انقلاب على أعراف المجتمع في المناهج الجديدة ** ضرب الأصالة وصورة المرأة في قلب إسلاخات بن غبريط * علمت (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصة أن وزارة التربية الوطنية التي باشرت عملية مراجعة المناهج التربوية تسعى لإحداث ما يمكن اعتباره انقلابا على عادات وأعراف المجتمع الجزائري من خلال محو ما يصفه خبراء اللجنة الوطنية للمناهج بالصور النمطية للمرأة ومواطني المناطق الريفية والصحراوية واستبدالها بأخرى عصرية ومعتدلة برؤية تغريبية وهو ما يطرح تساؤلات بشأن هوية المدرسة الجزائرية وهل باتت في خطر حقيقي؟.. وبناء على بعض التسريبات التي وصلت (أخبار اليوم) فإنه ابتداء من الموسم الدراسي المقبل لن تشهد الكتب المدرسية لفائدة تلاميذ السنتين الأولى والثانية ابتدائي والسنة أولى متوسط المصطلحات والصور السلبية حول المرأة والصور النمطية حول الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة أو مواطني المناطق الريفية والصحراوية المعروفين بأصالتهم. وتسعى وزارة بن غبريط من خلال هذه التعديلات إلى أن تعكس الكتب المدرسية القيّم التي تتوافق مع الإعتدال والعصرنة والدستور الجديد الذي صادق عليه البرلمان بالإجماع مؤخرا. وأوضح مصدرنا أن هذا العمل يحمل العديد من المخاطر على مبادئ الجزائريين المبنية على أسس دينية وأخرى عرفية حسنة تجذرت فيهم بتواتر الأجيال وذلك في إطار مخطط تغريب وفرنسة المدرسة الجزائرية الذي تنفيه الوزيرة بن غبريط وتؤكده أطراف داخلية وخارجية مرتبطة بالقطاع التربوي أشد ارتباط. ويبدو من خلال توالي التسريبات والقراءات السلبية أن الإصلاحات الموعودة التي ظلت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط رمعون ترافع لها وتدافع عنها قد تتحول إلى مخططات مشبوهة تتربص بمستقبل ملايين التلاميذ وفق ما يؤكده خبراء ومختصون ونقابيون. بالمقابل تقف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط سدا منيعا أمام موجة الإنتقادات رافضة الاستجابة لمطلب النقابات المطالبة بتأجيل مراجعة المناهج التربوية فيما برأت ذمتها من قضية إشراك خبراء فرنسيين في إعداد ما اصطلح عليه برامج الجيل الثاني أمام نواب الشعب. ووصفت بن غبريط في آخر خرجة إعلامية اللجنة الوطنية للمناهج وعملها بالمتكامل والذي جندت له عدة خبراء أكدت على جزائريتهم على خلفية الضجة الإعلامية التي صاحبت قضية فرنسة المدرسة العمومية مؤكدة بأن العديد من الأطراف انتقدت عمل اللجنة لأنها تعمل في سرية. فيما أكدت بن غبريط أن برامج الجيل الثاني تحمل العديد من الأمور الإيجابية للمدرسة خاصة ما تعلق بتطوير الكفاءة اللغوية لدى المتمدرس مع تطوير كفاءاته في مادة مهمة جدا وهي الرياضيات وأن مهندسيها قد اعتمدوا في إنجازها على 3 مقومات أساسية الإسلام العربية والأمازيغية. وقالت المسؤولة الأولى عن القطاع أنه سيتم إعداد نصوص تنظيمية خاصة بالعملية وبناء مخطّطها الإعلامي وكذا تنصيب جهاز للمتابعة على المستوى المركزي . وحسب الوزيرة سيسمح الجيل الثاني للمناهج التربوية بالتحضير لنموذج مواطن الغد من خلال اعتماد مقاربة شاملة والابتعاد عن الحفظ. كما دعت إلى مراعاة الواقع الإجتماعي عند كتابة البرامج لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع ظاهرة العنف بأنواعه والإختطاف والحفاظ على الصحة وغرس روح المواطنة والحفاظ على التراث الثقافي مشيرة إلى أن هذه العوامل دفعت بالوزارة الى إعادة كتابة البرامج بما يضمن ملائمتها مع القانون التوجيهي للتربية الوطنية الذي يراعي التحولات المسجلة على المستوى الوطني والدولي. وبالمناسبة دعت اللجنة إلى إعداد خطة عمل تسمح بإنجاح عملية إعداد البرامج والكتب الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ شهر سبتمبر 2016 ووضع رزنامة دقيقة لتنفيذها على مستوى كل مقاطعة.