من بين الظواهر الاجتماعية الأكثر بشاعة الخيانةُ الزوجية، أي أن يخون الزوج زوجته، او العكس، وأسباب هذه الخيانة كثيرة، ولكنها، وفي كل الأحوال لا يمكن أن تُبررها، ولعلّ أقسى درجات الخيانة هي أن تكون مُدبرة. مصطفى مهدي أزواج كثيرون يصلون، وبعد سنوات وربما أشهر من الزواج، إلى طريق مقطوع في حياتهما، حيث تقع بينهما مشاكل وصراعات، بعضها مبررة وأخرى لا مبرر لها، بل مجرد سوء تفاهم يتحول إلى كرهٍ متبادل، وقد لا ينفجر الوضع بينهما، وقد لا يصلان إلى الطلاق، ولكنهما يعيشان في بيت واحد بقلبين متنافرين، وهو الأمر الذي يمهد لخيانة كل منهما للآخر، او خيانة احدهما، ويصير كل همهما أن يجدا العزاء خارج البيت الذي صار جوّه لا يُحتمل. ربما نقص الحوار أو التسرع في الزواج، لكن النهاية دائما تكون واحدة، خيانات بشعة تسبب الدمار ليس للذي تعرض إلى الخيانة فقط، ولكن يهدم البيت كله، والأولاد الذين وان لم يتفطنوا إلى تلك الخيانات، لكن لا شك سينتبهون إلى نفور الوالدين من بعضهما البعض، وربما يشهدون صراعات بينهما، تزيدهم ضياعا وحسرة. ما وقع في حي سيدي يوسف ببوزريعة مؤخرا، يدل على أن حبل الخيانة قصير، وان نتائجه وخيمة، وانه يمكن أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، فمن اجل لذة زائلة يمكن أن يقتل الفرد، او يتعرض للإهانة والذل، وهو ما وقع لامرأة خانت زوجها، بل كانت تخونه منذ سنوات، وهو الذي يعمل في احدى الولايات الصحراوية، ولا يعود إلا بداية كل شهر، على أن يستقرّ نهائيا بعد أن ينجح في عمله، ولكن زوجته لم تصبر تلك السنوات، ولكن كانت تخونه، ليس مع رجل واحد، وبل رجال كثيرين، كانوا يتسللون إلى بيته بشكل دائم في غيابه، ولم ينتبه إلى الوضع خاصة وانه لا يعرف أحدا من سكان الحي، ولم يسبق له أن تحدث معهم، ولهذا فان بعضهم حسب انه ليس زوجها او أن الأشخاص الذين كانوا يتسللون هم أقارب لها، ولكن كان هذا في البداية، غير أنها ومع الوقت صارت تزني مع رجال من الحي، فانتشرت فضائحُها، وعندما عاد الزوج واخبره البعض بتلك الممارسات، صارح بها زوجته فأنكرت في البداية، إلا أنها اعترفت بعدها، ولكن ادعت أنّها كانت "مرغمة" على ذلك، وهي التي تبقى وحيدة طيلة أيام الشهر، وفي لحظة غضب حمل الرجل المغدور سكينا وطعنها فقتلها. أما ما وقع في حي سيلاستر، فشبيه بتلك الحادثة، ولكن النهاية شارك فيها جميع سكان الحي، حيث أن رجلا خان امرأة، ولكنه خانها مع امرأة أخرى من الحي، وهو الأمر الذي جعل الزوجة لا تنتقم من زوجها ولكن تتهجم على المرأة الغريمة التي سلبتها زوجها، فانتظرتها إلى أن خرجت من بيتها وانقضت عليها تحاول تشويه وجهها بحمض الأسيد، ولكن الثانية دافعت عن نفسها، وراحت تصرخ عاليا حتى قدم أبناء الحي وحاولوا أن يحولوا بين المرأتين، ولكن عائلة الزوجة وعائلة المرأة الخائنة تدخلتا، وتحولت المعركة إلى جماعية شارك فيها الجميع، بمن فيهم الزوج الذي احتار في أمره، ولا شك انه أدرك حجم الخطيئة التي ارتكبها.