تحلم كلّ امرأة بالزواج، خاصّة عندما تتخطى سنّ العشرين، فتحاول أن تجد شريك المناسب، والذي لا بد أن تتوفر فيه الشروط اللازمة، ومنها الإمكانيات التي تسمح له بتكوين أسرة، وحتى وان لم يكن مستعدا، فان فترة الخطوة تمكنه من تكوين نفسه، قبل أن يقدم على الزواج. لكنّ فترة الخطبة، وخاصة إن كان الشاب المقبل على الزواج ليس مستعدا، قد تطول، وقد تنتهي بالافتراق، وعندها لتكون الفتاة قد خسرت سنوات من الانتظار دون فائدة، ولا شيء، ولهذا فان بعض الفتيات صرن حريصات على تقييد الشاب بفترة خطبة لا يتجاوزنها، وعادة ما تتدخل أسرة الفتاة لتفرض على الشاب أن يسرع ولا يتباطأ في الزواج، وإلاّ فان الأولوية لمن طرق الباب خاطبا، وكانت له الإمكانيات اللازمة. كلّ أسرة تحدد مدّة الخطبة، والتي لا تتجاوزها، حتى لا يضيع وقت الفتاة، وربما دون فائدة، وقد تكون تلك المدّة قصيرة، لا تتجاوز الستة أشهر او السنة، و قد تكون أطول من ذلك، بحسب تعلق الفتاة بالشاب، وصبر العائلة، والإمكانيات التي يتوفر عليها الشاب، أمّا الشبان من جهتهم، فصاروا يخشون فترة الخطبة، ويعتبرونها أصعب من الزواج نفسه، خاصّة بالنسبة لمحدودي الدخل، والذين ستشكل عليهم ضغطا قد لا يقدرون على احتماله، و لعل الخوف من الزواج والخطبة، من أهم عوامل إحجام الشباب على الزواج، وتأجيله إلى وقت لاحق، خاصّة إن كانت للشاب طموحات ومشاريع يريد انجازها. يحكي لنا سفيان عن مشروع الزواج الفاشل الذي ربطه لمدة ثلاث سنوات سدى، حيث قام بخطبة فتاة اشترط عليه أهلها أن يتزوجها بعد سنتين، ولكن لم يقدر على توفير الإمكانيات اللازمة رغم انه يعمل، إلاّ أنّ الأجرة التي يتقاضاها، وبعد أن ينفق منها على أسرته، لا يبقى له منها إلاّ الشيء القليل، والذي لم يمكِّنه من أن يستعد للزواج، وقد عاش، يحكي لنا، خلال السنتين مأساة فعليّة، حيث كان يفكر دائما، ويبذل جهدا كبيرا في العمل، ولكن دون جدوى، ففي النهاية، و رغم أن أسرة الفتاة أمهلوه سنة أخرى، إلا انه عجز على تكوين نفسه، ولم تمض ستة أشهر بعد فسخه للخطبة حتى تزوّجت الفتاة، ورغم انه حزن لذلك كثيرا، إلاّ انه، مع هذا، شعر بحرية كبيرة. أمّا سلمى فتقول لنا تبرر تركها لخطيبها الذي مضى على خطبته لها سنة، ولكن لم يحدث شيء، وتقول لنا أنها تعلقت به، وأنها، ورغم انه عامل بسيط، إلاّ أنها فضلته على جميع من تقدم لخطبتها، إلاّ أن أسرتها لم تكن موافقة على ذلك الزواج، وبعد إصرارها تمكنت من إقناعهم، ولكنها أمهلت خطيبها مدة ستة أشهر إلى سنة حتى يتمكن من تكوين نفسه، ولكنه لم يفعل، او لم يقدر، ومع ضغط أوليائها عليها، فضلت أن تنهي العلاقة، حتى لا تضيع منها سنوات أخرى، وكذلك لكي لا يشعر خطيبها بالذنب، وبالضغط هو الآخر، ففضلت الفراق.