لجأ بعض الشبان في الآونة الأخيرة إلى سلوكات تنطوي على نوايا سيئة، حيث يتقدمون لخطبة الفتيات من عائلاتهم ليس بغرض إتمام خطوة الزواج واستكمال مشوار الحياة معهن بل لأغراض شيطانية وهو ربط الفتيات وتمضية بعض الوقت معهن ثم تركهن ووصمة العار تلازمهن، كون أن حظوظ المخطوبة سالفا حسب معطيات مجتمعنا قليلة مقارنة مع الفتاة التي لم يتم خطبتها، ذلك ما يراه بعض الشبان وحتى أولياؤهن، فشبان الوقت الحالي ابتدعوا الكثير من الحيل من أجل الوصول إلى غاياتهم وتنفيذ خططهم الجهنمية، فيظهرون بمظهر الحمل الوديع لكي يوقعوا بالفتيات لأن أغلب الفتيات ضد فكرة ربط علاقة غير شرعية قبل الزواج، فيهتدي الشاب إلى تلك الحيلة ويتقدم لخطبة الفتاة من أهلها وترسيم العلاقة لكن غرضه هو غير ذلك، بحيث عادة ما يكون غرض بعض الشبان هو تمضية الوقت والاستمتاع ببعض النزهات مع الفتاة، التي تحل حبال حريتها من طرف الأهل بمجرد إتمام الخطبة، بعد أن يضعوا الثقة في من ليسوا أهلا لها، وما شهده الواقع من كوارث ربطت مصير الفتيات لسنين أكبر دليل على ما لحق مجتمعنا من مفاسد تكون ضحاياها فتيات لاهثات وراء الاستقرار، إلا أنه عادة ما تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن وينقلب الحلم بالزواج والبحث عن الاستقرار إلى تضييع سنوات عدة، بل وتضييع سمعة بأكملها مع شاب متهور سولت له نفسه الاعتداء على حرمة العائلات تحت ستار الخطبة لكي يلهو بالفتاة لأيام ثم يتركها ويبحث عن فريسة أخرى. ذلك ما وصل إليه بعض الشبان من خبث وخداع وانعدام ضمير بعد أن تجرؤوا على التلاعب بمشاعر الغير وبحرمة العائلات الشريفة عن طريق الاهتداء إلى تلك الحيلة الجهنمية لإشباع رغباتهم ونزواتهم بطرق غير مشروعة وبالتعدي على سمعة الآخرين، وتعرضت الكثير من الفتيات إلى تلك الفضائح كون أن ذلك أصبح أسلوبا جديدا لربط علاقة غرامية قبل الزواج وإيقاع الفتيات ممن يرفضونها رفضا قاطعا في الشباك، بعد أن يتقدم الشاب إلى العائلة المعنية بالأمر لتبيين قصده الشريف إلا أنه في حقيقة الأمر لا ينوي إلا الغدر والخداع بانتهاج ذلك الأسلوب السلبي الذي لا يمت للأخلاق بصلة. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين بعد أن شاعت الظاهرة فعلاً في مجتمعنا وتعرَّضت لها الكثيرُ من الفتيات اللواتي ندبن حظهن بعد أن التقين بأناس مخادعين نيتهم اللهو والتلاعب بمشاعر الغير. تقول نورة، وهي طالبة، أنها اصطدمت خلال دراستها الجامعية بالعديد من العينات المماثلة التي تؤكد شيوع تلك الظاهرة السلبية لأنها عاشرت فتيات تعرضن إلى تلك المواقف بعد أن تمت خطبتهن وبعد مدة قد تقصر أو تطول يعلن الخاطب أن تلك الفتاة »ليست هي من كان يبحث عنها« دون أن يوضح أكثر بينما السبب الحقيقي أنه ملَّ منها ويريد استبدالها بفريسة أخرى. وقد حدث ذلك لصديقتها التي كانت على درجة من الاحترام والحشمة، وكانت ضد فكرة ربط علاقة تعارف قبل الزواج وهو ما انتهزه خطيبها للمسارعة إلى خطبتها وترسيم العلاقة أمام الأهل، وفرحت المسكينة وكأن أبواب السعد انفتحت لها إلا أنها اصطدمت به بعد عام يخبرها أنه سوف يفسخ الخطبة من دون أي سبب فمهمتها انتهت ليأتي دور فتاة أخرى، وقالت إنها على معرفة بالعديد من الفتيات اللواتي تعرضن إلى نفس المصير من طرف شبان انعدمت ضمائرُهم وربطوا الخطبة من أجل نوايا سيئة. العديد من العائلات الجزائرية ترى أن الخطبة كافية لفك قيود الفتاة وإعطائها الحرية الكاملة في التنقل مع الخطيب متى شاءت وأين شاءت والقلة القليلة من لازالت تمنع الفتاة من الخلوة بالخطيب بعد خطبتها وتحتاط باحتمال فسخ الخطبة وتلطيخ سمعة الفتاة، وفي ظل ظهور تلك الظواهر السلبية وجب على جل العائلات وكذا الفتيات اتخاذ الحيطة والحذر لعدم الوقوع في شباك هؤلاء الشبان الطائشين الباحثين عن المتعة وتمضية الوقت مع فتيات شريفات تحت ستار الخطبة.