صنع لنفسه تاريخًا كبيرًا في البطولة الإنجليزية ليستر سيتي.. فريق صغير يدخل خانة الكبار صنع نادي ليستر سيتي لنفسه تاريخًا كبيرًا بعدما نجح في إنهاء احتكار وهيمنة الأندية العريقة والغنية على البطولة الإنجليزي الممتازة لكرة القدم وتتويجه باللقب للمرة الأولى في تاريخه ليصبح ثاني فريق غير مرشح يحقق لقب البطولة بعد بلاكبيرن روفرز في سنة 1995. تحول نادي ليستر سيتي الإنجليزي في ظرف زمني قصير من مجرد فريق يصارع على البقاء في دوري الأضواء إلى فريق كبير يزيح الكبار من طريقه لتحقيق الانجاز الذي عجزت عن تحقيقه حتى الآن أندية كبيرة تفوقه تاريخًا وإمكانيات على غرار ليفربول وتوتنهام هوتسبير وأستون فيلا وإيفرتون وغيرها بحيث اختزل (الثعالب) تاريخهم العريق الذي يمتد إلى 130 عام من تأسيسه في موسم واحد وهو الموسم الجاري الذي توّج فيه بلقب البريميرليغ 2015-2016 بما أن سجله كان خاليًا من الألقاب والبطولات وذلك بعد مسيرة عسيرة في البطولة الممتازة تذبذبت من خلاله نتائجه من موسم لآخر بين الصعود والهبوط. وعرفت سنة 2010 تحولاً هامًا في تاريخ النادي بعدما اشتراه المالك التايلاندي فيتشاي سريفادانابرابا ليعطيه جرعة أوكسجين كبيرة سمحت له بانتداب أسماء وازنة حتى وإن كانت مغمورة على رأسها صاحب الخبرات المتراكمة المدرب المخضرم الإيطالي كلاوديو رانييري بعد تعامله مع عدة فنيين فشلوا في مهامهم وذلك بعدما أنفق المالك الجديد نحو 30 مليون أورو لامتلاك النادي بعدها قامت إدارة (الثعالب) في الانتقالات الصيفية المنصرمة لعام 2015 بأقوى الانتدابات في تاريخ النادي وذلك من خلال تعاقدها مع لاعبين من طراز الياباني شينجي أوكازاكي والفرنسي نجولو كانتي بأسعار مرتفعة مقارنة بإمكانيات النادي. خزينة الثعالب رفعت من الميزانية للانتدابات بشكل كبير وبحسب أرقام نشرتها صحيفة (ماركا) الإسبانية فإن خزينة (الثعالب) رفعت من الميزانية المرصودة للانتدابات بشكل كبير من موسم لآخر حتى بلغت مستوى يسمح للنادي باستقدام لاعبين شباب مؤهلين للمساهمة في تحقيق هدف النادي وهو ضمان البقاء مع تعزيز التركيبة البشرية بلاعب يمكن تصنيفه كنجم سبق له أن تقمص ألوان إحدى الفرق الكبيرة على غرار المدافع الألماني روبيرت هوت الذي كان قد لعب لتشيلسي وتوج معه بالدوري الإنجليزي ومثل منتخب بلاده في مونديال البرازيل بالإضافة إلى قائد الفريق الجامايكي ويس مورغان قائد منتخب بلاده والجزائري رياض محرز لاعب الخضر وأسماء أخرى فنيًا تصنف على أنها نجوم كبيرة غير أنها لن تنال إعلاميًا الشهرة الكبيرة. وارتفعت ميزانية الانتدابات في عهد المالك التايلاني من 2.4 مليون أورو في عام 2010 لتصل إلى 16 مليون أورو في عام 2011 ثم تراجعت إلى 6 1 ملايين في الأعوام الموالية وإلى نصف مليون بعده ثم ارتفعت مجددًا إلى 22 مليون أورو في 2014 لتصل إلى أعلى مستوياتها في الانتقالات الصيفية المنصرمة إلى حدود 38 مليون أورو. وقبل عام من الآن وتحديداً في ال 25 من شهر مارس لعام 2015 كان ليستر سيتي يخوض معركة ضمان البقاء في دوري الأضواء بين كبار المسابقة في مباراة قوية ضد توتنهام هوتسبير الذي كان يقاتل حينها على خطف بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا وهو الهدف الذي نجح في تحقيقه بشق الأنفس لتنقلب الأمور بعدها بعام حيث أصبح ليستر سيتي يخوض معركة التتويج التي حسمها قبل نهاية السباق بجولتين في وقت بقي توتنهام هوتسبير بنجومه وماله يلهث خلفه على أمل اللحاق به في نهاية المطاف قبل أن يتأكد بأن اللقب قد حسم لصالح ميلاد بطل جديد لم يكن مرشحًا.
نائب رئيس ليستر سيتي: قصتنا ألهمت العالم قال اياوات سريفادهانابرابا نائب رئيس نادي ليستر سيتي إن رحلة تتويج ناديه بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم باتت مصدر إلهام للعالم بأسره مصرحا نجل الملياردير التايلاندي فيكاي مالك ورئيس النادي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قائلا: (إنها معجزة بالطبع وهذه قصة ملهمة والجميع يتحدث عنها لأن الأمر لا يتعلق بالرياضة فحسب بل تمتد للحياة اليومية وإذا استخدم الناس ليستر كمعيار الآن - إذا قاتلوا وحاولوا - يمكنهم تحقيق الإنجاز في يوم ما. يجب أن تكون كل الأمور في نصابها أيضا لكي يتحقق ذلك). ونال المدرب كلاوديو رانييري إشادة كبيرة بعد التتويج رغم أن تعيينه مدربا لليستر كان مثيرا للدهشة بعد فترة قصيرة ومخيبة قضاها مع منتخب اليونان وشهدت خسارة مذلة على أرضه أمام جزر الفارو في شهر نوفمبر من سنة 2014 ولكن اياوات أكد أن المدرب الإيطالي البالغ عمره 64 عاما كان الخيار الأول لخلافة المدرب السابق نايجل بيرسون الذي أقيل في نهاية الموسم الماضي مؤكدا أن الطريقة التي درب بها (رانييري) اللاعبين كانت مميزة وبدا شخصا مميزا وكل الخطط في رأسه).
مدرب كريستال بالاس: ليستر سيتي أعطى الأمل للمستضعفين قال الان باردو مدرب كريستال بالاس إن ليستر سيتي حطم كل القواعد في البطولة الإنجليزية الممتازة لكرة القدم وأعطى الأمل للأندية التي كانت تمثل مجرد استكمال لعدد المشاركين بالبطولة بعدما أصبح ليستر بقيادة المدرب كلاوديو رانييري أول فريق يحرز لقبه الأول في الدوري الممتاز منذ أن فعلها نادي توتنهام فورست منذ 38 عاما متفوقا على أندية مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وأرسنال. وقال باردو الذي يمكن لفريقه أن يحقق مفاجأة أخرى للمستضعفين عندما يواجه مانشستر يونايتد في نهائي كأس الاتحاد الشهر الحالي إن ليستر أظهر للجميع ماذا يمكن أن يحدث مشيرا إلى أنه لا يمكن الشك في حجم إنجاز ليستر خاصة أن الأداء الذي قدمه يعود إلى ما قبل بداية الموسم الحالي مؤكدا في سياق حديثه أن كرة القدم لا تعتمد على المنطق دائما.
تأسفت للطريقة التي غادر بها روما والدة رانيري سعيدة لتتويج نجلها ملكاً لإنجلترا أكدت والدة كلاوديو رانيري المدرب الإيطالي لنادي ليستر سيتي سعادتها الكبيرة بالتقدير الكبير الذي أصبح يحظى به نجلها في بريطانيا وفي كل أنحاء العالم بعد قيادته الفريق للتتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة لقدم معربة في ذات السياق عن أسفها لقلة الاحترام الذي لقيه من قبل في نادي روما الإيطالي. وعبرت السيدة ريناتا رانيري في تصريها ليومية (لاروبوبليكا) التي فضلت محاورتها عن ابنها وتتويجه بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز عن ارتياحها للنهاية السعيدة لمغامرة نجلها رفقة ليستر سيتي في الموسم الحالي فقالت: (كل الصحف في إيطاليا وصفته بملك انكلترا. إنه أمر رائع. لقد كان كلاوديو جد سعيد عندما تحدثت معه في الهاتف. يمكننا الآن الشعور بالراحة والتخلي عن الضغط كشفت والدة المدرب رانيري عن ما قاله لها عندما تسلم مهام نادي ليستر سيتي في الصيف الماضي قبل بداية الموسم الجاري: (لقد قال لي إنه وجد مجموعة جيدة من اللاعبين ولكنه لن يشرف على تدريب فريق كبير). وأفصحت السيدة ريناتا قائلة: (لقد تأسفت للطريقة التي انتهى عليها أمره في روما..فنحن كنّا دائماً نشكل عائلة كبيرة من مناصري نادي روما. لقد تسلم تدريب الفريق لما كان الموسم قد انطلق. لم ينل احترام مدينته الأصلية ولهذا فقد تأسفت لتلك النهاية ولكنه الآن أصبح ملكاً لإنجلترا ويتلقى التهاني من كل أنحاء العالم).