دعت جماعة "الإخوان المسلمون" الشعب المصري إلى مقاطعة انتخابات المحليات، متهمة السلطة بالإعداد لتزويرها، كما أعلنت أنها ستواصل الكفاح السياسي والقانوني، لإبطال نتائج الانتخابات، واتهمت الحكومة باستخدام معتقليها كورقة ضغط عليها للانسحاب من الساحة السياسية. وشددت الجماعة على تمسكها بما قالت: إنه مواجهة الاستبداد والفساد، والسعي السلمي إلى الإصلاح والتغيير، عبر القنوات الدستورية والقانونية، وذلك في أحدث تطور يشهده الصراع بينها وبين السلطة على خلفية الانتخابات المحلية، والذي تقول الجماعة: إنه أسفر عن اعتقال المئات من أتباعها ومرشحيها.وجاء في البيان، الذي نشر على موقع الجماعة على شبكة الإنترنت، أن الجماعة واجهت حملة اعتقالات طالت رموزها في مختلف المحافظات، حتى قبل الإعلان الرسمي عن قرار خوض الانتخابات، وكأن الاستعداد "جريمة"، بحسب ما جاء في البيان.واتهم التنظيم الحكومة المصرية باستخدام معتقلي الجماعة للضغط على قيادتها، قائلاً: إن "الأمر وصل إلى حدّ التلويح بتشديد الأحكام على إخواننا خلف الأسوار، الذين يستخدمونهم كرهائن، ويحاكمونهم أمام محكمة عسكرية، كي نعلن انسحابنا من هذه الانتخابات".وبعد أن أشار بيان الإخوان إلى الأسباب التي دعت الجماعة إلى الإصرار على دخول الانتخابات، وفي مقدمتها "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنقاذ شعبنا الصابر من البلاء الذي حاق به، ووصل إلى لقمة خبزه"، لفت إلى أن السلطات المصرية ردّت على القرار باعتقالات "شملت أكثر من ألف شخص".يأتي قرار الإخوان في وقت تشهد فيه الساحة المصرية غليانًا سياسيًا، بعدما تمكنت أجهزة الأمن من إحباط دعوة وجهتها قوى المعارضة للانضمام إلى المظاهرات والإضراب العام، الذي كان من المقرر تنظيمه الأحد، في يوم أطلقت عليه اسم "يوم الغضب الشعبي"، احتجاجًا على موجة "الغلاء" التي يعاني منها ملايين الفقراء في مصر. السجون المصرية امتلأت بالمعتقلين في يوم الغضب المصري هذا وقد تمكنت السلطات المصرية الأحد من احتواء الإضراب العام الذي دعت إليه بعض قوى المعارضة، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية .. في وقت كثفت الأجهزة الأمنية انتشارها في القاهرة خصوصا وفي مختلف مناطق البلاد عموما .. وقد شنت أجهزة الأمن حملات اعتقال واسعة في صفوف المحتجين والنشطاء السياسيين ، وجرت مصادمات في بعض المناطق .. أصيب خلالها العشرات بجروح .وفي المقابل ، اعتبرت الجهات السياسية المنظمة أن الإضراب كان ناجحا .. بدليل التزام معظم العمال والموظفين منازلهم وانسياب حركة المرور في شوارع القاهرة . وبعد التحذيرات الصارمة التي وجهتها السبت وزارة الداخلية انتشرت قوات الأمن بكثافة أمس في ميادين القاهرة الكبرى وعدد من المدن المصرية . وسجل موقع الإضراب على (فيس بوك) مشاركة نحو 67 ألف مصري فيه ، ورغم ذلك تمكن بعض الناشطين من تنظيم مظاهرتين .. واحدة أمام (نقابة المحامين) بوسط القاهرة والأخرى في (جامعة حلوان) بجنوب العاصمة . ووصفت (حركة كفاية) والعديد من القوى السياسية المنظمة الإضراب بأنه كان "ناجحا" بسبب إغلاق العديد من المحال والجامعات أبوابها ، والانتشار الأمني المكثف في الشوارع .. والذي يعكس حالة الخوف من الإضراب . وأشار (مركز هشام مبارك للقانون)، إلى أن حصيلة المعتقلين في القاهرة فقط بلغت 201 معتقلا تم القبض عليهم في أماكن مختلفة .. بينها : (ميدان التحرير) ومن أمام نقابتي الصحافيين والمحامين و(جامعة القاهرة) وبولاق والمنيل ومصر القديمة .