تعيش ولاية جيجل، هده الأيام على وقع أزمة حادة في التزود بالوقود، وصلت إلى درجة توقف العديد من السيارات ومركبات نقل الأشخاص والبضائع عن السير، موازاة مع الطوابير الطويلة واللامتناهية التي أصبحت تلازم يوميا محطات الخدمات عبر كامل تراب الولاية هاته. الوضعية التي تكررت للموسم الثاني على التوالي بعد موسم السنة الماضية، خلقت حالة من التذمر والاستياء في أوساط المواطنين والناقلين وزوار الولاية من المصطافين، الذين أصبحوا يجدون صعوبات في التزود بمادتي البنزين والمازوت، ما أجبر البعض منهم على ركن سياراتهم في انتظار حصول انفراج في الوضع. وهو ما وقفنا عليه ببعض المحطات على غرار محطتي الطاهير والميلية، حيث ظلت بعض السيارات مركونة لساعات بعد نفاد الوقود من خزاناتها، ما دفع أصحابها إلى الاستنجاد بالدلاء والتنقل بين المحطات بحثا عن هذه المادة.فيما عبرت بعض العائلات، التي قدمت إلى جيجل بغرض الاصطياف وواجهت هذا المشكل، عن استيائها لما يحدث، واضطرت إلى مغادرة الولاية نحو الولايات الساحلية المجاورة، بحثا عن الراحة والظروف الملائمة لقضاء العطلة، مثلما هو الشأن بإحدى العائلات القادمة من تبسة والتي وجدناها بمحاذاة سيارتها بمحطة نفطال ببلدية الطاهير، وكانت تتسول للحصول ولو على كمية قليلة من البنزين تمكنها من مواصلة السير والخروج من الإقليم الجغرافي لولاية جيجل. وقال رب العائلة بنبرة غاضبة: ''تنقلت بين كل المحطات ولم أعثر على لتر واحد.. لقد أصابني الإحباط وتحولت عطلتي إلى جحيم'' نحن في ولاية تبسة الحدودية ومشكل تهريب الوقود إلا أننا لم نر مثل هذه الوضعية .. فيما تساءل العديد من الناقلين عن أسباب صمت السلطات إزاء هذه الوضعية، رغم أنه يتكرر للمرة الثانية على التوالي بعد الصيف الماضي واستمرار ازمة الوقود لايام، وأبدوا مخاوفهم من استمرار الأزمة بشكل سيؤدي إلى حدوث توقف كلي للحركة، موازاة مع حالة التذمر التي شملت كذلك بعض وكلاء السيارات الذين يقومون باستيراد المركبات عن طريق ميناء جن جن، حيث يجدون صعوبات في نقل الشاحنات والحافلات الجديدة نحو مختلف الحظائر، بعدما عجزوا عن تزويدها بمادة المازوت. وفي وقت أرجعت الجهات المعنية أزمة التزود بالوقود الذي يتم جلبه من بجاية إلى كثرة الطلب، ومشكل غلق الطريق الوطني 43 بين هذه الأخيرة وجيجل، ما دفع أصحاب الشاحنات المزودة بصهاريج الوقود إلى سلك طريق سطيف وميلة قبل العودة إلى جيجل، مع ما يتطلبه ذلك من وقت طويل، فقد وجه سكان الولاية نداء استغاثة إلى السلطات المركزية للتدخل العاجل قصد الإسراع في حل المشكل القائم، مقترحين العودة إلى تموين المحطات عبر القطار انطلاقا من ولاية سكيكدة، مثلما كان عليه الوضع في سنوات سابقة، وذلك تفاديا لتعقد الوضع أكثر.