وجه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، خالص تحياته الأخوية إلى رئيس الدولة التونسية، فؤاد المبزع، حيث جاء في برقية الرئيس بوتفليقة وهو يعبر أجواء تونس متوجها إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية الثانية “اغتنم الفرصة لأزف إلى رئيس الدولة التونسية التحية الأخوية، راجيا له تمام السداد والتوفيق في الوصول بتونس الشقيقة إلى بر الأمان” وأضاف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة “إنني من منطلق ما يجمع شعبينا الشقيقين من عرى الأخوة ووشائج القربى وحسن الجوار، أثق كل الثقة في أنكم ستجدون في العبقرية التونسية الأصيلة ما يلهمكم لما فيه رفاهية شعبكم الحبيب”. وتعتبر التحية التي وجهها الرئيس بوتفليقة إلى رئيس البرلمان التونسي الموكل بمهمة رئاسة البلاد إلى غاية إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، بمثابة الموقف الرسمي الجزائري من الثورة الشعبية التي شهدها هذا البلد منذ اندلاعها منتصف شهر ديسمبر الفارط، حيث لم تسمح السلطات بخروج أية معلومة رسمية بخصوص هذه الأحداث. وقد نددت العديد من الأحزاب السياسية الوطنية بالسكوت الذي التزمته الدولة إزاء الأحداث التي عاشتها تونس، حيث قالت غالبيتها إن “الجزائر كان من المفروض أن يكون أول بلد يعبر عن احترامه لإرادة الشعب التونسي والتغيير الذي كان يناشد به”، وذهبت لويزة حنون إلى حد “وصف السكوت الجزائري بالمقلق والغريب وغير المريح”، و أن “أقل ما كان يمكن قوله هو التعبير عن احترام إرادة الشعب التونسي واستخلاص الدروس”. إلا أن البعض يرى في البرقية التي وجهها الرئيس بوتفليقة إلى فؤاد المبزع، أنها تدخل ضمن الأعراف الدبلوماسية والتقاليد التي رسخها الرئيس خلال عبوره أجواء مختلف الأوطان، حيث دأب على إرسال برقيات لملوكها ورؤسائها، وبالتالي ما قام به مع الرئيس التونسي بالنيابة، كان من باب العرف الدبلوماسي وأنه “لم يعبر في البرقية عن احترام إرادة الشعب التونسي، واكتفى بالتأكيد على الثقة التي يضعها في شخص فؤاد المبزع ليجد في العبقرية التونسية الأصيلة ما يلهمه لما فيه رفاهية لهذا الشعب.