تعرف مختلف مدن وبلديات ولاية جيجل هذه الأيّام أزمة حادّة في التزوّد بمادة المازوت وباتت الشغل الشاغل لأصحاب المركبات، وكذا ملاّك المحطّات المنتشرين عبر تراب البلديات الخاصّة أو العمومية وأصبح التزوّد بهذه المادة صعبا بعدما توقّف جلبها لعدّة أيّام· الأزمة لاحت بوادرها مند الأربعاء من الأسبوع الماضي وبلغت دروتها يوم الخميس وكذا صبيحة الجمعة، حيث اضطرّ العديد من أصحاب المركبات وكذا وسائل النّقل التي تشتغل بنظام الديازل إلى ركن وتوقيف والاستغناء عن خدماتها بعدما لم يتمكّنوامن شحن خزّناتها بمادة المازوت لعدّة أيّام متتالية، فيما لجأ البعض من أصحاب المحطّات إلى خارج الولاية للتزوّد بالمادة المذكورة لإكمال المسيرة التجارية، وكذا الحال بالنّسبة لأصحاب السيّارات التي توقّفت بهم في الطرقات، في الوقت الذي لم يفهم فيه المواطنون الأسباب الحقيقية لهذه النّذرة وغياب تفسيرات شافية من طرف القائمين على المحطّات، وبحسب هؤلاء فقد أكد بعضهم أن النّقص في هذه المادة ربما يكون على علاقة بأعمال التخريب الأخيرة التي عرفتها الجزائر وإلى الخوف من وقوع هذه المادة بين أيادي غير أمينة، وبالتالي قد يؤدّي إلى ما لا يحمد عقباه· ويبرّر العديد من أصحاب المحطّات ذلك بكون بوادر هذه الأزمة لاحت مباشرة بعد انطفاء شرارة المظاهرات وأعمال التخريب التي عرفتها مختلف مدن البلاد· وكانت آخر أزمة مازوت عرفتها ولاية جيجل تعود إلى صائفة 2010 في عزّ ذروة الاصطياف، الشيء الذي أثّر آنذاك على المصطافين وجعل بعضهم يبقى في الطرقات، فيما اضطرّ آخرون إلى مغادرة الولاية والتوجّه إلى مدن أخرى، وكانت الجهات الوصية قد فكرت في صيغة جديدة للتزوّد بهذه المادة الحيوية عبر السكّة الحديدية انطلاقا من ولاية سكيكدة، غير أن هذه الصيغة لم تعمّر طويلا بسبب الوضع الأمني خلال تسعينسات القرن الماضي·