الخيانة الزوجية ظاهرة تنتشر بشكل رهيب في مجتمعنا، و لعلّها من إحدى الأسباب الهامّة التي تؤدي إلى الطلاق، ولكنّ ردة فعل الذين يتعرضون لخيانة من أزواجهم او زوجاتهم تختلف من واحد لآخر، فهناك من يغفر من لا يغفر ومن ينتقم بمثلها كذلك. أجل، قد لا يكتفي من يتعرض للخيانة بالغضب وطلب الطلاق والثورة على الشريك، بل قد لا يقتنع إلاّ إذا ردّ بالمثل، أي أن يخون هو كذلك، وهو الأمر الذي يعتقد انه سيريحه، وسيعيد الاعتبار إلى نفسه والى كرامته المهدورة، ولكن بالعكس من ذلك، فإن مثل تلك الحوادث تكون نهايتها مأساوية، تصل إلى حد القتل، فالخيانة في حد ذاتها جريمة، والخيانة الثانية لن تكون إلاّ جريمة ثانية، والنتائج ستكون، لا محالة، أبشع وأفظع. استيقظ أهل سيدي يوسف، قبل أسابيع، على جريمة قتل نفذتها امرأة في حق زوجها، حيث دفعته من النافذة ليهوي إلى الأسفل، فلقي حتفه، ذلك أنها عثرت عليه في بيت الزوجية يزني مع امرأة ثانية، فأخرجها إلى الشرفة ليتحدث معها، وفي ذروة الغضب دفعت به إلى الشارع، ويحكي أصدقاؤه انه لم يفعل ذلك إلاّ نكاية بزوجته التي خانته بل التي اشتهرت في الحي بعلاقاتها المشبوهة، وهو الأمر الذي جعله لا يتوانى عن خيانتها هو الآخر، فكانت النهاية أن قتلته فزج بها في السجن. حادثة أخرى وقعت لأحد الشبان المتزوجين حديثا، والذي خان زوجته شهرا واحدا بعد زواجهما، ذلك انه لم يكن معتادا على الاكتفاء بامرأة واحدة، ولطالما كان زير نساء، وعندما اكتشفت زوجته الأمر، أرادت أن ترد الصاع صاعين، فزنت مع صديق لهما كان يدرس معهما في الجامعة، وعندما علم الزوج بالأمر ضربها إلى درجة كادت تفقد على أثرها حياتها، ولم تجد أمامها إلا أن تشتكي لعائلتها التي لم تتقبل الوضع، وأرادت التفاهم مع الزوج، فاصطدمت العائلتان ونتج عن ذلك شجارٌ عنيف كاد يودي بحياة احد الأفراد، لولا أن توصلوا في النهاية إلى حل الانفصال، فانفصل الاثنان، وكان يمكن أن يفعلا ذلك قبلا، دون الاضطرار إلى العراك، بل كانا قادرين على التفاهم وتسوية الأوضاع بينهما لولا أن حدث ما حدث. وقد قصت علينا "ر" والتي تبلغ من العمر ثلاثين سنة، أنها انفصلت عن زوجها قبل أشهر لسبب تافه، حيث أنه رآها رفقة صديق لها وزميل عمل، فحسب أنها تخونه، فلم يحدِّثها بالأمر، ولكنه فعل نفس الشيء، أي انه خانها من جارتهم، وتعمد أن تكتشف الأمر حتى ينتقم منها، وعندما عملت طلبت منه الطلاق، وشرحت له طبيعة علاقتها مع زميلها، فحاول أن يصلح الوضع، ولكن الوقت كان قد فات، تقول لنا، حيث لم تغفر له زلته وطيشه. قد نتفهم حدوث هذه الجرائم في مجتمع غربي منحلّ، أما أن يلجأ أحد الزوجين في بلدنا المسلم إلى الزنا وخيانة الآخر وهو محصَّن، فذلك أمرٌ غير مقبول إطلاقاً ورذيلة لا دواء لها إلا الرجم لو كانت أحكام الشريعة تطبق عندنا، أما الأدهى والأمر، فهو رد الطرف الآخر بالوقوع في المعصية وتعريض نفسه لغضب الله بدوره، ولو اكتفى باللجوء إلى الطلاق وتفويض الأمر لله لكان خيراً له.