جراء تعفن المحيط سكان القصبة يتخوفون من كارثة بيئية مليكة حراث تشهد أحياء القصبة فوضى بسبب أزمة تراكم النفايات والأوساخ بطريقة عشوائية والتي تتوزع الى أحيائها على غرار شارع الإخوة عياشي وباب عزون وغيرها حيث تسببت هذه الظاهرة في استياء هؤلاء المواطنين القاطنين بالحي خصوصا أن تلك القمامات شوّهت الصورة الجمالية للمحيط وأعطت نظرة مخزية له. ولدى تلقي أخبار اليوم اتصالا من بعض المواطنين القاطنين بالحي تنقلنا للاستفسار عن ترك أسباب تراكم الوضعية لتصل إلى ما هي عليه فلاحظنا أن الحي يعيش في أزمة نفايات المتراكمة التي انجرت عن الرمي المستمر والعشوائي لها خصوصا أن الأوساخ واحتياجات الإنسان لرمي تزداد في فصل الربيع وبداية الصيف مع أجواء الأعراس واستغلال العطل الربيعية للقيام بأشغال البيت وهذا ما ينجر عنه زيادة الأوساخ والنفايات ولكن ما أحدث الإشكال في تلك الأحياء هو تماطل سلطات البلدية والمصالح المكلفة بتنظيف الأحياء في عملها على رفعها بطريقة مستمرة مما انجر عنه تراكمها وتكدسها في الحي وهذا ما جعل هذه الأخيرة تعاني من تلك المناظر التي تشمئز لها النفس والأبدان إلى جانب انتشار الروائح الكريهة التي تعيق المارين أمامها. ولدى وصولنا نقلنا شكاوي المواطنين الذين أبدوا في حديثهم معنا استياءهم وتذمرهم الشديدين من تماطل السلطات المعنية في قيامها بمهامها في تنظيف الأحياء المعنية في حين تشهد أغلب شوارع الجزائر الوسطى حملة تنظيف واسعة وفي السياق ذاته أعرب هؤلاء عن غضبهم إزاء مثل هذه السلوكات اللاأخلاقية التي تغيب في المجتمعات المتحضرة والذي أصبح عادة يقوم بها الكبير والصغير في كل وقت ودون حرج مما أدى إلى تفاقم هذه الوضعية التي أصبحت تنغص عليهم العيش نظرا للروائح الكريهة المنبعثة منها. وقد أرجع بعض المواطنين سبب انتشار النفايات إلى غياب ثقافة التمدن وروح التحضر لدى هؤلاء القاطنين إضافة إلى اللامبالاة فرغم وجود حاويات لوضع القمامات بداخلها إلا أن بعض المواطنين يتعمدون رميها بعيدا عنها أو في حال امتلاء الحاويات عن آخرها ناهيك عن عدم احترامهم لمواقيت إخراج أكياس القمامة مما يصعب المهمة على عمال النظافة الذين يقومون بجمع النفايات خلال الفترة الصباحية لكن غياب الوعي لديهم يجعلهم يتجاوزون تلك المواقيت كما أجمع أغلب الذين التقيناهم بأن تجار الجملة المنتشرين على مستوى الطريق هم السبب الرئيسي في غرقهم وسط القمامات فهم يفرغون سلعهم ويقذفون بالبقايا إلى الشارع حيث تتطاير الأكياس في كل مكان وتعرقل الصناديق الورقية سيرهم وهو الأمر الذي جعل المحيط في القصبة السفلى وتحديدا باب عزون زنيقة العرائس يشهدان أقصى درجات التلوث والإهمال خاصة وأن تلك القمامات يتم حرقها من طرف البعض في مكانها لتتفاقم بذلك الأضرار وتزداد المعاناة جراء الدخان المنبعث منها ومن جهة أخرى أكد أحد القاطنين في حديثه أن الظاهرة تعود إلى غياب التربية والحس المدني الذي يؤدي المواطنين إلى رمي الفضلات المنزلية في الحاويات المخصصة لها وكذلك في عدم احترامهم لأوقات مرور عمال النظافة ليتفاقم وضع الحي فضلا عن التجار الفوضويين الذين يساهمون بشكل كبير في الفوضى الحاصلة بالأحياء المذكورة أيضا حيث يغادرون في المساء تاركين مخلّفاتهم مبعثرة.