بعد إعلانه وجود جواسيس بين سكان المدينة يعملون لصالح القوات العراقية والبشمركة الكردية شدّد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أحكامه على سكان الموصل شمال العراق. وقد عمد عناصر من التنظيم إلى إعدام خمسة أشخاص في الموصل أخيراً بتهمة التجسّس لصالح الجيش العراقي بحسب ما جاء في تسجيل الفيديو الذي بثّ الخميس الماضي. وهذه آخر عملية إعدام نفّذها داعش حتى اليوم. ولّدت العقوبات القاسية التي ينفّذها تنظيم داعش بحقّ أهالي الموصل على خلفيّة التجسس خصوصاً مخاوف كبيرة لدى السكان الذين امتنع كثيرون منهم عن ذكر أيّ معلومات عن المدينة وأحوال سكانها عند اتصالهم بأقارب وأصدقاء خارج الموصل. وقد لجأت بعض الأسر إلى منع أبنائها من الاتصال بمن هم خارج المدينة وهو ما يؤكّده جمال حمة قادر المقاتل في البشمركة الكردية. ويشير ل (العربي الجديد) إلى أنّ (البعض يقول إنّه منع أولاده من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى خوفاً عليهم من الإعدام). تجدر الإشارة إلى أنّ (داعش) يفرض سيطرته على الموصل منذ جوان 2014 وقد اتخذها عاصمة لما يطلق عليها (دولة الخلافة). داخلها يفرض قوانين صارمة على السكان الذين لم يتمكنوا من مغادرة مدينتهم. يُذكر أنّ قوات مشتركة من الجيش العراقي والبشمركة و(الحشد الوطني) (مقاتلون من عشائر الموصل) تحتشد على أطراف الموصل خصوصاً في قضاء مخمور التابع لمحافظة إربيل عاصمة إقليم كردستان العراق سعياً إلى تحرير مدينة الموصل. وكانت القوات العراقية قد أطلقت في 23 مارس/ الماضي معركة تحرير الموصل تحت عنوان (عملية الفتح( وقد أعقبتها في الخامس من أفريل الماضي عملية الفتح الثانية لكنها لم تحقق أي تقدّم بارز بعد باستثناء تحرير أربع قرى صغيرة تبعد عن مدينة الموصل نحو 55 كيلومتراً. وقد استعاد داعش اثنتَين منها.