بشر الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي، مجددا بقرب انتصار المسلمين على إسرائيل، مؤكدا »أن الغلبة لنا وإن طال الزمن، لأننا أصحاب حق، والحق ينتصر مهما طال الزمن، ودعا إلى عدم اليأس من رحمة الله، مبينا أن الله سينصر المؤمنين، ومن ينصره ربه فلن يغلبه أحد، مستدلا بقوله تعالى: »إن ينصركم الله فلا غالب لكم«. وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، »أننا أصحاب حق، وحقنا لن يهزمه باطل الصهاينة أبدا، وشدد على أن للباطل ساعة تزول، والحق باق إلى قيام الساعة، مستشهدا بقوله تعالى: »وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا«، وقوله سبحانه: »بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق«. وذكر القرضاوي أن الأمة المسلمة التي تبلغ مليارا و580 مليون مسلم -بحسب أحدث الإحصاءات- لا يمكن أن ينتصر عليها اليهود، ولا بدَّ أن تستفيق ذات يوم، وتستعيد ثقتها بنفسها، وتضع يدَها في يد ربها فينصرها، مؤكدا أن الله لن يخذل المؤمنين أبداً، ولن يتخل عن أتباعه وأنصاره »إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون«، »إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد«. ووجه الشيخ القرضاوي رسالة »للصهاينة المفسدين في الأرض الذين يوقدون نار الحروب، وكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله لأنه سبحانه لا يحب المفسدين«. وأكد أن سنن الله في الأرض ستصيب الصهاينة مهما طال جبروتُهم وظلمُهم، ولا بدَّ أن يعاقبهم الله على فسادهم وطغيانهم. وأشار إلى أن الصهاينة أول من ينطبق عليهم القول المأثور »إذا لم تستح فافعل ما شئت«، وأنهم لا يخافون خالقاً ولا يرحمون مخلوقاً. وفسَّر ذلك بأنهم غرتهم قوتهم وغرهم بالله الغَرور، وأغرتهم أميركا بالمال والسلاح والعلم والفيتو فعثوا في الأرض فسادا. وحسب ما ذكرت صحيفة »العرب« القطرية، وجه الشيخ القرضاوي الدعوة للأمة العربية لأن تتخلى عن مبادرات السلام التي لم تحقق شيئا. وذكر أننا لم نكسب من مسيرات ومبادرات السلام شيئا، ووصفها بأنها استسلام.. ووجه الشيخ القرضاوي الشكر للبرلمان الكويتي والحكومة الكويتية على قرارها بالانسحاب من مبادرة السلام العربية، وطالب السلطة الفلسطينية بأن تنفض يدها من اتفاقيات السلام مع عدو لا يحترم العهود والمواثيق. ونصح بالاستفادة من دروس الماضي والحاضر التي مرت وتمر علينا، وأن تتوحد صفوف الفصائل الفلسطينية كالبنيان المرصوص في مواجهة عدو غاشم طاغ مستكبر مفسد في الأرض. وقال إنه لم يعد مقبولا أن تعقد جماعة من الفلسطينيين اتفاق سلام مع إسرائيل ويضعوا يدهم في يد القتلة والسفاحين الذين يستبيحون الدماء. وذكر أن الحديث والتعليق على ما جرى لأسطول الحرية موضوع يفرض نفسه بهدف فضح أعمال الصهاينة الظلمة. وأشاد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل من ساهم في قافلة الحرية من العرب والمسلمين والأوروبيين والأمريكيين والآسيويين والأفارقة. وحيا الشهداء والجرحى والعائدين من القافلة بسلامة الله. وتمنى أن يقوم أسطول آخر بنفس المحاولة وينتقم لأسطول الحرية. ووصف ما حدث من إسرائيل تجاه قافلة الحرية بأنه »اعتداء بالرصاص والنار على مدنيين أحرار شرفاء ينتمون ل 65 دولة أرادوا أن يغيثوا الجوعى بالغذاء والمرضى بالدواء، ويقدمون مساعدات إنسانية لأهل غزة المحاصرين«. وأوضح أن ضعف العرب والمسلمين هو الذي أغرى إسرائيل بأن تعتدي على القافلة ولا تخاف. وذكر أن نهاية الصهاينة اقتربت، لأن الله لا يغيب عنه ظلمهم، ويمهلهم ولا يهملهم، ويؤخرهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. وقال: »إن نهاية الظالمين اقتربت، وحق لله عز وجل أن يغضب، وإذا غضب الله على ظالم ينتقم منه انتقاما كما انتقم من آل فرعون وغيرهم من الظالمين«. وأشار إلى أن سجل اليهود حافلٌ بالظلم بدءاً من قتل الأنبياء وانتهاءً بقتل المؤمنين بغير حق. ووجه الشيخ القرضاوي رسالة للعرب والمسلمين متسائلا: أين شهامتكم ونجدتكم لإخوانكم المستضعفين في فلسطين؟ وقال إن العرب والمسلمين خذلوا إخوانهم خذلاناً يخالف تقاليد الجاهلية العربية، ويخالف مبادئ الإسلام. ووجه رسالة تحية لتركيا وشهدائها الذين سالت دماؤهم عزيزة دفاعا عن الحق. واحتسب كل الأتراك الذين ماتوا في قافلة الحرية أن يقبلهم الله شهداء يوم القيامة، وأن يحشرهم في الفردوس الأعلى، لأنهم خرجوا في سبيل الله، وتصدوا بصدورهم للمعتدين الإسرائيليين الذين هاجموهم. وأشار إلى أن مواقف الأتراك المشرِّفة أصبحت تخجلنا نحن العرب، رغم أننا أصحاب القضية الأولون. ووصف الشعب التركي بأنه شعب بطل، وحكومة أردوغان بأنها حكومة مباركة، وأشاد بحزب العدالة الذي يساندها. وذكر أن الهوية الإسلامية التركية باقية ولن تفلح العلمانية في محوها، وما زال نبض الشعب التركي إسلامياً يدافع عن الإسلام.