محرز بطلا للدوري الإنجليزي معجزة ليستر سيتي تتحقق * ملايين المناصرين لليستر سيتي في الجزائر لم يتوقف ترقب وانتظار خبراء كرة القدم طوال الموسم لما سيحققه ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز حيث توقع البعض أن يرضخ الفريق لضغوط المراحل الأخيرة ويفقد اللقب قبل أمتار قليلة من منصة التتويج لكن هذا لم يحدث بل المعجزة الليستراوية تحققت وأفلح النجم الجزائري رياض محرز ورفقاؤه في إهداء اللقب لفريق المدينة التي باتت شهيرة جدا وأصبح لفريقها أنصار بالملايين في الجزائر قدرت تقارير عددهم بستة ملايين. ونجح ليستر سيتي في مخالفة كل التوقعات وواصل المشوار إلى النهاية حتى حسم لقب الدوري لصالحه إثر تعادل أقرب ملاحقيه توتنهام مع تشيلسي 2 / 2 مساء الاثنين في ختام منافسات المرحلة السادسة والثلاثين من المسابقة. واللقب هو الأول لليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز طوال تاريخ النادي الذي تأسس قبل 132 عاما وقد جاء بمثابة واحدة من كبرى المفاجآت في عالم كرة القدم. وقال جيمي فاردي نجم هجوم ليستر سيتي: إنه أكبر إنجاز في تاريخ هذا النادي الكبير وسنشعر بالفخر لكوننا جزءا منه . وأضاف: تحقيق هذا الإنجاز مع هؤلاء اللاعبين يمنحه مزيدا من الخصوصية . وتابع: هذه اللحظة تستحق كل دقيقة من العمل الجاد قدمناها على ملعب التدريبات . وكان ليستر سيتي يتنافس بدوري الدرجة الثالثة عام 2009 وعاد إلى الدوري الممتاز فقط في الموسم الماضي بعد أن توّج بدوري الدرجة الأولى. وكاد ليستر أن يهبط من جديد حيث قضى 140 يوما من الموسم الماضي ضمن المراكز الأخيرة بجدول الدوري لكنه أفلت من الهبوط بتحقيق سبعة انتصارات خلال آخر تسع مباريات له بالموسم. ورغم صحوة الفريق في المراحل الأخيرة أقيل نيجل بيرسون من منصب المدير الفني في جوان وحلّ مكانه الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري الذي كان قد أقيل قبلها بثمانية أشهر من تدريب المنتخب اليوناني. وبفريق لا تتجاوز القيمة الإجمالية للاعبيه 55 مليون جنيه إسترليني (81 مليون دولار) وهو ما يقل بفارق هائل عن أندية كبرى مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي ومانشستر سيتي وأرسنال دخل ليستر سيتي هذا الموسم ومراهنات فوزه باللقب لا تتجاوز نسبتها 1 إلى 5000 . ومع تألق فاردي الذي حقق رقم قياسيا في الدوري الإنجليزي بالتسجيل في 11 مباراة متتالية إلى جانب النجم الجزائري رياض محرز ومع وجود خط دفاع صلب حقق ليستر سيتي انطلاقة قوية ونجح في اعتلاء الصدارة في نوفمبر. وخلال فترة الاحتفال بأعياد الميلاد (كريسماس) تراجع ليستر إلى المركز الثاني ليظن كثيرون أن الفريق بدأ مرحلة السقوط إلى المراكز الأخيرة بالدوري. لكن الفريق استعاد توازنه وأعاد تنظيم صفوفه من جديد ليعود إلى الصدارة في منتصف جانفي وبعدها بدأ الجميع في التساؤل ماذا لو؟ (فاز ليستر باللقب) ولكن رانييري كان يتمسك دائما بعدم الحديث عن اللقب والمبالغة في التوقعات. وفضل رانييري البقاء على أرض الواقع طوال الموسم وأحيانا كان يقلل من إنجاز الفريق وفضل التركيز في كل مواجهة على حدة. وتحدث رانييري فقط عندما وصل فريقه إلى النقطة 40 حيث اعتبرها النقطة المطلوبة لتفادي الهبوط. بعدها حول تركيزه إلى ضمان تأهل الفريق للمشاركة الأوروبية في الموسم المقبل وبعد حسم بطاقة المشاركة في دوري الأبطال ظل رانييري على موقفه حتى تحدث أخيرا قبل أسبوعين عن إمكانية تتويج فريقه باللقب. وكان بإمكان ليستر سيتي حسم اللقب بالفوز على مانشستر يونايتد يوم الأحد لكن المباراة انتهت بالتعادل ليحسم اللقب على ملعب ستامفورد بريدج يوم الاثنين بتعادل توتنهام مع تشيلسي. وكاد توتنهام صاحب المركز الثاني أن يؤجل حسم اللقب حيث تقدم على تشيلسي بهدفين في الشوط الأول لكن الأخير رد بهدفين أحرزهما جاري كاهيل وإدين هازارد ليبدأ ليستر وجماهيره الاحتفال مساء أمس. وقال رانييري: لم أتوقع ذلك أبدا عندما أتيت إلى هنا.. أنا رجل عملي . وتابع: كنت أسعى فقط للفوز بمباراة بعد الأخرى وأساعد لاعبينا على التحسن في كل أسبوع تلو الآخر. لم أفكر كثيرا فيما سيقودنا إليه هذا العمل. اللاعبون كانوا رائعين. تركيزهم وإصرارهم وروحهم هم ما جعلوا الأمر ممكنا. في كل مباراة يكافحون من أجل بعضهم البعض وأنا أحب أن أرى ذلك في لاعبينا .