اعتبروه تاريخ فشل نواب فرنسيون يطالبون بإلغاء إحياء يوم 19 مارس طالب حوالي ثلاثين نائبا فرنسيا يمينيا بإلغاء القانون الفرنسي المؤرخ في 6 ديسمبر 2012 والمتعلق بالاعتراف بيوم 19 مارس ك (يوم وطني للذكرى والترحم على ذاكرة الضحايا المدنيين والعسكريين لحرب الجزائر ونضالي تونس والمغرب). واعتبر النواب البالغ عددهم 29 أثناء عرضهم لتبريرات هذا الاقتراح الذي سجل يوم الثلاثاء الماضي في الجمعية الفرنسية أن اختيار هذا التاريخ (مؤسف سواء في الشكل أو في المضمون) وأن (القانون يعد تهجما غير مقبول ودون منفعة على ذاكرة الجنود الفرنسيين والأقدام السوداء والحركى). واعتبر هؤلاء الأعضاء في الجمعية الفرنسية أن يوم 19 مارس 1962 الذي يمثل أيضا تاريخ فشل سيبقى جرحا حاضرا بقوة . وانتقدوا مبادرة الرئيس فرانسوا هولاند هذه السنة لإحياء هذا اليوم معتبرين أن إحياء هذا الفشل مثلما نقوم به من اجل انتصاراتنا هو مصدر خلط غير مقبول لمواطنينا . وتمت إعادة الاقتراح للجنة الدفاع الوطني والجيش نظرا لغياب إنشاء لجنة خاصة حسبما أوضحت وثيقة الجمعية. ويعد 19 مارس 1962 --الذي يمثل بالنسبة للجزائر عيد النصر فيما تطلق عليه فرنسا اليوم الوطني للذكرى الجزائر - المغرب - تونس والذي يكرس نهاية 132 سنة من الاستعمار و7 سنوات من حرب التحرير (1954-1962) -- تاريخا يعترض عليه في فرنسا الحركى والأقدام السوداء والسياسيون اليمينيون الذين بقوا مناهضون لاستقلال الجزائر. ويجدر التذكير أن إحياء هذا اليوم بفرنسا يوم 19 مارس الماضي من طرف الرئيس الفرنسي في سابقة من نوعها من قبل رئيس دولة فرنسي قد أثار انتقادات عديدة. وأوضح الرئيس الفرنسي أمام النصب التذكاري لحرب الجزائر وكفاحي المغرب وتونس الواقع بكي برانلي (باريس) في خطاب بالمناسبة قائلا إن تأجيج حرب الذاكرة هو البقاء رهينة الماضي والسعي إلى سلام الذاكرة هو التطلع إلى المستقبل . واعتبر الرئيس الفرنسي أن الرهان يكمن في (استحضار الذاكرة في سلام والاعتراف بكل جوانبها) مشيرا إلى أن (جوانب الذاكرة لا زالت حية وفرنساوالجزائر تعملان معا من أجل التعريف بهؤلاء الضحايا). وفي الخطاب الذي ألقاه يوم 20 ديسمبر 2012 بالجزائر كان الرئيس الفرنسي قد أكد أن الجزائر خضعت طوال 132 سنة لنظام ظالم ومستبد اسمه الاستعمار وأنا أعترف من هذا المنبر بالمعاناة التي تسبب فيها الاستعمار في حق الشعب الجزائري مذكرا على سبيل المثال بمجازر 8 ماي 1945 التي اقترفت بمنطقتي سطيف وقالمة. كما أكد آنذاك أمام أعضاء البرلمان الجزائري (يجب علينا الاعتراف بحقيقة العنف والظلم والمجازر والتعذيب).