخيل لك أنك في إحدى القرى النائية باستثناء عدد قليل من السكان لا يتعدى عشرة أشخاص كانوا متواجدين بمحاذاة الطريق سواء على مستوى عدد من المحلات (مطعم ومحل للمواد الغذائية ومقهى) أو جالسين على جانب الطريق يترصدون حركة كل غريب يقصد المنطقة. وفي جولة داخل هذه القرية التي تعد من أصغر بلديات الوطن سرد شيخ كان جالسا بجوار منزله الذي رفض مغادرته خلال أحداث العشرية السوداء تاريخ هذه البلدية منذ ميلادها خلال فترة الاستعمار الفرنسي. ويعود الميلاد الأول لهذه البلدية إلى العهد الاستعماري حيث تم إقامة معسكر في عام 1958 وأثناء حرب التحرير وبهدف عزل السكان عن المجاهدين أقام الجيش الاستعماري محتشدا للعائلات وهو ما دفع العديد من العائلات إلى مغادرة المنطقة لتعود إليها بعد الإستقلال وفي سنة 1963 تم حل البلدية وضمها إلى الأربعاء الى غاية التقسيم الإداري لعام 1984 الذي أعادها إلى تصنيفها كبلدية. وتتشكل هذه البلدية التي هجرها أغلبية سكانها خلال أحداث العشرية السوداء من ثلاثة تجمعات أساسية هي كل من مركز صوحان الذي يضم مقر البلدية وتجمع تاشت وتجمع أولاد مسعود. بعث عدة مشاريع تنموية لتشجيع عودة السكان عرفت المنطقة خلال أحداث العشرية السوداء نزوحا كبيرا للسكان قلص عددهم من 4000 نسمة إلى نحو 400 نسمة لتعرف السنوات الآخيرة عودة محتشمة نظرا لنقص الهياكل القاعدية ومشكل الإنارة الريفية بصفة خاصة. وقال السيد درعي في هذا السياق بأن مصالح البلدية قامت بمراسلة مديرية الطاقة للمطالبة بتجديد الإنارة الريفية بالمنطقة مشيرا إلى أن الجهات المعنية أبدت موافقتها لتجديد هذه الخطوط إلا أنها لم تحدد التوقيت كونه مشروعا كبيرا يحتاج إلى ميزانية كبيرة نظرا لبعد المسافة بين المداشر. وفي إطار الجهود الرامية إلى تحفيز السكان المحليين على العودة إلى مناطقهم الأصلية ومزاولة مختلف نشاطاتهم الفلاحية خاصة وأن المنطقة معروفة بطابعها الفلاحي تم إيلاء أهمية كبيرة إلى فتح مسالك وطرقات تربط المداشر ببعضها على طول 35 كلم. وفي نفس الإطار تم بعث مشروع إنجاز سكني يضم 78 وحدة سكنية من صيغة العمومي الإيجاري إلى جانب وحدة للحماية المدنية كما تم خلال السنوات الأخيرة إنجاز قاعة علاج تتوفر على عدة اختصاصات على غرارالطب العام وجراحة الأسنان وقاعة ولادة. توفير النقل أبرز مطالب سكان البلدية أجمع عدد من السكان الذين التقتهم وكالة الأنباء الجزائرية أن توفير وسائل النقل يعد من أبرز أولوياتهم معبرين عن استيائهم الشديد من هذه الوضعية الأمر الذي يجبرهم على قطع مسافة 2 كلم يوميا مشيا على الأقدام للوصول إلى محطة توقف الحافلات والانتظار فترة طويلة خاصة خلال الفترة الصباحية أو المسائية. ومن بين الآثار السلبية لهذه الوضعية التي جعلت سكان هذه البلدة الجبلية في عزلة تفاقم مشكل البطالة بالمنطقة كون أغلبية الشباب تتوفر لهم فرص عمل بالمناطق المجاورة إلا أن غياب وسائل النقل يمنعهم من مباشرة العمل وتعود أسباب هذه الوضعية الصعبة التي يعيشها سكان القرية يوميا إلى تغيير أصحاب الحافلات العاملين على خط صوحان- الأربعاء مسارهم ربحا للوقت كون الطريق المار عبر بلدية صوحان مليء بالمنعرجات وتفضيل الطريق رقم 08 (ب) وهي المحطة التي تبعد عن مقر البلدية بنحو 2 كلم.