لا يستغني الكثير من الشبان من الجنسين، عن هواتفهم النقالة او أجهزة الموسيقى في آذانهم، بشكل يومي، ولذلك فإننا نلاحظ أعدادا كثيرة منهم، تضع سماعات الاذن الخاصة باجهزة الهواتف الناقلة، او بأجهزة الموسيقى الاخرى، في كل مكان، ومنهم من تنبعث الموسيقى التي يشغلها ويستمع اليها بشكل قوي للغاية يصل حتى الى الاشخاص الذين يكونون بقربه، وهو ما يجعلنا نتساءل عن مدى قوى الصوت الذي يتلقاه هو اساسا، ومدى تاثيره في قدرة السمع لديه، خاصة وان التاثيرات الصحية السلبية لهذه الاجهزة في حاسة السمع لدى الشخص، طالما شغلت اهتمام الخبراء الذين يدعون في كل مرة الى الحذر منها، وضرورة احترام الحد المعقول والمسموح به فيها، خاصة مع انتشار ظاهرة استخدام هذه الاجهزة في اوساط الشبان والمراهقين بشكل ملفت في الاونة الاخيرة، وفي كل مكان تقريبا، حيث نرى هؤلاء معزولين في عالم خاص بعيدا عن المحيط الخارجي. وتتميز هذه الأجهزة بتقنيات عالية تضاعف قوة الصوت وترفع مستوياته إلى درجات ممكن أن تتلف الخلايا السمعية الدقيقة في الأذن الداخلية، لاسيما أن الاستماع للموسيقى بات يحصل بشكل دائم وبوتيرة أكثر من أي زمن مضى. وتستطيع الأذن البشرية السليمة سماع الأصوات ذات الترددات بين 20 هرتز و20000 هرتز وبقوة 80 ديسيبيل (وحدة قياس قوة الصوت) وما فوق. كما تجدر الإشارة هنا إلى أن قوة الصوت خلال المحادثة العادية تتراوح بين 55 و65 ديسيبيل، في حين أن قوة صوت السيارات في شارع مزدحم تبلغ حوالي 100 ديسيبيل، وهذا الرقم بحسب الخبراء، يعد بداية تعرض الشخص لخطر تلف الخلايا السمعية، فكلما زادت قوة الصوت وجب تقليص وقت الاستماع له كي لا يتأذى السمع، وتشير الدراسات إلى أن الاستماع للأصوات بقوة 105 ديسيبيل وما فوق لأكثر من 15 دقيقة يؤدي إلى فقدان السمع عند أي شخص، في حين أن الأصوات ذات قوة 75 ديسيبيل تعد آمنة ولا تسبب ضررا للسمع، إذ يمكنك الاستماع لموسيقى بقوة 75 ديسيبيل لثماني ساعات في اليوم، في حين أن الاستماع لموسيقى بقوة 94 ديسيبيل يجب ألا يتخطى الساعة الواحدة في اليوم. ويمكن ان تؤدي هذه العادات السيئة الى مخاطر كثيرة على السمع تصل الى حد فقدان هذه الحاسة نهائيا لدى البعض، الامر الذي يدعونا الى ضرورة تنبيه المدمين على الاستماع الى الموسيقى عبر الهواتف النقالة او اجهزة الام بي 3 او غيرها من مشغلات الموسيقى الرقمية الأخرى التي تعج بها السوق الجزائرية حاليا، الى ضرورة احترام المعدل المسموح به للصوت، حفاظا على سلامة اذانهم في الاول والاخير، هذا بالاضافة الى عدد من العواقب الاخرى كما يسببه لهم ذلك من عدم الانتباه او التركيز خاصة اثناء اجتياز الطرقات، او ما قد يسببه لمن هم حولهم من ازعاج.