طالب الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدول الأوروبية باحترام عقائد المسلمين وخصوصياتهم وشرائعهم وقيمهم. وأكد أن منع المسلمات الأوروبيات من ارتداء النقاب يخالف حريتين أساسيتين من الحريات الإنسانية التي نصت عليها مواثيق حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وهما: الحرية الشخصية والحرية الدينية. وذكر أن منع النقاب يتعارض مع الحرية الدينية كما يتعارض مع الحرية الشخصية. مشيراً إلى أن كل الدساتير والمواثيق تقول إن الحرية الدينية أساسية. وشدد القرضاوي على أن الدين الإسلامي يفرض على المرأة المسلمة أن تلبس الخمار أو النقاب، ولا يحق لأحد أن يلزمها بترك أمر الله وتطبيق قانون البشر. مؤكداً أنه لا يجوز إجبار المسلمة على عمل شيء يخالف ما تعتقد. وأوضح أن أبسط معاني الحرية الدينية ألا يجبرك أحدٌ على ترك عقيدتك أو على ممارسة عبادتك أو على ترك واجب ديني، أو فعل محرَّم ديني. ونقلت صحيفة »العرب« القطرية عن القرضاوي قوله: »إن الإنسان حرٌّ في أن يلبس ما يشاء، ولا يصح لأحد أن يلزمه بلبس معين، أو أن يمنعه من لبس ما يشاء. وأبدى استغرابه لأن النساء الكاسيات العاريات اللاتي يُظهرن أجسادهن لا يجرؤ أحدٌ على أن يمنعهن من العري عملا بالحرية الشخصية، متسائلاً: لماذا لا تُعامل المسلمة التي تريد أن تحتشم وتتنقب بنفس المبدأ؟ وعلق الشيخ القرضاوي على صدور قوانين في بعض الدول الأوروبية بمنع المسلمات من ارتداء النقاب، وخص بلجيكا التي أصدرت قانوناً بمنع النقاب، وفرنسا التي تنوي إصدار قانون مشابه. وأوضح أنه شخصياً لا يرى أن النقاب واجبٌ، وإنما يرى الخمار- الحجاب - هو الواجب على المرأة المسلمة، مستدلاً بنص القرآن الكريم: »ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن«. وقال: »ليس عندي نصٌّ صحيح صريح الدلالة يوجب لبس النقاب. ولكني أخالف كل المخالفة منعَ المسلمة أن ترتدي النقاب إذا اقتنعت به«. واعترف بأن رأيه في أن الخمار _لا النقاب- هو الواجب ليس هو الرأي الفقهي الوحيد في القضية، وهناك علماء في كثير من الدول المسلمة يرون أن النقاب واجب وفرض ديني، كما هو الحال في السعودية والهند وباكستان وأفغانستان وبنغلاديش. وأشار إلى أن ملايين النساء يرتدين النقاب ولا يصح إلزامهن بخلعه. ونبه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن الحجاب أو النقاب لا يدخلان ضمن الرموز الدينية التي يعارضها الأوروبيون، لأنهما مفروضان على المسلمات بنصوص قرآنية إلهية لا تقبل المخالفة. موضحاً أن الرمز الديني ليس له وظيفة إلا الدلالة على صاحبه، بعكس الحجاب الذي له وظيفة هي الستر وحجب الفتنة. وبرهن على ذلك بأن غير المسلم يلبس الرمز الديني في كل الأحوال والأوقات بمناسبة وبدون مناسبة. أما المرأة المسلمة فلا تلبس الحجاب أو النقاب إلا أمام الأجانب من غير ذوي المحارم. وتخلعه أمام النساء من بنات جنسها. ولو كان رمزا دينيا للبسته أمام الجميع. وأشار إلى أن الأوروبيين لم يمنعوا النصارى من تعليق الصليب في رقابهم ولم يمنعوا السيخ من لبس العمامة، واليهود من لبس القلنسوة، وهي رموزٌ دينية. وقال: إن المسلم يلتزم بقانون إلهي يوضح له ما هو حلال وما هو حرام ولا يستطيع مخالفته طاعة للبشر. وفسر الشيخ القرضاوي سبب اتجاه الغرب لإصدار قوانين تمنع المسلمين والمسلمات من تطبيق شعائر دينهم، قال: إن الغرب يريد أن يفرض ثقافته على كل الناس. معتبرا ذلك خطرا وخطأ في نفس الوقت. وبين الشيخ القرضاوي أن منع النقاب وستر الجسم لا علاقة له بالمسيحية مستدلا بقول المسيح: »كان من قبلكم يقولون لا تزنِ وأنا أقول من نظر إلى امرأةٍ بشهوة بعينه فقد زنا«. وخلص من الدليل إلى أن المسيح الذي حرَّم النظر إلى المرأة لا يبيح للمسيحيات العُري وكشف الجسد. مضيفاً أن العري لا تجيزه نبوة ولا رسالة.