* الرئيس يحلّ بمصر للمشاركة في القمّة العربية الاقتصادية تمنّى رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة أن ينجح الرئيس التونسي المؤقّت فؤاد المبزع في قيادة تونس إلى برّ الأمان، مؤكّدا ثقته في قدرة هذا الأخير على ضمان رفاهية الشعب التونسي، وخاطب بوتفليقة المبزع بصفته رئيسا للدولة التونسية، وهو ما يعدّ اعترافا جزائريا رسميا به كخليفة، بصفة مؤقّتة، للرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي· وجّه رئيس الجمهورية أمس الثلاثاء خالص برقية إلى الرئيس المؤقّت للدولة التونسية السيّد فؤاد المبزع، نقل له فيها تحيته الأخوية وأمنيته بأن تنجح تونس على يديه في الوصول إلى بر الأمان· ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية نصّ ما جاء في برقية الرئيس بوتفليقة على النّحو الآتي: يسرّني وأنا أعبر أجواء بلدكم العزيز متوجّها إلى مصر للمشاركة في القمّة العربية الاقتصادية الثانية أن أزفّ إليكم خالص التحية الأخوية راجيا لكم تمام السداد والتوفيق في الوصول بتونس الشقيقة إلى برّ الأمان· وأضاف رئيس الدولة قائلا: إنني من منطلق ما يجمع شعبينا الشقيقين من عرى الأخوّة ووشائج القربى وحسن الجوار أثق كلّ الثقة في أنكم ستجدون في العبقرية التونسية الأصيلة ما يلهمكم لما فيه رفاهية شعبكم الحبيب· كما بعث رئيس الجمهورية برقية إلى قائد الثورة الليبية العقيد معمّر القذافي جدّد له من خلالها حرصه على تعزيز علاقات الأخوّة والتعاون بين البلدين· وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة: يسرّني وأنا أعبر أجواء بلدكم العزيز متوجّها إلى مصر للمشاركة في القمّة العربية الاقتصادية الثانية أن أبعث إليكم بتحياتي الحارّة مشفوعة بتمنّياتي لكم بموفور الصحّة والهناء وللشعب الليبي الشقيق بالمزيد من الرقي والإزدهار· وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: كما لا يفوتني أن أجدّد لكم حرصي على تعزيز علاقات الأخوّة والتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين مصداقا لما يحذونا من إرادة سياسية مشتركة· ** بوتفليقة في شرم الشيخ وحلّ رئيس الجمهورية أمس الثلاثاء بمدينة شرم الشيخ (مصر) للمشاركة في القمّة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الثانية المقرّر عقدها اليوم الأربعاء، وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله نظيره المصري السيّد محمد حسني مبارك· وستبحث القمّة العربية الإقتصادية الثانية التي تشهد مشاركة قادة البلدان العربية من بينهم الرئيس بوتفليقة سبل تفعيل التعاون والتكامل الاقتصادي العربي، وكذا مدى تنفيذ قرارت قمّة الكويت الأولى· وفي هذا السياق، ستتابع القمّة مدى تنفيذ القرارات التي توّجت قمت الكويت والمتعلّقة خاصّة بمسالة الرّبط الكهربائي بين الدول العربية والرّبط عن طريق السكك الحديدية والرّبط البرّي والجوّي، إلى جانب مسائل الاتحاد الجمركي والأمن الغذائي والمائي والأزمة المالية وكذا التعليم والفقر والبطالة· ومن المنتظر أن يقدّم الأمين العام للجامعة العربية السيّد عمرو موسى للقمّة تقريرا حول متابعة تنفيذ قرارات القمّة الأولى وما صدر عن القمم العربية العادية· كما ستبحث قمّة شرم الشيخ ملفات جديدة، لا سيّما مسالة الرّبط البحري بين الدول العربية وتأثيره على زيادة التبادل التجاري البيني، إلى جانب ربط شبكات الأنترنت في الدول العربية وتفعيل مبادرة البنك الدولي في العالم العربي المتعلّقة بدعم أولويات التنمية في المنطقة، خاصّة في مجالات التنمية البشرية والاستثمارات وخلق فرص العمل من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة· ولن يكون الشأن التونسي والأوضاع التي يشهدها هذا البلد غائبة عن جدول أعمال القمّة العربية الاقتصادية، حيث أشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن أحداث تونس ستكون من المواضيع المطروحة على قمّة شرم الشيخ متوقّعا أن تكون تونس ممثّلة في القمّة· وستعقد على هامش قمّة شرم الشيخ ثلاثة منتديات هي منتدى رجال الأعمال ومنتدى المجتمع المدني ومنتدى الشباب· ومن المنتظر أن تدمج مقرّرات هذه المنتديات في أعمال القمّة ويتمّ إطلاع القادة العرب على نتائج أشغالها· ** فضاء لدفع التعاون الاقتصاد العربي وكانت فكرة تنظيم قمّة عربية تخصّص للجوانب الاقتصادية والتنموية والاجتماعية قد طرحت لأوّل مرّة من طرف بعض القادة العرب خلال القمّة العربية العادية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض في 2007، خاصّة وأن الأمّة العربية لازالت تعاني من العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية كالبطالة وتواضع حجم التبادل التجاري العربي وضعف البنية التحتية في الكثير من دول المنطقة· وكانت القمّة العربية الاقتصادية الأولى التي احتضنتها الكويت في جانفي من عام 2009 قد عقدت في ظروف خاصّة، إذ جاءت بعد الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزّة في ديسمبر 2008 وفي ظلّ الأثار السلبية التي خلّفتها الأزمة المالية العالمية على اقتصاديات دول العالم· ورغم كلّ هذه الظروف نجحت القمّة العربية الاقتصادية الأولى في كسب رهان الخروج بقرارات هامّة في مسار الإندماج والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية الكفيل بالارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربي· وتوّجت هذه القمّة بصدور إعلان الكويت الذي دعا إلى إعطاء الأولوية للاستثمارات العربية المشتركة وإتاحة مزيد من الفرص للقطاع الخاصّ والمجتمع المدني للمشاركة في عملية النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية· كما تبنّت القمّة عدّة مشاريع تكاملية قابلة للتنفيذ في مجالات البنية الأساسية وإدارة الموارد والأمن الغذائي العربي· وتتعلّق هذه المشاريع على وجه الخصوص بمخطّط الرّبط البرّي العربي بالسكك الحديدية ومشاريع الرّبط الكهربائي والبرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحدّ من البطالة في البلدان العربية، علاوة على البرنامج العربي لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية وكذا تطوير التعليم وتحسين مستوى الرعاية الصحّية في الوطن العربي· ومن بين القرارات التي خرجت بها القمّة العربية الاقتصادية مشروع برنامج عمل يهدف إلى تنفيذ إعلان الكويت والقرارات الصادرة عن القمّة وترجمتها إلى برامج تطبيقية تشكل خارطة طريق بالنّسبة للعمل العربي المشترك فى مجال الاقتصاد خلال السنوات القادمة·