الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف, مولودية قسنطينة و نجم التلاغمة في المطاردة    صحة: تزويد المستشفيات بمخزون كبير من أدوية الملاريا تحسبا لأي طارئ    رابطة أبطال إفريقيا (مرحلة المجموعات-القرعة): مولودية الجزائر في المستوى الرابع و شباب بلوزداد في الثاني    قرار محكمة العدل الأوروبية رسالة قوية بأن كفاح الشعب الصحراوي يحظى بدعم القانون الدولي    إيطاليا: اختتام أشغال اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7    المجلس الشعبي الوطني يشارك بنجامينا في دورة اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الافريقي    لبنان: الأطفال في جنوب البلاد لا يتمتعون بأي حماية بسبب العدوان الصهيوني    الجزائر-البنك الدولي: الجزائر ملتزمة ببرنامج إصلاحات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة    اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7 بإيطاليا: مراد يلتقي بنظيره الليبي    زيارة المبعوث الأممي لمخيمات اللاجئين: الشعب الصحراوي مصمم على مواصلة الكفاح    الأعضاء العشرة المنتخبون في مجلس الأمن يصدرون بيانا مشتركا بشأن الوضع في الشرق الأوسط    ديدوش يدعو المتعاملين المحليين للمساهمة في إنجاح موسم السياحة الصحراوية 2025/2024    طاقات متجددة : إنتاج حوالي 4 جيغاوات بحلول 2025    مجمع سونطراك يؤكد استئناف نشاط محطة تحلية مياه البحر بالحامة بشكل كامل    ضبط قرابة 94 كلغ من الكيف المعالج بتلمسان والنعامة قادمة من المغرب    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم قصر الباي    اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7: السيد مراد يتحادث مع نظيره الايطالي    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    السيد بوغالي يترأس اجتماعا تحضيريا للمشاركة في أشغال اللجنة الأممية الرابعة    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    ملفّات ثقيلة على طاولة الحكومة    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هل الشعر ديوان العرب..؟!    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تختلف أسبابها.. لكن النتيجة واحدة.. الخيانة الزوجية الدافع رقم واحد وراء ارتفاع نسب الطلاق
نشر في الحوار يوم 16 - 12 - 2008

تشهد الجزائر 35 ألف حالة طلاق سنويا و3500 حالة خلع أخرى، أرجع المختصون في مجال القانون وعلم الاجتماع أسبابها إلى الخيانة الزوجية معتبرين إياها السبب الرئيسي والدافع رقم واحد وراء ارتفاع نسبة الطلاق في الجزائر بمعدلات خيالية تستمر في الارتفاع، بلغت حسب آخر الإحصاءات المعلن عنها بداية السنة من طرف وزارة العدل 5 آلاف حالة شهريا، 65 بالمائة منها أزواج لم تمض فترة طويلة على ارتباطهم. لماذا تخون المرأة... لماذا يخون الرجل؟
في حوارنا مع الأستاذ بلعربي علي باحث وأستاذ في علم النفس من جامعة الجزائر عن موضوعنا حول الخيانة الزوجية قال: إن مما لاشك فيه هو أن الخيانة الزوجية جريمة قد يقدم عليها الزوج أو الزوجة على حد سواء، والخيانة على نوعين قد تكون متوسطة الحدة كتبادل الإعجاب والكلام الخاص والاستعطاف وتكون شديدة الحدة وتتمثل في اللقاء الجنسي، ولا يوجد سبب واحد فالسبب يختلف من شخص لآخر وهذا راجع إلى الضغط النفسي الممارس على أحد الزوجين أو كليهما، وهذا يكون اقتصاديا أو اجتماعيا. فالمرأة تقدم على الخيانة إذا أحست بالغبن وتسلط الزوج عليها وحرمانها من أبسط حقوقها، فتكون الخيانة بمثابة انتقام أو بمثابة إشباع لرغبة نفسية هي محرومة منها، كما أن حرمانها من الوسائل المادية من متطلبات الحياة مقابل ما تراه في قريناتها يدفعها إلى التفكير لماذا هي مسثتناة عن الغير. ثم إن الغيرة تعكس قلق الزوجة من الخيانة الزوجية، وقد تصل هذه الغيرة إلى درجة الشك خصوصا إذا تغيرت تصرفات الزوج وأصبحت غامضة، وإذا راودتها شكوك مبررة تنتقم بطريقة خاطئة فتقدم على الخيانة الزوجية، أضف إلى ذلك عدم التوافق الجنسي وتجاهل الزوج رغبة زوجته خصوصا إن كانت تتميز بطاقة زائدة، كما أن هناك بعض النساء اللاتي يتميزن بضعف شخصيتهن فإذا خانها زوجها أقدمت هي الأخرى على خيانته انتقاما منه ولإثبات نفسها وفرض كيانها ولترد عليه بطريقة منحرفة. أما الرجل فيخون إذا أحس أن شريكة حياته لم تعد قادرة على تفهمه وإهمالها له وذلك بتفرغها لتربية أبنائها والقيام بأشغال المنزل وإهمالها لنفسها وربما كثرة الخلافات الأسرية بينهما، وربما عدم احترامها له وعدم تقديرها له وسماعها لانشغالاته، أيضا إذا أصبحت الحياة الزوجية روتينية ومملة واختفت الرومانسية من حياته، ما يجعله يبحث عن جو يستعيد فيه الدفء والحنان والعاطفة المفقودة، ثم إن البرود الجنسي عند بعض النساء يجعل الرجل يبحث عن شخص آخر ليعوض النقص الموجود ثم إن العلاقات الحميمية المعتادة قبل الزواج من قبل الرجل وما يليها من مقارنة بعد الزواج سبب في الخيانة الزوجية، وكذلك مستوى تقدير الذات لدى الرجل خصوصا إذا أحس أنه أعلى رتبة من زوجته فإنه يبحث عن الرتبة الملائمة له في مكان آخر. أما الأسباب والعوامل المشتركة فيمكن حصرها في التباين في المستوى الثقافي والتعليمي بين الزوجين والإدمان على مشاهدة وسائل الاعلام. وللإشارة فإن المجتمع الجزائري يفتقر للحب والحنان وأخيرا يلعب الفراغ الديني والأخلاقي دورا في التوجه نحو الخيانة الزوجية.
الخيانة الزوجية زنا في نظر القانون
تحدثت السيدة مراكشي ليلى قاضية لدى محكمة البليدة عن الخيانة الزوجية فقالت: الخيانة الزوجية لم يعرفها القانون الجزائري ولا الشريعة الإسلامية، وإنما ذكر الزنا في الشريعة الإسلامية وفي قانون العقوبات الجزائري. ويعتبر الزنا جريمة قانونية تستحق أقصى العقوبات لأنه وخيم العاقبة، فالعلاقات الخليعة والاتصال الجنسي غير المشروع يهدد المجتمع بالفناء والانقراض، فضلا عن كونه من الرذائل المحقرة لقوله تعالى ''ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا'' أما نظرة القانون حول الزنا، إذ أنه وجه شامل للخيانة الزوجية، وجاء في قانون العقوبات أنه يعاقب الزاني والزانية من سنتين إلى خمس سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة، إلا أنه لابد من شكوى الزوج أو الزوجة بعد اكتشاف الطرف الآخر في حالة تلبس رفقة شخص من جنس آخر وهما في مكان مشبوه، وظروف ضبطهما تسمح بالقول إنهما كانا في علاقة جنسية، إلا أنه عند ضبط الزانية والزاني، لابد من شهود وتبليغ عن جريمة الزنا لدى مصالح الأمن، كما أن شكوى الزوج وجوبية فإذا تنازل عن الشكوى يوضع حد للمتابعة ولا يعاقب الزوج والزاني. أما علميا فمن الصعب جدا اكتشاف الزنا لأنه ولتقديم شهود يوجدون بمكان اكتشاف الزاني والزانية في فراش الزنا صعب جدا إثباته، كما أنه في أكثر الأحيان تحتاج الزوجة لحكم يقضي بإدانة زوجها بجنحة الزنا من أجل المطالبة بالتطليق وذلك سبب للمطالبة به طبقا لأحكام المادة 53 من قانون الأسرة الجزائري.
اعترافات حية لأزواج أقدموا على الخيانة
نوال سيدة في الخامسة والثلاثين من العمر تزوجت وهي في سن الثامنة عشرة من رجل لم تحبه يوما، وفي المقابل كان يعشقها لحد الجنون، وقد كان زواجها منه فقط لتتخلص من القيود التي كانت تأسرها عائلتها بها. تقول نوال ''حاولت أن أحب زوجي ولكن لم أستطع فقد اكتشفت ضعف شخصيته فأصبحت متسلطة وأنا الآمرة الناهية في البيت حتى راتبه الشهري بين يدي وأتصرف كما يحلو لي، كما أنه يسعى دائما لإرضائي ولكن..''.. أنجبت نوال من زوجها طفلين عمر يبلغ خمس سنوات أما مصطفى فأربع سنوات. أما عن قصتها مع الخيانة فقد بدأت مع الأيام الصعبة التي مرت بها عندما عطل زوجها عن العمل وبحكم أنها تسكن حوشا كبيرا ويضم كل عائلة زوجها وأبنائهم، فقد أمدوا لعائلة نوال العون والسند وخصوصا صهرها الكبير الذي له أربعة أبناء وأكبرهم كمال ذو التاسعة والعشرين من العمر الذي تعاطف ماديا ومعنويا معهم في محنتهم. تقول نوال ''كان كمال يأتي كل يوم ليطلع على أمورنا وكان يقضي معظم وقته معنا حتى وإن كان زوجي غائبا''، وتضيف ''لم أفكر يوما في أن أخون ولكن تسير الرياح بما لا تشتهيه السفن، فقد كان يرمقني بنظراته المملوءة بالاعجاب ويحضر لي في كل مرة الهدايا ويعامل طفلاي بكل مودة ورقة ويشاورني في كل ما ينوي فعله، كل هذا جعلني أميل نحوه خصوصا أنه كان يشعرني بأهميتي وأني ذات قيمة وذلك بمدحني في كل مرة، وذات مرة انقطعت زياراته فوجدت قلبي يسأل عنه وعينايا تبحث عنه قصدت منزله للسؤال عن أحواله، وجدته لوحده، فتح لي الباب ولم أدري كيف وجدت نفسي بين أحضانه ولكن سرعان ما خرجت مسرعة وعدت لبيتي ورجلايا لا تحملاني، شعرت بفرحة كبيرة وأحسست بمعنى الحب وبمعنى حضن دافء ولو للحظة''.. توالت الأيام وحب نوال لكمال يكبر ويزداد يوما بعد يوم ولقاءاتهما أصبحت أكثر شدة وأكثر حميمية فلا تخلو مرة تلقيان فيها من علاقتهما الجنسية في أعلى درجاتها، وفي كل مرة تندم نوال وتقرر ألا تكرر ولكن في كل مرة تجد نفسها تكررها دون حساب، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان تكمل نوال وتقول: ''ربي كي يحب يكشف عبدو.. في أحد الايام وبينما كنت مع عشيقي في لقاء حميمي وإذا بزوجي يدخل المنزل ودون سابق إنذار يفتح باب الغرفة ويجد ابن أخيه ينام في مكانه وفي سريره ومع زوجته وفي وضع لا أخلاقي مشين، لم يصدق ما رأى فسقط مغميا عليه من هول ما رأى، سارعنا إليه وبعد ساعة من الزمن استيقظ وأخذ يصرخ وطردنا من المنزل مهددا بقتلنا، حملت نفسي وذهبت إلى بيت عائلتي وبعد مرور خمسة عشر يوما لم أحاول خلالها الاتصال به وظننت أنها نهايتي معه رغم أنه لم يخبر أحد من عائلته ولا من عائلتي، أتى إلى منزلنا وأرجعني إلى بيتي وتكلمنا مطولا أخبرني أنه سامحني وأنه يحبني وليس بمقدوره العيش من دوني وأنه لا ينوي تيتيم أبنائنا وأن يحرمهم من أمهم، عدت إلى البيت وأقسمت أن لا أخون ثانية، وبعد مرور ستة أشهر تعذبت خلالها وأحسست بفراغ رهيب ولكن كان لابد أن أتمالك نفسي سمعت أن عشيقي دخل السجن في ولاية الشلف على إثر شجار انتهى بضربه أحد عمال مطعم ولكن الضحية أصفح عنه، ويوم إطلاق صراحه اتجهت إلى الشلف لأسانده وقد كذبت على زوجي وأخبرته أنني في منزل أختي.. عدت بعدها إلى المنزل وعاد هو بعد أسبوع، أريد أن أجد حلا لكن لم أستطع، ثم طفلاي ما مصيرهما إن عدت إلى بيتنا مطلقة، فتعود أيام النحس التي عشتها سابقا.. لا أدري ما سأفعل وخصوصا أنني حامل بطفل ثالث هو ابن عشيقي، حاولت إجهاضه ولكن دون فائدة.. أنا حائرة ولا أعرف بر الأمان أريد التوبة ما هو السبيل''.
فضحت وفقدت زوجي وعشيقي معا
نشيدة امرأة مطلقة في الثلاثين من العمر سردت لنا قصتها مع الخيانة الزوجية، لقد كانت نشيدة فتاة مدللة ومن عائلة غنية تعرفت على رضا وهو الآخر كان من عائلة لا بأس بها، وبعد مرور ثلاث سنوات على علاقتهما اكتشفت نشيدة أنها حامل واستطاعت أن تخفي حملها عن عائلتها، وبعد أن وضعت مولودها الذي كان ذكرا وسمته ريان طلبت من رضا أن يعجل في زواجهما فقبل ولكن والدته رفضت ذلك لأنها كانت تنوي تزويجه بابنة أختها، وبعد مرور عام ونصف قرر رضا أن يصارح والدته ولما أخبرها قبلت ولكن شرط أن يقوم بكراء منزل ليسكن وحده ولا يأتي بها أبدا إلى بيتها، ونشيدة هي الأخرى صارحت أمها فما كان لها إلا أن تقبل وتزوجها، سكنت نشيدة لوحدها وبعد مرور عام ونصف على زواجها قضت خلالها أروع أيام حياتها بين أحضان زوجها وابنها ريان، اكتشفت أنها حامل للمرة الثانية ولكن هذه المرة الكفة لم ترجع لصالحها فمع الأشهر الاولى من حملها بدأت المشاكل بينها وبين زوجها. تقول نشيدة صحيح كنت فتاة مدللة ولكن كنت أبذل قصارى جهدي لأسعد زوجي ولكن الشكوك بدأت تراودني منذ أن أصبح يطفئ هاتفه النقال عندما يدخل إلى البيت ويصرخ في وجهي إن لمسته وأصبح عصبيا جدا، ومازاد الطينة بلة هو أنه لا يدخل البيت إلى على وقت الفجر وثملا، ورغم أننا كنا نتقاسم سريرا واحدا إلا أنه لا ينظر في وجهي وكلما حاولت أن أحدثه في موضوعنا يتحاشاني وفي بعض الاحيان يلومني على أنني السبب في كل ما يفعل، توالت الايام وطباع رضا تزيد عن حدها ولا يوجد أحد أشكي له همومي حتى زيارات أمه كانت فقط للسخرية والاستهزاء وكانت تقول لي دائما إن ابنها ليس من مقامي وأنني اقتحمت حياتهم ودمرتها وأن ما أحمله في أحشائي مجرد ثعبان وأنني لن أرزق أبدا بفتاة. وضعت مولودي وكانت طفلة جميلة جدا أسميتها ياسمين، توالت الأيام والوضع بيننا على حاله وفي أحد الأيام وبينما كان رضا يستحم وقد نسي هاتفه النقال داخل معطفه أخذته وتصفحت الصور والفيديو ورأيت ما أشبعت به شكوكي من صور نساء في سهرات ليلية، وما أفجعني هو صور امرأة شبه عارية على سرير بين أحضان زوجي ولا صورة لي ولا صورة لأبنائه كل الصور كانت صور الفسق، شاهدت كل هذا بأم عيني وبكيت كثيرا وفهمت الذي غير زوجي عني وبحكم أنني لا أحتمل كل هذا قررت أن أنتقم، أحضرت لطفلاي حاضنة تبيت عندي وأصبحت أخرج كل يوم لأتنزه، أخرج في الصباح الباكر ولا أعود إلا في آخر الليل، ولما علم رضا تشاجرنا وأخبرته أنني رأيت صوره وأنه سيندم كثيرا. مرت الأيام وذات يوم لم يعد إلى البيت فسألت عنه فعلمت أنه في السجن بسبب قضية تزوير حكم عليه بسنتين سجنا نافذا وغرامة مالية، جاءت حماتي وأخذت ريان ابني ليقيم معها وأصبحت وحدي مع ابنتي وحاضنتها، وبما أن والدي أفلس بعد أن استثمر أمواله في صفقة وخسرها وأصبحت على الحديدة، بدأت أخرج للسهر ليلا وتعرفت على شاب وسيم وقعت في غرامه وأصبحت أواعده كل ليلة، وكان يزورني مرارا في منزلي، أصبحت لا أطيق فراقه فلقد بعت كل ما أملك من ذهب وتقريبا كل أثاث المنزل لأجله وفقط لنسهر معا، كنت أشعر بكياني وأنا معه، طبعه الرومانسي كسر الروتين والجمود الذي كنت أعيشه وبعد ستة أشهر انتهت مهلة كراء المنزل الذي كنت أقطن فيه ولم يكن بحوزتي نقود لأجدد الكراء، فأصبحت أخرج للسهر بغرض المال دون علم عشيقي، جمعت المال فقمت بكراء بيت جديد وجهزته بكل ما يلزم واشتريت سيارة وهذه المرة أعطيت المفتاح لعشيقي ليدخل في الوقت الذي يشاء، أهملت ابنتي حتى أصبحت تنادي المربية ''أمي'' وكأنني كنت أعيش في حلم متمنية أن لا أستيقظ منه أبدا، ولكن حلمي هذا لم يدم طويلا إذ وبعد عام قضيته بين عشيقي وبين من كنت أصاحبهم من أجل المال سمعت أن زوجي وبعد خمسة عشر يوما سيخرج من السجن علما أنني كنت أزوره كل أسبوع، وعندما خرج أخذني أنا وابنتي إلى بيت والدته وبعد مرور عشرين يوما على رجعتنا أخبره بعض رفقائه أنني كنت أخونه ولم أحفظه أثناء غيابه وأحضروا له صورا التقطت في أحد الملاهي مع عشيقي فكانت نهايتي معه، طلقني وفضحني مع عائلته وعائلتي وأخذ طفلاي وبعد شهرين أقام عرسه والآن أنا مقيمة عند والدتي، أضعت كل شيء لمجرد غباء مني ولحظة نزوة عابرة فلو صبرت لكنت الآن بين أحضان عائلتي الصغيرة والآن لم أحتفظ لا بعشيقي ولا زوجي، ندمت كثيرا فكل الرجال يخونون نساءهم ولكن خيانتهم مغفورة عكس المرأة إن زلت دفعت الثمن باهظا كما فعلت أنا''. كريم رجل في الأربعين من عمره، روى لنا قصته مع الخيانة الزوجية فقال: أستطيع أن أقول إن كل زوج لا يجد الجو المناسب في بيته يقدم على الخيانة، فأنا مثلا ومنذ سن السابعة عشرة عاما دخلت ''الميليو'' من بابه الواسع، تعرفت على كثير من النسوة وعاشرت المئات منهن لذا فأنا أعتبر نفسي ''معلم في حرب النساء''، ولما بلغت سن الثلاثين قررت الاستقرار فطلبت من أمي أن تخطب لي أي فتاة تعرفها شرط أن تكون جميلة، أقمنا الفرح وسكنت لوحدي، في الأيام الأولى كانت الأمور تسير على ما يرام ولكن كما يقال ''الناس بعد العشرة تبان''، بعد مرور سنة ونصف على زواجنا رزقنا بطفل، ومن هناك بدأت المتاعب. في بادئ الأمور أصبحت لا تهتم بي كثيرا فقلت لا بأس هذه الأيام الأولى علي بالصبر، ثم أصبحت لا تشاورني في الأمور التي من حقي أن أبدي رأيي فيها وكثرت زياراتها لبيت أهلها فأجد نفسي وحيدا لمدة أسبوع أو أسبوعين ومع كل هذا أصبحت متسلطة ولا تحترمني ظانة أنها أسرتني في سجنها بطفلنا. حاولت مرارا أن أفهمها أن ما تفعله ليس بالصحيح ولكن لا حياة لمن تنادي، صحيح أن جمالها أخاذ ولكن ليس هذا بالضبط ما كنت أسعى إليه كنت أريد شريكة حياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكن لم أحسن الاختيار. كانت خلافاتنا تكبر يوما بعد يوم وحياتنا أصبحت باهتة وباردة، لم أصدق ما كان يحدث لي أصبحت كالمجنون، متاعب العمل من جهة وراحة البال مفقودة من جهة أخرى شكلا لي ضغطا كبيرا وهروبا منه جاء في الحنين لأيام العزوبية حين كنت سلطان زماني، فوقعت في شرك الخيانة المتكررة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.