قال الله تعالى: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) غافر لقد أصبح الكذب طبعة مسجلة ببداية شهر أبريل ما إن يطل علينا الشهر حتى يتقاطر الكذب من هنا وهناك في العمل ووسائل الإعلام. نعم لقد جعلوا للكذب يوما عالميا كما فعلوا مع عيد الحب وعيد الأم وعيد المرأة وقريبا سنسمع بعيد السُكر وعيد الفواحش. هم يصدرون لنا الأعياد ونحن نتبعهم ونحتفل معهم ولقد صدق فينا وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاع حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ)) [متفق عليه] لقد اتبعناهم في كل شيء إلا في التقدم الصناعي والعلمي أصبحنا نحتفل بأعيادهم ونقلد تساريح شعورهم بل ولبست نساء المسلمين لباسهم فماذا تبقى ؟ هل نحتاج إلى يوم للكذب ؟ والكذب قد أصبح عملة متداولة في المجتمع وبين الناس يكذب الزوج على زوجته وتكذب الأم على ابنها ويكذب البائع على الشاري ليخفي عيب سلعته ويكذب الإعلام على المشاهدين كذب في كذب. لقد تعددت وجوه الكذب وانتشرت في الأمة إلى من رحم ربي. لن أطيل الكلام في تعريف الكذب ومضاره فهذا لا يخفى على أحد وسأكتفي بأن أقول إن الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها وهو من أقصر الطرق المؤدية إلى النار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإيّاكم والكذِبَ فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا). [رواه البخاري ومسلم]. لا تكذب.. فإن الكذب في الحديث من علامات النفاق: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أخْلَفَ وَإِذَا ائْتُمِنَ خانَ). والكذب ليس من شِيم الأكابر بل هو من شِيم الأصاغر الذين هانوا على أنفسهم فهان عليهم الكذب ولو كانوا كبارًا في أعين أنفسهم لنأوا بها عن الكذب. قال الشاعر: لا يكذب المرء إلا من مهانته أو فعله السوء أو من قلة الأدب لبعض جيفة كلب خير رائحة من كذبة المرء في جدّ وفي لعب نرجو الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من عباده الصادقين فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.