تحقق مستحضرات التجميل المختلفة التي تعرض بأسواق وهران الشعبية إقبالا منقطع النظير حتى خلال شهر رمضان إستعدادا للعيد ومنها المواد المعروضة على الأرصفة والتي تكون عرضة لأشعة الشمس طيلة اليوم فضلا على ما قد تحمله من غبار ومواد ملوثة بفعل بقائها في العراء مدة أطول. وكل من يدخل سوق المدينةالجديدة يلفت انتباهه منظر النسوة والفتيات وهن ملتفات حول طاولة بيع مواد التجميل على الأرصفة ووسط الطريق كي تكون جاهزة أيام العيد. مستحضرات لا تجدها تختلف في ظاهرها عن تلك التي تعرض ببوتيكات ومحلات فخمة بأسعار باهظة ولكنها في الواقع تختلف في محتواها إختلافا كبيرا سواء من حيث المكونات، أو تاريخ الصلاحية الذي غالبا ما تتحاشاه النسوة إذا كان الثمن رخيسا إلى جانب مصدر المستحضر المجهول عادة كلها معايير يجدر بالمستهلك مراعاتها قبل اقتناء أي مستحضر ولكن العروض المغرية لهذه المواد دفعت حواء إلى المغامرة بجمالها والجري وراء الرخيص والعرض يبقى قائما ويتزايد في هذا الفصل رغم عمليات المداهمة المكثفة والحجز التي تقوم بها مصالح الجودة وقمع الغش حيث في رمضان إلى أن نشاط السوق الموازية يدعم الباعة الفوضويين في تجارة المواد التي تتطلب عناية أكبر . تحضيرا للعيد يمكن أن تتخلى حواء عن مستلزمات كثيرة كشراء لباس صيفي أو حقيبة أو حذاء ولكنها لا يمكن أبدا أن تتخلى عن الماكياج لأنه من الأسلحة الفتاكة التي تبرز جمالها، ويدفع فصل الصيف النساء نحو زيادة مشترياتهم من مستحضرات التجميل والزينة ولا يسندهن في ذلك غير الأسواق الشعبية والفوضوية التي تعرض كل الأنواع والألوان بأثمان في متناولها دون أت تكثرت لنوعية المستحضر وفعاليته وأثره السلبي على الصحة في سبيل العيد. وفي حديث مع أحد الباعة بسوق المدينةالجديدة إلتمسنا نجاح هذه التجارة دون أن يصرح البائع بذلك بل ظل يشتكي في حين تتهافت الزبونات على معروضاته وعن مكان جلب هذه المواد يقولون أنها تشتري من محلات البيع بالجملة وأن كان هناك خلل في أي مستحضر فذلك لا يعينيهم وعن أسباب تعرض مبيعاتهم للحجز بإستمرار من قبل أعوان الجودة وقمع الغش، ذكر محدثنا أن السّبب يتعلق بعدم دفع الضرائب والبيع بطريقة غير شرعية في حين أن المستحضر سليم مائة بالمائة والباعة يراعون الزبونات ولا يزيدون عن ثمن البيع بالجملة إلا دنانير معدودة وبذلك يبرأ الباعة أنفسهم من أي مشكل قد يحدث لأن المرأة أدرى بجمالها . أحمر الشفاه ب 20 دج ويتزايد في هذا الفصل عرض مواد التجميل بل أن الكثير من الباعة يغيرون نشاطهم المعتاد إلى هذه التجارة لأن فصل الصيف هو موسم الأعراس والأفراح ويستغلون فرصة رمضان لتسويق كل ما لديهم ولا يمكن للمرأة أن تقاوم تلك الأسعار المنخفضة جدا للمستحضرات المختلفة خاصة أحمر الشفاه يباع ب 20 دج وبعض المستحضرات الأخرى كبودرة التجميل ومجمل الرموش ومستحضر ظل العين وغيرها، ناهيك عن الكريمات الخاصة بالعناية بالبشرة والتي من المفترض أن تقتني فقط من المحلات المعتمدة أو من الصيدليات. ويتواصل العرض والطلب بسوق المدينةالجديدة خاصة في فصل الصيف أين تتزايد وتيرة الإقبال وتعرض المواد بأسعار مختلفة وأغلب المقبلات على المستحضرات المعروضة تحت أشعة الشمس هن من العرائس اللاتي يحضّرن لزفافهن ويحاولن إتباع كل المستلزمات وفق ما يخدم قدرتهن الشرائية كما تعتبر طاولات بيع مواد التجميل الملجأ الوحيد الذي يساعد كثيرا ربات البيوت والأوانس صاحبات الدخل الضعيف وهن وفيات للمستحضرات المعروضة على الأرصفة. الجوة آخر اهتمام وقد أوضح المختصون في عديد المناسبات خطر مستحضرات التجميل التي تبقى لمدة طويلة معرضة لأشعة الشمس فهي قد تكون سببا في الإصابة بسرطان الجلد وحساسية البشرة وأمراض أخرى قد لا تكون في الحسبان والمرأة مطالبة بمراعاة شروط الجودة في أي منتوج للتجميل حتى تحمي نفسها وتحافظ على جمالها. وأن كان اللجوء إلى المستحضرات التجميلية أمرا اضطراريا أمام غلاء السوق ودخول مستحضرات ذات جودة عالمية يتعذر على النساء البسيطات اقتناءها فإن النتائج التي تسجل على المدى القريب أوالبعيد تدفع إلى الندم حيث تفقد المرأة نضارة بشرتها ولونها بفعل التأثير السلبي للمستحضرات المعروضة في الأرصفة والتي يجهل مصدرها وهذه المواد باتت تهدد جمال حواء بدل أن تخدمه وتبرزه أكثر وننصح النسوة بالبحث عن الجودة والمعايير الصحية في أي مستحضر والاعتماد في ذلك على المحلات المتخصصة أو الصيدليات فيما يتعلق بكريمات العناية بالبشرة. ولم تنفع الحملات الوقائية والإرشادات والمحطات التوعوية والتوجيهية في ردع المرأة تلك المستحضرات الخطيرة وأمام تواصل الطلب تزايد العرض وظهرت فرص الإستمثار والتنافس من أجل تحقيق الأرباح وبالموازاة تواصل مصالح الجودة لقمع الغش التابعة لمديرية التجارة مهامها من خلال وضع لجان مختصة تشن حملات مداهمة على الأسواق التي تشهد عرض هذه المواد بوهران لتقوم بعملية الحجز، هذا إلى جانب مراقبتها للصادرات من مستحضرات التجميل وحجز تلك التي لا تحمل مواصفات الجودة والنوعية وهي مجهودات كبيرة الهدف من خلالها حماية المستهلك وتوعيته للمساهمة في الحد من هذه التجارة الفوضوية والمستحضرات التي تضر صحة وسلامة المستهلك، وبذلك يبقى الجمال الطبيعي هو رأس مال حواء والإبتعاد عن المستحضرات لضمان بشرة شابة وتجنب الشيخوخة المبكرة، لكن يبدو أن صوم النساء والفتيات عن الماكياج نهارا في رمضان يدفعهن لإقتنائه بكثرة هذه الأيام لإعداد العُدة للعيد وما يليه.