تُروّج في الخفاء وبأسعار خيالية لوبيات وراء ندرة الأدوية من الصيدليات * مرضى في خطر يستغيثون لتوفيرها يعاني المريض في الجزائر وللأسف العديد من العراقيل بدءا من الأوضاع المزرية التي يواجهها في المستشفيات وصولا إلى عدم تمكنه من الظفر ببعض الأدوية التي يحتاج إليها والتي تعرف ندرة حادة في الجزائر وهو أمر يؤرق العديد من المرضى إلا أن وزارة الصحة أكدت في العديد من المرات أن كل الأدوية متوفرة إلا أن بعض الصيدليات تشهد ندرة في بعض الأدوية وهو ما يؤكده أيضا الأطباء.
عتيقة مغوفل صرح وزير الصحة عبد المالك بوضياف خلال الأسبوع المنصرم أن الجزائر لا تعرف أبدا أزمة تتعلق بالندرة في الدواء حيث تتوفر جميع الأدوية المطلوبة والتي يقدر عددها ب5800 دواء في الوقت الذي لا يحتاج فيه المرضى الجزائريون أكثر من 1800دواء وحسب الوزير فإن هذا يعني أن أزمة الدواء مفتعلة والمسؤول عنها الأطباء الذين يقومون بوصف أدوية غير موجودة حتى في العالم وتم الاستغناء عنها وعندما يتعذر على المريض إيجادها يفكر في وجود أزمة دواء في الجزائر لكن والجدير بالذكر أن تصريحات الوزير هذه لاقت العديد من التحفظات من الأطباء والصيادلة وهو الأمر الذي أردنا الوقوف عليه بغية رصد الحقيقة. قوائم طويلة لأدوية مفقودة تناولت العديد من وسائل الإعلام الوطنية في مرات كثيرة ندرة العديد من الأدوية البعض منها لها أهمية كبيرة ولا جنيس لها في الجزائر من بين هذه الأدوية دواء (سانتروم) و(أفلو كارديل) وهي الأدوية التي تؤدي ندرتها إلى مضاعفات قد تكون خطيرة على صحة المريض وهو الأمر الذي جعل الكثير من المرضى ومن أجل التغلب على هذه المشكلة اللجوء إلى جلبها من الخارج عبر وكلاء صيدلانيين أو عبر أقاربهم المسافرين إلى بعض الدول الأوروبية وأهمها فرنسا ويدفع المريض مقابل ذلك أموالا إضافية وقد يتجاوز سعر الدواء ثلاثة أضعاف سعره الحقيقي. ولكن الأمر أبعد من ذلك فهناك العديد من الأدوية المفقودة في الجزائر والتي تناولتها وسائل الإعلام المختلفة في قوائم طويلة من بينها بعض الأدوية الخاصة بمرضى السرطان الضرورية جدا وغير المتوفّرة في الصيدليات على المستوى الوطني بعضها نادرة جدا وأخرى منعدمة بشكل كلي على غرار دواء (تاميجيسيك) لمرضى السرطان بالإضافة إلى دواء (تانغازيك) ودواء اللينوكس 250ملغ المخصص لارتفاع ضغط العين ودواء (اينالفا) المخصص لقرحة الحنجرة أو بما يعرف (العبرة) وكذا أدوية (كاليجوا) المخصص لمرضى القصور الكلوي هذا بالإضافة إلى ندرة العديد من الأدوية منها (سان توكسينوا) المخصص للحوامل إلى جانب غياب حبوب منع الحمل (كليسيال) وأدوية مساعدة على الحمل. لوبيات تصنع أزمة الدواء وحتى نخوض في الموضوع أكثر قامت (أخبار اليوم) بجولة إلى بعض صيدليات العاصمة والبداية كانت من شارع حسيبة بن بوعلي الذي يضم العديد من المحلات التجارية دخلنا صيدلية موجودة في أول الشارع وفي حديث بسيط جمعنا بالبائع فيها أكد لنا أن هناك العديد من الأدوية مفقودة في الجزائر ومنذ سنوات طويلة أهمها أدوية خاصة بمرضى السرطان والتي بدأ تسجيل ندرة في بعضها منذ سنة 2008 ومع الأسف لم تستطع الدولة توفيرها إلى يومنا هذا وهو ما يجعل العديد من مرضى السرطان يتألمون في صمت ويموت العديد منهم دون تمكنهم من تحصيل الدواء أردنا أن نعرف من الصيدلي ما هي أسباب نقص الأدوية في بلادنا فأجابنا أن وزارة الصحة قررت الامتناع عن استيراد الكثير من أنواع الدواء وذلك بسبب ارتفاع فاتورة الاستيراد كما أنها امتعنت عن تصنيع دواء جنيس لتلك الأدوية في الجزائر وهو الأمر الذي جعل العديد من المرضى يعتمدون على تجار الكابة من أجل الحصول على الأدوية التي يريدونها وهو الأمر الذي يجعلهم يدفعون مبالغ طائلة من أجل علبة دواء واحدة. بعد كل ما سمعناه من الصيدلي انتابنا الفضول من أجل أن نتعرف أكثر على أسباب ندرة الدواء في الجزائر فدخلنا صيدلية أخرى بساحة أول نوفمبر بالجزائر العاصمة بعد أن عرفنا الصيدلي بهويتنا أردنا أن نعرف منه إن كان هناك في الجزائر أزمة دواء رد علينا هذا الأخير مبتسما أنه توجد أزمة دواء في بلادنا ومنذ سنوات ليس من اليوم فقط إجابته جعلتنا نحاول أن نعرف منه الأسباب فقال إن هناك لوبيات متخصصة أصبحت تتحكم في سوق الدواء في الجزائر هذه اللوبيات تعمل على منع دخول العديد من الأدوية بطرق قانونية لتقوم هي بعدها بجلبه بطرق غير مشروعة وبيعه لمن تشاء وبأثمان خيالية وقد أكد لنا ذات الصيدلي أن هناك بعض الصيادلة في العاصمة يمكن أن يتوفر عندهم أي دواء والسبب أن لهم علاقات قوية مع بعض تجار الجملة المتحكمين في سوق الدواء هؤلاء يوزعون بعض الأدوية المفقودة والتي تعرف طلبا كبيرا على صيادلة دون غيرهم. إلياس مرابط: سوق الدواء في الجزائر غير منظم أردنا أن نعرف رأي الأطباء لعلاقتهم بالموضوع فربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالدكتور(إلياس مرابط) رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية وقد أكد لنا بدوره أن سوق الدواء في الجزائر غير منظم ولا يخضع إلى ضوابط قانونية على خلاف باقي الأسواق العالمية وحتى الإفريقية وبعض دول العالم الثالث وحسب الطبيب فإن سوق الدواء في بلادنا يحدد حسب الوصفة الوبائية أي أنه مرتبط بنوع الأمراض المنتشرة في البلاد والتي يعاني منها المواطنون ولكن هناك معايير أخرى أصبحت تتبع في تحديد نوع الأدوية غير الوصفة الوبائية التي من المفروض العمل بها. وحسب ذات المتحدث أنه من باب تغليط الرأي العام أن نقول إن الأطباء هم المسؤولون عن أزمة الدواء في البلاد بل أصل المشكل هو عدم توفير كامل الحاجيات الدوائية للمواطنين ونسبة التغطية لم تصل حتى إلى 50 بالمائة من الدواء المطلوب في حين وحسب لوائح الأمم المتحدثة يجب تغطية 60 بالمائة من احتياجات سوق الدواء. كما حمل الدكتور (مرابط) وزارة الصحة مسؤولية نقص الدواء وفقدانه لأنها هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن إعطاء قرارات استيراد الأدوية ووضعها تحت تصرف المواطن من جهة أخرى تساءل المتحدث أيضا عن أسباب عدم إنشاء الوكالة الوطنية للدواء التي صدر مرسوم رئاسي سنة 2008 يخص إنشائها إلى أنها بقيت حبرا على ورق. البروفيسور بقاط: الطبيب حر في وصف ما يشاء للمريض وحتى نعرف آراء أخرى في الموضوع ربطت(أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالبروفيسور (بقاط) رئيس عمادة الأطباء والذي أخبرنا بدروه أن منظمة الصحة العالمية توصي الدول التي لا إمكانية لها أن توفر على الأقل 1800 دواء لمواطنيها إلا أن الجزائر ورغم كل الإمكانيات التي لديها لم تستطع أن توفر كل الأدوية المطلوبة وفي كل مرة تعطي أرقاما خيالية عن الأدوية المتوفرة أما بخصوص تصريحات الوزير أن الأطباء يصفون للمرضى أدوية غير موجودة في الجزائر فقد أكد البروفيسور أن الطبيب حر في وصف الدواء الذي يفيد المريض وهو مسؤول عن الوصفة التي يكتبها أما وزارة الصحة والضمان الاجتماعي هما المسؤولان عن توفير الدواء كما حملهما من جهة أخرى مسؤولية اضطرابات سوق الدواء في الجزائر كما أنه هناك بعض مستوردي الأدوية يتلاعبون بالعديد من الأصناف إذ يسلمون للصيادلة الأدوية التي يريدون ويحتكرون أخرى. وزارة الصحة لا ترد من جهة أخرى وحتى نعرف رأي وزارة الصحة في الاتهامات الموجهة لها في ندرة الكثير من الأدوية وعدم ضبط سوق الدواء بما يخدم مصلحة المرضى حاولنا مطولا ربط اتصال هاتفي بمسؤول خلية الاتصال التابعة للوزارة ولكن لا حياة لمن تنادي فلم نجد من يرد على اتصالاتنا والإجابة على استفساراتنا.