أبرز نجاح مسعى المصالحة.. سلال: ** الدستور المعدل خطوة عملاقة في مسيرة الجزائر ** قال الوزير الأول عبد المالك سلال أن الدستور المصادق عليه يوم 7 فيفري المنصرم يعد خطوة عملاقة في مسيرة الجزائر و طفرة في مجال الحقوق والحريات الجماعية والفردية. وأوضح السيد سلال في حوار مع مجلة الأهرام العربي المصرية أن الدستور الجديد يعد طفرة في مجال الحقوق والحريات الجماعية والفردية وخطوة عملاقة في مسيرة الجزائر . وأضاف بأن الدستور المصادق عليه أقر أحكاما تضمنت تقوية للوحدة الوطنية والشخصية الجزائرية من خلال دسترة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية . كما نصت الأحكام الجديدة الجديدة -- يضيف الوزير الأول-- على حقوق الإعلام والوصول إلى المعلومة والحرية الأكاديمية والعملية والفنية وحرية المعتقد وحرية النشاط السياسي والتظاهر السلمي ووجوب حماية الأطفال والمسنين والفئات المحرومة والاستقلال التام للقضاء ومفهوم المحاكمة المنصفة والحق في بيئة سلمية . وعلى صعيد آخر وبشأن خصوصية التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب ذكر السيد سلال بأن الجزائر واجهت لعشرية كاملة ولوحدها إرهاب مقيتا حصد آلافا من أبنائها مبرزا أن المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أكدت خيار الشعب من أجل السلم وثقافة العفو والتسامح ونبذه للعنف بكل أشكاله ووضعه للثوابت الوطنية في مرتبة أسمى من المعترك السياسي . وتابع بأن الجزائريين الذين يعلمون جيدا ثمن الأمن والإستقرار لا يتسامحون مع المتاجرين بقيّم الدين أو الوطنية كما أن تعلقهم وعرفانهم كبير للجيش الوطني الشعبي وباقي الأسلاك الأمنية على سهرهم لحماية شعبنا وبلادنا . ومن هذا المنطلق --يضيف السيد سلال-- ترافع الجزائر من أجل تنسيق دولي ومقاربة شاملة لمحاربة الظاهرة الإرهابية خصوصا أن هذه الأخيرة امتزجت في الأزمة الأخيرة بشبكات الجريمة العالمية العبرة للحدود مما زاد في قدراتها . وفي هذا الإطار ذكر بأن الجزائر طالبت وما زالت تطالب بتجفيف مصادر تمويل الإرهاب لا سيما عبر تجريم دفع فدية المختطفين ومحاربة الإتجار غير الشرعي بالأسلحة والمخدرات والبشر ومواجهة دعاة التطرف في المجتمع والمدارس ودور العبادة .
الأزمة النفطية.. مواصلة العصرنة دون المساس بالمكاسب الاجتماعية في رده على سؤال بشأن تداعيات الأزمة النفطية على الاقتصاد الجزائري أكد الوزير الأول أن هذه الأزمة عنيفة وذات جذور جيو استراتيجية أكثر منها اقتصادية مشيرا إلى أنه من الصعب التكهن بتطورها على المديين القريب والمتوسط . وذكر بأنه يتعين على الجزائر لمواجهة هذه الأزمة مواصلة عصرنة البلاد دون المساس بالمكاسب الإجتماعية أو اللجوء المفرط لاحتياطاتنا مشيرا إلى أنه بفضل التسديد المسبق للديون والتسيير المالي الراشد نواجه الأزمة أحسن من كثير من الدول المنتجة . وفي ذات الإطار شدد على ضرورة البحث عن الثروة في القطاع المنتج وفي المؤسسة الجزائرية عمومية كانت أم خاصة . التدخلات العسكرية الخارجية تخلق مشاكل أكثر تعقيدا وفي رده عن سؤال حول إمكانية مشاركة الجزائر في محاربة الإرهاب عسكريا خارج حدودها قال السيد سلال قبل الحديث عن خيار المشاركة في عمليات عسكرية ضد الإرهاب الأجدر بنا أن نفكر في جدوى هذا الخيار ومدى نجاحه وقد أكون مخطئا لكنني لا أذكر تدخلا عسكريا خارجيا حقق نجاحا أو أنهي وجود مجموعات مسلحة بل قد يؤدي ذلك في غالب الأحيان إلى خلق مشاكل أكثر تعقيدا من تلك التي أريد حلها . وبعد أن ذكر بالمانع الدستوري الذي لا يسمح للجيش الوطني الشعبي أن يقوم بمهام قتالية في الخارج أكد السيد سلال أن اليأس غير مسموح للمسؤول السياسي فمهما كانت الأوضاع في عدد من دول منطقتنا بالغة التعقيد إلا أن حلها بالحوار والطرق السلمية ليس مستحيلا يجب ألا نقبل أن يرهن التطرف مستقبل شعوبنا . سلال يجدد دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي جدد الوزير الأول دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وإلتزامها بالمسار الأممي لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وذكر السيد سلال أن ملف الصحراء الغربية موجود بين يدي منظمة الأممالمتحدة وهو الآن محل مسار سياسي تفاوضي بين المملكة المغربية والجمهورية الصحراوية. وتابع قائلا من منطلق تاريخها الثوري لم تخف الجزائر يوما تعاطفها وتضامنها مع الشعب الصحراوي في نضاله من أجل حقه في تقرير مصيره ولا اعترافها بالجمهورية الصحراوية على غرار أكثر من سبعين دولة في العالم والعديد من المنظمات الدولية وعلى رأسها الإتحاد الإفريقي .