جدد الأمين العام المنتخب للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيي اليوم السبت مساندته "المطلقة" لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، معتبرا أن كون التجمع حزبا للموالاة هو مدعاة "للفخر في الوقت الذي قد يشكل ذلك عقدة لدى البعض". و في خطاب ألقاه في اختتام أشغال المؤتمر الاستثنائي للحزب، الذي تقرر تحويله إلى المؤتمر العادي الخامس، ذكر السيد أويحيي بأن قواعد الديمقراطية تقضي بوجود أحزاب أغلبية و أخرى معارضة، مشددا على أن تموقع التجمع الوطني الديمقراطي في خندق الموالاة هو "أمر يبعث على الفخر في الوقت الذي قد يشكل عقدة لدى البعض". و اعتبر السيد أويحيي دعم حزبه للرئيس بوتفليقة "تحصيل حاصل" نابع من "حرصه على أمن و استقرار البلاد''، اللذين تحققا بفضل سياسة المصالحة الوطنية و الاصلاحات العميقة التي باشرها رئيس الدولة، و هي المساندة التي يترجمها أيضا وقوف التجمع إلى جانب الحكومة التي يعد طرفا فيها.و نبه الأمين العام الجديد للتجمع إلى أن الجزائر تقف اليوم في "منعرج حساس"، يستدعي تجند الجميع بدل تبني مواقف عدائية تعد في ظل غياب البديل "مجرد تهريج"، مذكرا في هذا الصدد بأن تصويت نواب حزبه على قانون المالية لسنة 2016--على سبيل المثال-- "كان عن قناعة و التزام". و على صعيد آخر، اعتبر السيد أويحيي اللجوء إلى الصندوق من أجل انتخاب الأمين العام للحزب بدل الاعتماد على التزكية "أمرا عاديا و طبيعيا" بحكم أن انتخاب الأمانات الولائية و الانتخابات الأولية للتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة و كذا انتخاب المجلس الوطني كانت قد تمت على نفس المنهج.و قال بهذا الخصوص بأن "المؤتمر كان وليد انتصار الحق و القانون"، في إشارة منه إلى محاولات بعض إطارات التجمع و نوابه السابقين تأجيل تاريخ انعقاده تحت ذريعة تسجيل خروقات شابت عملية التحضير لهذا الحدث. و كشف السيد أويحيي في هذا الصدد عن أن مجلس الدولة كان قد أصدر الأربعاء الفارط حكما يبطل الدعوى القضائية التي رفعها المعارضون لعقد المؤتمر، و هو ما اعتبره "إنصافا للتجمع" من قبل العدالة.و تابع الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي حديثه عن مجريات المؤتمر الذي تقرر تمديد عهدته لخمس سنوات بغية "تحرير الحزب خلال هذه المدة من أجل التحضير للمواعيد المصيرية الهامة على غرار التشريعيات و الانتخابات المحلية". و في هذا الإطار، أكد السيد أويحيي بأن التجمع قام ،من خلال المؤتمر، بتعزيز قواعده و هياكله بالإضافة إلى تكريس ثقافة الديمقراطية في صفوف مناضليه، مشيدا بالمناسبة بالنتائج المحققة في ظل هذا الموعد السياسي، حيث "تجاوز التجمع نسبة 30 بالمائة فيما يتعلق بالتمثيل النسوي فيما بلغ عنصر الشباب نسبة 27 بالمائة". و أشار إلى أن هذه النتائج ستكون ظاهرة للعيان خلال اجتماع المجلس الوطني المقرر شهر جوان المقبل للخروج بمكتب وطني. كما سيعرف التجمع قريبا --مثلما أفاد السيد أويحيى-- إنشاء ''هيئة للتفكير و الترويج''، مهمتها تدعيم الخطاب السياسي للحزب بأفكار و اقتراحات ملموسة. و ثمن الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي مسار الإصلاحات التي باشر بها رئيس الجمهورية التي "مكنت من إعادة البناء الوطني و تقويم الدولة خاصة فيما يتصل بالحكامة و العدالة". كما أعرب عن دعم حزبه "المطلق" للجهود التي ما فتئ يبذلها الجيش الوطني الشعبي للذود عن سلامة التراب الوطني و الاستئصال الكلي لآفة الإرهاب، إلى جانب كافة أسلاك الأمن.