تظل الحناء واحدة من أساليب التجميل القليلة التي تستهوي النساء في كافة الدول ومن مختلف الثقافات على مر الأزمنة والعصور، بل تعد الوحيدة تقريبا التي تظل موضتها قائمة، لا تزول، ويتزايد الطلب عليها من طرف الكثيرات من بنات حواء سواء كان ذلك في المناسبات السعيدة والأفراح وغيرها أو حتى في الأيام العادية، كما تعتبر إحدى أكثر الوسائل العلاجية التي تعتمد عليها الكثير من الوصفات الشعبية، في علاج عدد من الأمراض الجلدية أو الالتهابات والتقرحات أو بعض أمراض المفاصل وآلام العظام وغيرها، وهي الوصفات التي تتوارثها وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، بثقة تامة واعتقاد راسخ في نجاعتها ومفعولها. ويزداد الطلب على الحناء في هذا الموسم بالذات باعتباره موسم الأعراس والحفلات، خاصة مع ظهور الكثير من الأشكال وتقنيات استعمال الحناء في مجال الزينة والتجميل، حيث صارت غالبية صالونات الحلاقة والتجميل تعتمد عليها بشكل واسع في تزيين العرائس والفتيات والسيدات اللواتي يرغبن في إضفاء مسحة جمالية عربية وشرقية أصيلة، واكتساب مظهر أنيق وجميل يجعل الآخرين مبهورين به، فلم تعد الحناء مجرد مادة توضع على اليدين أو الرجلين بطريقة عادية وبسيطة، بل تعددت مناطق استعمالها على الجسم، واختلفت حسب رغبة كل أنثى، من اليد إلى الكف والذراع والرجل، والكتف وحتى أسفل البطن أو الظهر، وغيرها، تشبها بالكثير من النجمات العالميات الشهيرات من مختلف الدول الغربية والعربية والآسيوية، اللواتي روجن لها بشكل واسع في أفلامهن ومسلسلاتهن وكليبات أغانيهن، من خلال رسومات ونقوشات، كثيرة ومتنوعة، كالأزهار والفراشات والنجوم والخطوط والزخارف وما إلى ذلك من التقنيات والرسومات التي تبدعها أنامل الحلاقات وأخصائيات التجميل والأناقة. وإذا كانت جداتنا وأمهاتنا قد اعتمدن منذ القديم على الحناء كأسلوب جمالي خالص وأساسي لتزيين شعرهن وأطرافهن، والاكتفاء بها أو إضافة بعض المواد الطبيعية إليها، لإكسابها سوادا أكثر ودواما أكثر، فإن العديد من أنواع الحناء التي صارت تباع في الكثير من محلات مواد التجميل ومحلات بيع المواد والأعشاب الطبيعية، أصبحت تستورد أنواعا من الحناء من مختلف الدول وخاصة من الدول الآسيوية التي اشتهرت في هذا المجال، وتعرض هذه المحلات نوعيات كثيرة من الحناء والرسومات الخاصة بها حسب ما ترغب في اقتنائه كل سيدة، وتركز أنواع الحناء المعروضة على اللون الأسود باعتباره أحد أكثر العناصر أساسية وأهمية في النتيجة المرجو الحصول عليها عند وضع الحناء، إذ يعد الحصول على حنة سوداء كاملة أو نقوشات بالحنة تكون سوداء اللون وداكنة، أكثر ما يجعل الراغبات في هذه الوسيلة التجميلية مهووسات بها، خصوصا وأنها تدوم أكثر من الأنواع الأخرى، لذلك نجدهن يقبلن على اقتناء الماركات والعلامات التي تضمن هذه النتيجة. وبما أن أغلب أنواع الحناء التي يتم تسويقها حاليا وتوفر هذه الشروط تكون ممزوجة بمواد كيميائية تؤدي إلى النتيجة المرغوب فيها فإن العديد من الأطباء والأخصائيين عبر العالم قد حذروا من خطورة الحناء الممزوجة بمواد كيميائية التي أصبحت تتسبب بألم وحكة أو حتى حساسية دائمة، وقد لاحظ أطباء الجلد حالات كثيرة لنساء عانين من ردود أفعال حادة بعد وضع الحناء وقالوا إن المشكلة ليست في الحناء نفسها وهي صبغة حمراء طبيعية مصنوعة من أوراق نبتة الحناء المجففة ولكن في مادة »البي بي دي« أو مادة »بارافينيلين ديامين« الكيماوية التي تضاف للحناء لجعل النقوش داكنة اللون وطويلة البقاء، ووفقا لباحثين في ألمانيا فإن الحناء التي تحتوي على »البي بي دي« يمكن أن تتسبب في التهابات جلدية يتورم خلالها الجلد ويحمر لونه ويثير الحكة، ومادة »البي بي دي« تستخدم في العديد من العمليات الكيميائية، ويزداد الخطر وفقا للجمعية التي أجرت الدراسة في دول العالم الثالث، حيث لا تكون الرقابة صارمة ما يتطلب المزيد من الحذر والاحتياط في أوساط الفتيات وعاشقات الحناء أثناء وضع الحناء أو اقتنائها من خلال القراءة الجيدة والمتفحصة لكافة المواد التي تدخل في تركيبة الحناء التي يتم اقتناؤها حتى لا يتحول البحث عن الجمال إلى رحلة طويلة وشاقة للبحث عن سبل ناجعة للعلاج.