أعرب الجزائريون عن آمالهم في أن تستقرّ الأوضاع في الجارة تونس على اعتبار أن الخضراء بلد شقيق يكنّ له الجزائريون كلّ المودّة التي يتمنّون من خلالها كلّ الخير لتونس وأهلها، مع تسليمهم بأن الشعب التونسي سيّد في قراره· وبصرف النّظر عن الموقف من الرئيس السابق، فإن المأمول، حسب الأحاديث التي تداولها الشارع الجزائري في الساعات التي أعقبت فرار بن علي من تونس أن تنتهي الأحداث الأخيرة على خير وتستقرّ الأوضاع تماما· شكّلت الأوضاع المضطربة في تونس الشقيقة محورا لأحاديث ملايين الجزائريين أمس، والذين أكّدوا انشغالهم بالوضع غير المستقرّ الذي مازالت تعيشه العديد من المدن التونسي على الرغم من فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي من البلاد· ورأى الجزائريون الذي ذاقوا ويلات الأزمة الأمنية قبل سنوات أن استقرار الوضع الأمني هو أهمّ رهان يواجه التونسيين الذين اشتكوا من انفلات أمني وحوادث سلب ونهب واسعة عبر الكثير من أحياء العاصمة تونس، ومدن أخرى عديدة· وبرأي الشارع الجزائري، فإن استقرار الوضع الأمني يتقدّم على كلّ الأولويات الأخرى التي سيكون الشعب الجزائري الوحيد المخول بتحديدها وتقريرها أيضا· في سياق ذي صلة، عبّرت حركة مجتمع السلم أمس السبت عن وقوفها إلى جانب نضالات الشعب التونسي المشروعة وهبّته الحضارية الراقية خلال الاحداث الأخيرة· وقالت الحركة في بيان لها أن حركة مجتمع السلم التي تحترم إرادة الشعوب وخياراتها الحرة تقف مع نضالات الشعب التونسي المشروعة وتحيي هبته الحضارية الراقية· ودعا البيان جميع القوى الحيّة التونسية إلى توسيع التشاور إلى أبعد حدوده الممكنة والحرص على تجنّب أيّ خطأ مؤكّدا في هذا السياق أن أي خطأ في هذه اللّحظات التاريخية لم يعد مسموحا به· وأكّد البيان أن قوة المؤسسات تكمن في بنائها على أسس صحيحة بسواعد جميع أبناء الوطن بالتعاون والتضامن والتواصل والحوار بين جميع فئات الشباب· من جهته، أكّد التجمّع الوطني الديمقراطي أمس السبت أن ما حدث في تونس ينسجم مع منطق التغيير الذي كان يطمح إليه الشعب التونسي· وعبّر النّاطق الرّسمي للتجمّع السيّد ميلود شرفي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عن اعتقاد حزبه بأن الحوار والآليات الديمقراطية ومساهمة المجتمع كفيلة بأن تضع تونس على سكّة تجربة جديدة ضمن توابثها· كما تمنّى النّاطق الرّسمي للحزب للتونسيين الأمن والاستقرار، وأن يستعيد الشعب التونسي حيويته من جديد، وأن يعمل ضمن الأطر وخصوصيات المجتمع في معالجة آثار التحول الذي حدث· وبعد أن أبدى السيّد شرفي رغبته في أن يتجاوز الشعب التونسي هذه المحنة بالحكمة والتبصّر ترحّما على ضحايا هذه الأحداث الأليمة· وعبّرت العديد من التشكيلات السياسية الأخرى في بيانات مختلفة عن أملها في أن تتحسّن أوضاع التونسيين بعد التغيير الذي حصل في بلادهم، وأن ينجح خليفة الرئيس الراحل بن علي في حلّ مشاكلهم والاستجابة لتطلّعاتهم الكبيرة·