بقلم: علي الصالح* وكأن افيغدور ليبرمان زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) الشخصية الكاريكاتيرية سيغير وجه حكومة بنيامين نتنياهو أو سيزيدها تطرفا وعنصرية وهي الحكومة الأكثر تطرفا وعنصرية وإجراما في تاريخ الكيان الصهيوني. وكأن دخوله الحكومة سيعرقل (مسيرة السلام) غير الموجودة أصلا. فهذه العبارة مسحها كاهنها الأكبر بنيامين نتنياهو من قاموس مفردات حكومته. وهذا ما أكدته إيليت شاكيد وزيرة القضاء من حزب (البيت اليهودي) الاستيطاني العنصري القائم أصلا على كره الفلسطينيين التي قالت قبل أيام إن دولة فلسطينية لن يكون لها وجود طالما بقي حزبها في الحكومة. ف(فتوة الملهى الليلي سابقا) الذي بنى (شعبيته السياسية) على عاملينة الأول الاعتماد على أصوات المهاجرين الروس بعد انهيار المنظومة السوفييتية وعددهم يزيد عن مليون نسمة المضطهدين الذين يعامَلون معاملة المواطن من الدرجة الثانية إن لم يكن الثالثة في إسرائيل. والثاني وهو التطرف اللفظي في التصريحات ضد العرب بشكل عام والفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر بشكل خاص. لا تحكمه المصلحة العامة بل مصالحه الذاتية مما يعني أنه قابل للانقلاب على نفسه. وباختصار فإن انضمام ليبرمان إلى حكومة نتنياهو كوزير للأمن (لن يزيد الطين بلة) كما يقول المثل.. فطين هذه الحكومة رخو أصلا.. ووجوده في هذه الحكومة لن يغير من واقعها ولن يزيد من تطرفها وكراهيتها.. وما قد يأمر ليبرمان الجيش بفعله سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.. أمر به السابقون من جميع الأطياف السياسية لاسيما تلك التي تسمي نفسها زورا وبهتانا (يسارية أو معتدلة). وينطبق على هذه الحكومة بيت الشعر (إذا كان رب البيت للحرب داعيا فشيمة أهل البيت كلهم القتل) مع الاعتذار عن تحريف بيت الشاعر المعروف بسبط بن التعاويذي.. فحكومة تضم نتنياهو نفسه الذي ترعرع في منزل مفعم بأجواء عنصرية حاقدة على العرب وفقد شقيقه يونتان في عملية عينتيبي يوغندا عام 1976 للإفراج عن رهائن طائرة (إيرفرانس 139) المتجهة إلى تل أبيب التي خطفتها الجبهة الشعبية لدى توقفها في اليونان وعلى متنها العديد من يهود إسرائيلة وحكومة تضم نفتالي بنيت زعيم (البيت اليهودي) وزير التعليم الذي يتبجح بقتل أكثر من مئة فلسطيني خلال خدمته العسكرية ورفيقته شاكيد التي دعت إلى قتل كل الفلسطينيين وبقر بطون النساء الحوامل للتخلص من (الأفاعي في أحشائهن) وتسيبي حوطبيلي الليكودية نائبة وزير الخارجية صاحبة الدعوة لاقتحام الأقصى وتحلم يوما برفع العلم الإسرائيلي فوقه.. فهي حكومة بالتأكيد لا تحتاج لمن يزيد من تطرفها وإجرامها وعنصريتها وحقدها على الفلسطينيين فلديها فائض من كل ذلك. وليبرمان في منصبه الجديد لن يكون أسوأ من سلفه موشيه يعلون الذي يقف ضد الانسحاب من الاراضي الفلسطينية وأيضا للسلام والانسحاب وقائد الحرب على قطاع غزة صيف 2014 وما ألحقه من قتل وتدمير والأرقام معروفة لدى الجميع ولا حاجة لتكرارها. ولن يكون أسوأ من إيهود باراك صاحب التاريخ الحافل بالقتل والتدمير.. فهو شخصيا قاتل قادة فتح كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار في عمارة فردان في بيروت عام 1973 وهو الذي أعدم بيده الفدائية الفلسطينية دلال المغربي قائدة عملية الساحل الفلسطيني بعد اعتقالها وهو قائد الفرقة التي اغتالت أبو الانتفاضة خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس في 1988 وهو المسؤول كرئيس للوزراء عن مقتل 13 من الداخل الفلسطيني في مطلع انتفاضة الأقصى وهو قائد الحرب الأولى 2008 على قطاع غزة وقائد الحرب الثانية في نوفمبر 2012 . ولن يكون افيغدور ليبرمان أكثر إجراما من شاؤول موفاز المسؤول عن مجزرة مخيم جنين في عملية الجدار الواقي.. والمسؤول عن بناء جدار الفصل العنصري عندما كان وزيرا للدفاع. وهو ليس أسوأ من عمير بيريتس وزير الدفاع خلال الحرب على لبنان عام 2006 التي راح ضحيتها آلاف اللبنانيين الأبرياء. ولا من تسيبي ليفني التي أعلنت الحرب على قطاع غزة من القاهرة وعلى يمينها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وحاولت كوزيرة للخارجية في عهد ايهود اولمرت تبرير حربي 2006 و 2008. ولا اعتقد انه سيكون أسوأ من يتسحاق هيرتسوغ زعيم (المعسكر الصهيوني) الذي طالب بتشديد الحرب على قطاع غزة وهو الحمائمي المفترض وهو الذي يطالب بإطباق جدار الفصل العنصري على القدسالمحتلة وفصلها عن بقية الضفة. ولا ننسى الثعلب العجوز شمعون بيريس (الحمائمي أيضا) أبو القنبلة النووية المسؤول كرئيس للوزراء عن مجزرة قانا في لبنان في أفريل 1996 التي راح ضحيتها أكثر من مئة من الأطفال والنساء والعجزة في مركز للأمم المتحدة. وهنا أتحدث عن الأحياء وليس الأموات من أمثال ارييل شارون المسؤول مباشرة عن مجزرتي قبية وغزة في خمسينيات القرن الماضي ومخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982وصاحب قرار تصفية الشيخ ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى وإسحق رابين صاحب سياسة تكسير عظام أطفال انتفاضة الحجارة والقائمة تطول. ولا ننسى تصفية الرئيس ياسر عرفات. قادة الهمجية كلهم قادة دولة الاحتلال وكل واحد منهم أسوأ وأكثر إجراما من الآخر عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين سواء في الداخل وفي الضفة وقطاع غزة.. فجميعهم أيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين.. وآخر شيء في سلم أولوياتهم هو السلام أو التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين هذا إن وجدت على سلم أولوياتهم.. وكل ما ينطقون به ليس إلا للترويج والتسويق الخارجي وتحسين صورة الكيان في العالم.. وبالنسبة للبعض منهم فاصبح يلعب على المكشوف ولم يعد حتى كسب الرأي العام العالمي الشعبي يعنيهم طالما أن الموقف الرسمي يحابيهم ويردد ما يرددونه ضاربين عرض الحائط القانون الدولي بكل تفاصيله وتشعباته. وهذا ما يجب أن يكون عليه الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي. والحديث عن فاشية هذه الحكومة أو تلك هو حديث بمجمله يتعلق بتصرف الحكومة على الصعيد الداخلي ومحاولة لوضع الغطاء على التطرف والعنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي مع تصاعد حملات التحريض وبث سموم الكراهية للعرب. والدليل على ذلك أن أيا ممن اتهموا هذه الحكومة بالفاشية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر إيهود باراك ويغير غولان نائب رئيس الأركان لم يتطرق بأي شكل من الأشكال إلى اصرار هذه الحكومة على مواصلة احتلال شعب آخر وسرقة اراضيه وتسمين الاستيطان ناهيك عن إجراءتها التعسفية وتعاملها وقوانينها العنصرية ضد فلسطينيي الداخل.. فكل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بيمينها او ما يسمى يسارها نفذت اعمالا إرهابية وتمييزية وعنصرية ضد مواطنيها من الفلسطينيين. فلا تفرحوا بما يقوله فلان وفلان من قادة الاحتلال فجميع أعمالهم تصب في بحر التطرف والعنصرية ومصلحة إسرائيل.. وهم بالتأكيد لن يأخذوا مصالح الشعب الفلسطيني في الحسبان.. وهذه هي الدعوة التي حملتها تصريحات رئيس لجنة القدس في القائمة العربية المشتركة النائب أحمد الطيبي في الكنيست اذ قلل من أهمية ردود الفعل المرافقة لتعيين ليبرمان وزيرا للأمن. واعتبر الطيبي أن القرار لم يغير من الواقع شيئًا لتثور (عاصفة من ردود الفعل وكأن إسرائيل تغيرت فجأة). وقال الطيبي في حواره مع الإعلامي ماهر شلبي عبر برنامج حكي (عالمكشوف) يوم الخميس إن الحكومة الإسرائيلية كانت من قبل هذا الاتفاق: (متطرفة للغاية يرأسها بنيامين نتنياهو وفيها نفتالي بينيتة سياستها هي سياسة استيطانية كان هذا ائتلافا استيطانيا رافضا لكل إمكانيات التسوية ولم يكونوا شركاء في أي عملية تسوية مع القيادة الفلسطينية). وأخيرا المخاوف غيرر مبررة واذا كان هناك درس يتعلمه الفلسطينيون من هذه الخطوة فهو السعي الدؤوب لتشكيل حكومة وحدة وطنية عريضة وواسعة تحتضن جميع المواقف وجميع مكونات الطيف السياسي الفلسطيني. ولا يبالون بما يقوله الاخرون ولا يخافون من التهديدات بقطع المساعدات المالية فالمانحون يعرفون عواقب مثل هذه الخطوة ولن يقدموا عليها والأهم من ذلك ان الشعب الفلسطيني يرفض ان يكون رهينة بضع مئات ملايين الدولات ولن يبيع قضيته من اجل حفنة دولارات. فكما الجبهة الشعبية وحركتا حماس والجهاد الاسلامي وغيرها ترفض الاعتراف بإسرائيل فهناك في حكومة الاحتلال مع فارق التشبيه من لا يعترف أصلا بوجود الشعب الفلسطيني ومنهم من يدعو إلى ضم الضفة الغربية او على الاقل مناطق (ج) التي تمثل 60 من الضفة يضاف إلى ذلك من يريد التخلص من فلسطينيي الداخل. فالأصل هو في قرار فلسطيني شجاع يخدم القضية ولا يخدم مصالح فئة أو جهة بعينها يكون بعيدا عن التردد والخوف من (زعل) وعتب فلان.. فالقضية أكبر من شخص أو تنظيم وحركة ومال ومناصب ومكاسب.