2016 سنة الحروب الإلكترونية هكذا تتجسس الحكومات العالمية على المواطنين تبدو 2016 سنة حماية الخصوصية بعدما حاربت (آبل) مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي وشفّرت (واتساب) الرسائل. وتوالت التحقيقات التي كشفت عمل الشركات والحكومات على التجسس على مواطنيها من خلال اختراق أجهزتهم عبر الأثير أو الأنترنت لكن ما هي البرامج العالمية وطرق الاختراق والحلول للحد من الأمر وحماية الخصوصية؟ لا تتم عملية التنصت فقط في الدول النامية أو الدكتاتورية بل حتى في دول العالم الأول إذ أدرج تقارير ساهم إدوارد سنودن بكشفها ونقلها موقع (ذا نكست ويب) التقني نماذج من مؤسسات تعمل على التجسس على مواطنيها كوكالة الأمن الوطنية الأميركية NSA مقر الاتصالات الحكومية البريطانية GCHQ مؤسسة أمن الاتصالات الكندية CSEC مديرية الإشارات الأسترالية ASD المكتب الحكومي لأمن الاتصالات النيوزيلاندي GCSB ما يشكل اتحادا رقابيا عالميا لمراقبة الاتصالات والتجسس عليها. وأحصت منظمة العفو الدولية عن عشرة أنظمة مشفرة لمراقبة الاتصالات حول العالم نتجت عن تعاون بين الحلف الخماسي تتجسس على معطيات البحث على محرك البحث أو كاميرا الحاسوب أو تحليل الصور أو تخترق شبكات الاتصالات الهاتفية عبر المكالمات أو رقاقات الهاتف أو تستخدم مايكروفونات الهاتف للتجسس على الحوارات التي تحدث قرب الهاتف أو تخترق كابلات الأنترنت العابرة للدول. ولا تملك شركات الاتصالات والمواقع الكبرى مثل (غوغل) و(ياهو) أي خيار للتعاون مع هذه المؤسسات إذ قالت ماريسا ماير مدير (ياهو) إن المدراء قد يواجهون العقوبة إن كشفوا عن أسرار حكومية كما قام (غوغل) بإطلاق حملة لتعزيز الشفافية. وسهل الأنترنت عملية التجسس فيقول الموقع إن كل من غوغل وآبل يعملان على رصد أماكن تواجد المستخدمين عبر الأنترنت حيث تعمل غوغل على تحليل الإيميلات من أجل تقديم إعلانات أكثر دقة حسب مكان تواجد المستهجمين وآبل من خلال رسائل iMessage. وعرض المدون المغربي المعروف أمين رغيب شرحا بالفيديو حول كيفية تنصت شركات الاتصالات على المكالمات فصنع نموذجا مصغرا يحاكي خادم الشركات وأطلق مكالمة بين هاتفين. وكانت النتيجة أن الخادم لم يسجل فقط ما دار في المحادثتين بل انتقل ليسجل ما دار من حوار أثناء رن الهاتف وحتى قبل قبول المكالمة. ودعت التجربة للاستنتاج بأن شركات الاتصال يمكنها استخدام ميكروفون الهاتف لتسجيل الحوارات التي تدور قرب الهاتف وليس فقط تلك التي تتم خلال المكالمة. ويذكر (ذا نكست ويب) بأنه لا يوجد حل ناجح للمسألة يضمن حماية ناجعة ومثالية 100 في المائة لأن أي مخترق قادر على اختراق أي جهاز إذا توفر له الوقت والمال الكافيين والحكومات لديها الاثنين. لكنّ الحل قد يكون في جعل المواطن الأمر أصعب على المُخترق من خلال تشفير المعطيات الذي يُصعّب مهمة الاختراق ويزيد من المجهود والوقت والمال المطلوبين ما يجعل الحكومة تصرف أكثر على الاختراق.