خبراء ومختصون ونقابيون يفتحون النار على وزيرة التربية: ** من الفرنسة إلى التآمر على التربية الإسلامية.. المدرسة الجزائرية إلى أين؟ ** تحولت الإصلاحات الموعودة التي ظلت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط رمعون ترافع لها وتدافع عنها إلى مخططات مشبوهة تتربص بمستقبل ملايين التلاميذ وفق ما يؤكده خبراء ومختصون ونقابيون فتحوا النار على وزيرة التربية مشيرين إلى أن مخططاتها المشبوهة و(إسلاخاتها) المشؤومة باتت مفضوحة تماما.. وبعد أيام من خرجة وزيرة التربية الفرنسية نجاة بلقاسم فالو التي فضحت إسلاخات نظيرتها الجزائريين حين أكدت وجود لمسة فرنسية في (الإصلاحات الغبريطية) التي تمنح حظوة خاصة للغة الاستعمار على حساب لغة التكنولوجيا والعلم حاليا أكد مختصون وجود مؤامرة حقيقية على مادة التربية الإسلامية التي تراجع معاملها وثقلها في التعليم بالرغم من مزاعم القائمين على وزارة التربية أنه لا مساس بثوابت وهوية المدرسة الجزائرية .. خبراء تربية: المدرسة الجزائرية تحتاج لرؤية استشرافية أجمع خبراء في وزارة التربية الوطنية وممثلو القطاع من نقابات وجمعيات أولياء التلاميذ وخبراء الاستشراف أن المنظومة التربوية لابد لها من رؤية استشرافية على المدى البعيد من اجل بناء تصور مستقبلي يقي المدرسة الجزائرية من الوقوع في ضبابية تمحي معالم المعنى الحقيقي لها ولقيّمها. وحظيت المنظومة التربوية بحصة الأسد في مبادرة صناعة الغد للدكتور بشير مصيطفى حيث شكلت محورا هاما في أول فطور صباح للاستشراف للمبادرة احتضنته صحيفة الوسط اليومية التي تشرف على إدارتها الإعلامية شفيقة العرباوي والذي تمحور حول اليقظة التربوية بالتزامن مع اطلاق اول نشرية للمبادرة من مكتب العاصمة توجه إلى كل من رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير القطاع تتضمن في فحواها المعطيات والحلول والتوصيات التي انبثقت عن كل فطور صباح للاستشراف. فوضيل: النظام التربوي يواجه الغموض في التوجه أكد الدكتور عبد القادر فضيل المدير المركزي السابق للتعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية أمس أن مشكل الذي يواجه النظام التربوي هو الغموض في التوجه والارتجال قائلا أنه موجود منذ 2003 عندما بدأت وزارة التربية الوطنية تعتم بما تسميه بالإصلاحات على حد تعبيره وأوضح أنه لا يمكن إطلاق مصطلح اصلاحات بدون وجود خلل في المنظومة. وقال الدكتور فضيل خلال ندوة فطور الصباح لمبادرة صناعة الغد مكتب العاصمة إن ما تعيشه المنظومة التربوية هو إجراءات وليس إصلاحات حتى وإن تم تعديل 15 قرار مشيرا إلى أنه منذ إلغاء الأمرية الرئاسية هناك قرارات لا يمكن تسميتها إصلاحات والتي أسفرت عن تغيير لغة تدريس مادة الرياضيات من العربية إلى الفرنسية الغاء الأساسي انزال تدريس اللغة الأجنبية من السنة الرابعة إلى السنة الثانية بدون دراسة واستشراف مسبق قائلا في هذا الإطار أنه قرار غير سليم لأن اللغة الأجنبية تدرس للطفل شفهيا في السنة الثالثة ومن ثمة تطبق عمليا في السنة الرابعة. كلمة جيل خرافة... وفي هذا الصدد اعتبر المدير المركزي السابق للتعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية كلمة الجيل التي تطلق على وتيرة الإصلاحات التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية خرافة يراد منها طمس معالم الإصلاح الكبير والشامل والوحيد في قطاع التربية والذي كان 1976 كما قال والذي لا إصلاح بعده بل ما يحدث اليوم في المنظومة التربوية مجرد تغيير غير مدروس. وأردف المتحدث في سياق كلامه أنه إذا ما سميت التغييرات بالإصلاحات فإن المنظومة مرت بأربعأجيال بدءا بالجيل المخضرم الذي جاء بعد الاستقلال ليليه الجيل الثاني وهو جيل 1976 والذي يعتبر مؤسس المدرسة الجزائرية حيث أن المدرسة لم تولد عقب الاستقلال في 1962 على حد قوله ليأتي بعدها الإصلاحات الحالية مشددا على أنه ليس هناك جيل بل هناك تجديد وتغيير. وتساءل الدكتور فوضيل في رؤية استشرافية عن مقومات الكتاب المدرسي مستغربا استعجال الوزارة في تأليف كتب التلاميذ واشار المتحدث إلى أن هناك 3 كتب في الطور الابتدائي لا جدوى منها وهي (كتاب التربية الإسلامية كتاب التربية المدنية وكتاب التربية التكنولوجية) موضحا أن التلميذ في هذه المرحلة لا يحتاج لمثل هذه الكتب بل يحتاج لأشياء أعمق من ذلك تتمثل في تعليم القراءة والمحادثة والحساب والأخلاق والتي فقدتها المدرسة الجزائرية مؤخرا. وبخصوص المبادئ الأساسية التي قال انها هي قاعدة التلميذ في الطور الابتدائي أكد فوضيل عبد القادر انها في المدراس الجزائرية باتت غائبة لدينا أطفال لا تعرف القراءة ولا المحادثة وبعيدة كل عن الأخلاق الحقيقية للمجتمع الجزائري مضيفا: اذا أردنا تطوير العمل المدرسي علينا بترسيخ المبادئ الأساسية في المدارس الجزائرية وفي الطور الابتدائي بالذات . وعن التعليم الحالي للطور الابتدائي والدروس المتراكمة لدى الطفل قال الأستاذ فوضيل إن المواد لا تتناسب والنمو العقلي للطفل وهذا يعد أمر جد خطير مشيرا إلى أن المنظومة التربوية ضربت بطريقة شيطانية. وفي نفس السياق ذكر الأستاذ ذاته على حسب الوضع الحالي تريد الوزارة أن تحدث تغييرا في برامج الابتدائي تريد الموازاة بين السنة الرابعة ابتدائي والسنة الرابعة متوسط بحيث لا يجدد للتلميذ المناهج في المتوسط إلى أن يصل التلميذ الذي عرف التغيير . الأستاذة فاسي: لابد من يقظة تربوية ومن جهتها خالفت زهرة فاسي مفتشة التربية والتعليم في الطور الثالث اختصاص لغة عربية ومحللة اجتماعية ومكلفة باليقظة التربوية في مبادرة صناعة الغد الدكتور عبد القادر فوضيل حيث ركزت في تدخلها على اليقظة التربوية مشيرة إلى أن الضبابية دخلت في أذهان التلاميذ والأساتذة ولابد من نقطة تغيير من اجل يقظة حقيقية على -حد قولها-. قالت الأستاذة زهرة فاسي أن قطاع التربية الوطنية يشهد اختلالات خطيرة كما وصفتها منذ 2002 ضربت تعليمية المادة اين أصبح التكوين يمشي على رجل واحدة كما ذكرت مضيفة أن الأساتذة أصبحوا بدون بيداغوجية ونحن في رقدة الغفلة والتي لابد من مقابلتها باليقظة واكدت الأستاذة أن أخطر ما يقع للأمة أن تكون غافلة على مصالحها الحقيقية التي تبني لمستقبل واعد. كما شددت زهرة فاسي على ضرورة التخطيط والاستشراف لمستقبل المنظومة التربوية اين قالت: إن لم تخطط لجيلك سوف يخطط له آخرون وإن لم تكن رقما قويا ستكون رقما ضعيفا واليقظة حال وقرينة من مراتب الصواب لأنها الصحوة واستدلت الأستاذة في قوة الشعوب التي تكمن في علمها متسائلة عن ماذا اعدت الجزائر للحياة المستقبلية. وأضافت مفتشة التربية والتعليم في الطور الثالث أن العلوم المادية تحقق عمارة الأرض لأنها تسهل استخراج ثرواتها ومعرفتها واستخدامها للتفوق الصناعي والاقتصادي لأنهم فرضوا على -حد قولها- على الشعوب ثقافات أخرى (القوة الناعمة) مردفة أن في مدارسنا القراءة لا معنى لها لانها قراءة تصفح لا تأخذ العبر والحكم والترويض السلوكي الإيجابي من الكتاب والأدباء بينما في الدول المتطورة هي قراءة معرفية. كما قالت فاسي أن هناك خلط بين الحفظ والقدرة العلمية وما نقوم به في المنظومة التربوية يضبب فكر التلميذ وذلك عن طريق المناهج التي لا تناسب فكر التلميذ مؤكدة أن اديولوجية التلميذ والقيّم والمناهج والتوقيت باتت خطان لا يلتقيان في المنظومة التربوية وهنا من الأجدر ان يرفع الطفل شعارات (كفانا من شحننا بالمناهج نحن في الشرق وهم في الغرب كفانا من العقول الفارغة). كما دعت زهرة فاسي إلى ضرورة تدريس القانون والسلوكيات في المدرسة وذلك من اجل تفادي كل ما هو مضر للإنسان منذ الصغر ليأتي بعدها تعلم أركان الدين في المتوسط من اجل اصلاح الدين في سن المراهقة مشيرة إلى أن عدم تلقين الدين في هذا السن جعل من الغش على سبيل المثال ممنهج وجاء كنتيجة على -حد قولها- لتغطية اخطاء المنظومة التربوية كما اشارت ان ما يعتبر خطر على المنظومة التربوية اليوم هو التوظيف الغير عقلاني للأساتذة واصفة إياه بأنه امتصاص للبطالة لا غير إلى جانب الانفراج الكبير بين حقيقة التربية والإطارات المعينة من مديري التربية إلى مديري الابتدائيات. بوديبة: التغيير المفاجئ يحطم فكر التلميذ ومن جانبه شدد مسعود بوديبة على ضرورة مراعاة نفسية الطفل وعدم إخضاعه لتغيير مفاجئ حيث أنه لابد من عدذم تأثر وشعور التلميذ بالتغيير لأن هذا الأخير يأتي على مراحل وما تقوم به وزارة التربية يحطم فكر التلميذ مشيرا إلى أن المنظومة التربوية شأن عام ولابد من مناقشتها في أطر عامة. وتساءل مسعود بوديبة خلال مداخلته في فطور الصباح للاستشراف عن رأي الخبير والسياسي والتربوي في مجال التغييرات التي طرأت على المناهج التربوية مشيرا إلى أنه لابد من البدء بيقظة سياسية للتربويين والأحزاب. كما ذكر المتحدث بتأسيس نقابته في 2003 والتي قال أنها جاءت نتيجة لانتشال الأساتذة من الضياع كون أن المدرسة الجزائرية في تلك الفترة خرجت من معاناة جد كبيرة تمثلت في العشرية السوداء ألحقت بها وبتلاميذتها الضرر الكبير مضيفا أنه من المفترض أن تخضع المدرسة عقب تلك الفترة إلى نقاهة بعد 10 سنوات من الدم والدمار إلا أنها خضعت لبرامج جديدة بدل إعادة النظر في هيكلتها التي كانت تتلاشى. وللإشارة أطلقت أمس مبادرة صناعة الغد من العاصمة اول فطور صباح للاستشراف والتي تمحورت حول اليقظة التربوية برعاية (جريدة الوس ) ومشاركة (النادي الإعلامي الجزائري) وقد نشط فطور الصباح خبراء في التربية وممثلو القطاع ونقابات وجمعيات أولياء التلاميذ وخبراء الاستشراف وهم (عبد القادر فضيل - محمد مكركب - فاسي الزهرة - مصطفى بلعباس - مسعود بوديبة - محمد بن شطارة - فتيحة مواسة - بشير مصيطفى).