قد تطول فترة الخطوبة بين المخطوبين لمدة معينة وربما قد تتجاوز حدودها الطبيعية، ذلك ما تتجرعه بعض الفتيات والتي دامت خطبتهن لسنوات طويلة دون إتمام الخطوة بالزواج، ويتذرع الخاطب بحجج عادة ما تكون واهية إما السكن أو عدم التحضير للعرس، ولتكون نهاية المأساة فسخ الخطبة بعد تضييع سنوات من العمر تكون فيها الفتاة الخاسر الأكبر لاسيما وان فرص الزواج تذهب عنها بمرور السنوات ولا يكون عليها الطلب مثلما كان عليه الحال في الأول. هي مآس حقيقية مرت بها العديد من فتياتنا وكانت لهن بمثابة التجارب الصعبة التي أزمتهن، وأوشكت أن توصلهن إلى الجنون لولا ستر الله تعالى، ذنبهن أنهن وقعن في أيادي رجال متلاعبين ضيعوا لهن سنوات من العمر لكي يكون الفرار بعد ذلك دون أسباب. وتكون الفتاة الضحية الوحيدة في اللعبة التي حبكها الخطيب المزعوم بعد تراجعه عن قراره، وتخليه عن اللعبة التي كانت بيده كالطفل الصغير الذي يخرب أي شيء بيده بعد الملل منه. والعجيب في الأمر أن بعض الفتيات يذهبن إلى تصديق تلك الحكايات والأعذار المختلقة من اجل إبعاد موعد الدخول، إلا أن الغاية هي غير ذلك وتكون نية الشاب الغدر بالفتاة بعد تيقنه أنها ليست الزوجة التي تلائمه، وكأن الأمر مجرد لعبة يمسكها متى أراد ويتركها متى أراد، وليس متعلقا بمصير فتاة أضاعت سنين من عمرها هباءً منثورا وهي تلهث وراء سراب. وعايشت الكارثة العديد من الفتيات بعد أن ربطن مصائرهن مع أناس عابثين مهمتهم التلاعب بمشاعر الفتيات ثم رميهن بمجرد الملل منهن لتكون الخاتمة الانفصال والفراق بدل الزواج، فيكون مصير الفتاة مصيرا مجهولا لاسيما إذا نظرت إلى العمر والوقت الذي فاتها، ونقص الطلب عليها، بعد لهثها وراء سراب وأحلام وهمية نسجها لها الطرف الغادر لتأتي اللحظة التي يزف إليها خبر الوداع بدل زفها إلى بيت الزوجية. "ك" هي واحدة من هؤلاء حيث تلاعب بها شاب لتضيع 10 سنوات من عمرها معه إذ لم يكمل مسيرته معها إلى الآخر، وضيعها وضيع شبابها ليقول لها في الأخير وداعا وكم كانت حرقة تلك الكلمة عظيمة على قلبها لاسيما وأنها تحدّت العالم ومن حولها لأجله، ووقفت في وجه أهلها الذين طالما نصحوها بالابتعاد عنه بالنظر إلى انعدام شجاعته وكذا مصداقية أقواله، فالكذب هو سمته الشائعة وطبعه الغالب، إلا أنها صدّقت الأحلام الوردية التي بناها لها لتصطدم في الأخير وبعد عشر سنوات بطلبه للفراق دون أية تبريرات أو أسباب تدفعه إلى اتخاذ ذلك الموقف المجحف في حقها، ما أدى إلى دخولها في أزمات نفسية استبدلتها بالدعاء إلى الله أن ينتقم لها من ذلك الشخص الذي لن تسامحه ما حيت. "م" هي الأخرى في طريقها إلى ذاك المصير المجهول بعد أن دامت فترة خطوبتها خمس سنوات ضاقت فيها من سؤال الناس دوما عن موعد الزفاف، وقالت إن خطيبها دائما يتحجج بعدم استكمال تحضيرات العرس غير أنها تشك في الأمر لاسيما وان سلوكاته غير منضبطة، مما أدى إلى فقدان ثقتها به خاصة مع الضغوط التي تتعرض لها من طرف الأهل بسببه، وقالت أنها جد متخوفة من مصيرها مع ذلك الشاب المتلاعب. وقد كثرت مثل تلك العينات في مجتمعنا في الفترة الأخيرة بعد التذرع بالظروف الاجتماعية التي لم تمكّن الطرف الآخر من استكمال الخطوة بالدخول، إلا أن حقيقة الأسباب في بعض المرات هي غير ذلك، ما أدى بالكثير من العائلات إلى نبذ فترة تطويل الخطوبة والتعجيل في الزواج خوفا من مصير الفتاة في وقت غابت فيه الثقة.