عاد نحو نصف مليون طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة في قطاع غزة، في اليوم الأول لبدء العام الدراسي، وبعد نحو أسبوعين من التأخير بسبب العدوان الصهيوني الذي استمر 51 يومًا. وتقرر أن يبدأ اليوم الأول وحتى أسبوع بنشاطات وفعاليات ترفيهية، "من شأنها تفريغ الانفعال النفسي وحالة الكبت لدى الطلبة"، بسبب ما تعرضوا له من شراسة العدوان. ويسيطر على مئات الأطفال خوف ورعب دائم بسبب تعرضهم لصدمات نفسية حادة، لم تقتصر على الأطفال المصابين في العدوان، لتشمل العديد من الأطفال الآخرين، وإن لم يتعرضوا لإصابات جسدية. وتضررت 150 مدرسة حكومية، واستشهد 2200 فلسطيني، وجرح 1100 آخرين، ودمرت آلاف الوحدات السكنية نتيجة العدوان الصهيوني على القطاع، الذي بدأ في السابع من جويلية وانتهى بعد 51 يومًا باتفاق إطلاق نار برعاية مصرية.
و قال الدكتور زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي: إن "افتتاح العام الدراسي في قطاع غزة تحد كبير تغلبنا عليه رغم العدوان الصهيوني الغاشم الذي أصاب كافة المجالات في قطاع غزة ومن بينها المجال التعليمي". جاء ذلك خلال الجولة التفقدية والمؤتمر الصحفي الذي عُقد في مدرسة الشجاعية الأساسية للبنات المدمرة بشكل جزئي لافتتاح العام الدراسي الجديد، وإطلاق برنامج الدعم النفسي والاجتماعي لتخليص الطلبة من آثار العدوان، وحضر المؤتمر الدكتور محمود الجعبري وكيل وزارة مساعد لشؤون التعليم العالي وعدد من المسؤولين والمدراء العامين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية. وأضاف ثابت: "توجه اليوم حوالي نصف مليون طالب وطالبة من قطاع غزة إلى مقاعد الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الأونروا وذلك بعد وقت قصير من حرب همجية شنها الكيان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، واستمرت لواحد وخمسين يوماً راح ضحيتها أكثر من 2100 شهيد وأكثر من 11000 جريح، من بينهم 22 شهيداً وعشرات الجرحى من العاملين في وزارة التعليم، ومئات الشهداء وآلاف الجرحى من الأطفال وطلبة المدارس. وبين ثابت أنه تم تدمير 24 مدرسة بشكل كامل وأكثر من 120 مدرسة حكومية بشكل جزئي، وفي المدارس التي تشرف عليها الأونروا طالت الأضرار أكثر من 70 مدرسة، وفي قطاع التعليم العالي طال الدمار 11 مؤسسة، بالإضافة إلى العشرات من رياض الأطفال، كما طال التدمير محتويات هذه المدارس والمؤسسات من مختبرات وأجهزة وأثاث بما في ذلك مخزن الوزارة الرئيس للأثاث. وأوضح ثابت أن الوزارة اتخذت كل الخطوات اللازمة لبدء العام الدراسي الجديد، حيث تم تقييم الواقع ونقل الطلاب، والتعاون مع وكالة الغوث في استثمار المباني المدرسية، كما تم التعاون مع العديد من المؤسسات الدولية والمحلية بتنظيف المباني المدرسية وتعقيمها، وإزالة الركام منها، والتأكد من خلوها من مخلفات الحرب والأجسام غير المنفجرة، وتهيئتها لاستقبال المعلمين والطلبة، كما تم إعادة توزيع الأثاث بعد إصلاح ما أمكن إصلاحه وتوفير ما أمكننا توفيره من احتياجات المدارس من قرطاسية وغيرها، كما أبدينا مرونة كبيرة في نقل الطلبة من مدرسة لأخرى. وأكد د. ثابت أنه يتم بدء العام الدراسي بالرغم من عدم تجاوب وزيرة التربية والتعليم العالي مع طلباتنا المستمرة (الشفهية وعبر الرسائل المكتوبة) خلال أكثر من مائة يوم في ظل حكومة التوافق الوطني من أجل توفير متطلبات افتتاح العام الدراسي وتزويد قطاع التعليم في غزة باحتياجاته وحل قضايا الطلبة والمواطنين والمؤسسات التعليمية، موضحاً أن التنسيق والتعاون في وزارة التربية والتعليم العالي في ظل سنوات الانقسام - رغم محدوديته - كان أفضل مما هو عليه في ظل حكومة التوافق الوطني. وطالب د. ثابت حكومة التوافق بتوفير الموازنات التشغيلية اللازمة لتسيير عمل الوزارة ومؤسساتها ومدارسها في غزة، والتي لم يصل منها أي شيء منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني وحتى اليوم، الأمر الذي يعوق عمل الوزارة ويعطل برامجها وقد يؤدى إلى توقفها إذا استمر الحال على ما هو عليه. كما طالب وكيل وزارة التعليم حكومة التوافق الإسراع في الإفراج عن أموال الوزارة ومؤسساتها، حيث لا تزال ملايين الدولارات من حساب الوزارة ومؤسساتها في غزة مجمدة في البنوك منذ عدة سنوات. كما طالب حكومة التوافق الوطني بضرورة الإسراع في دفع رواتب موظفي الوزارة في غزة، والدفاع عن حقوقهم المشروعة، والعمل على توفير مواصلات للمعلمين والموظفين الذين لا يتلقون رواتب منذ عدة أشهر وغير قادرين على دفع أجور المواصلات للوصول إلى أماكن عملهم؛ وذلك حتى يتم حل مشكلة مرتباتهم. ودعا د. ثابت حكومة التوافق ووزارة التعليم تخصيص إحداثيات وظيفية للشواغر في وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، علماً بأن أكثر من 16000 خريج تقدموا للعمل في الوظائف التعليمية وخضعوا لامتحانات الوزارة ومعاييرها، ولم يتم حتى الآن إعطاء أي توجيهات بشأن إمكانية تشغيلهم. وطالب ثابت وزارة التعليم برام الله التواصل الفاعل مع قيادة الوزارة في غزة وإشراكها في صناعة القرارات، وتمثيلها العادل في جميع الهيئات والمؤسسات التابعة للوزارة، وعدم الالتفاف على هذه القيادة وتجاهلها من خلال التواصل مع بعض الموظفين الأمر الذي يعزز الانقسام ويزيد الفرقة.
كما حث د. ثابت وزارة التعليم برام الله بسرعة إرسال الأختام الخاصة بتصديق الشهادات ومعاملات الطلاب والمواطنين، وإعطاء التوجيهات اللازمة لتوحيد الإجراءات الخاصة بمعادلة الشهادات، واعتماد البرامج والمؤسسات في ظل وزارة واحدة وموحدة حيث إن معاملات الجمهور ذات العلاقة في غزة معطلة منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني.
وطالب ثابت وزارة التعليم برام الله بإعطاء التوجيهات اللازمة بتوحيد الإجراءات والمعايير الخاصة بالمنح الدراسية والقروض الطلابية لتحقيق مبدأ العدالة بين طلبة الوطن الواحد. وكذلك إعطاء الفرص المتساوية في مجال الابتعاث للموظفين في الوزارة والمؤسسات التابعة لها، والتعامل مع كل الموضوعات والقضايا التي نشأت في كل من الضفة وغزة خلال الفترة ما بعد 14 يونيو 2007 وحتى تشكيل حكومة التوافق الوطني على قدم المساواة بما في ذلك اعتماد المؤسسات والبرامج.
تحليل: جدل ميزانية الاحتلال بوابة الانتخابات المبكرة
تباين المواقف الصهيونية حول ميزانية الكيان ونتائج الحرب على غزة ليس خلافا عاديا، فهناك الكثير من الأبعاد التي تؤسس لإسقاط ائتلاف بنيامين نتنياهو الحكومي والتقديم لانتخابات مبكرة تعزز موقف اليمين الصهيوني في لوحة تطرف جديدة. منذ انتهاء الحرب على غزة تعيش الخارطة السياسية في الكيان الصهيوني مرحلة تحوّل بعد إهانة الجيش على حدود غزة، وانتهاء الحرب كما يفسرها كثير من قادة الاحتلال بمعادلة "لا غالب ولا مغلوب". الخلاف الآن مستعر بين رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو ووزير المالية يائير لبيد، يؤيد لبيد زيادة ميزانية الأمن بخمسة مليارات شيكل بينما يدعم نتنياهو زيادتها بضعف هذا المبلغ. ويؤيد لبيد زيادة العجز في الميزانية ب3.4%، بينما يؤيد نتنياهو زيادته ب3.25%، لكن ذلك بالطبع غير مفصول عن صعود نجوم اليمين خاصة حزب "البيت اليهودي" بقيادة "نفتالي بينت" وكذلك حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة "ليبرمان". الساحة السياسية الآن يمينية بامتياز، ورغم الاختلاف الفكري بين "لبيد" و"نتنياهو" رجل "الليكود" الأول إلا أن "ليبرمان وبينت" يستفيدا من هذا الخلاف رغم أنهما من اليمين إلا أنهما ينافسا "نتنياهو" حتى وصل الأمر لتعديلات في لوائح حزب "لبيد" الداخلية.
الانتخابات القادمة من هذا الباب، "الخلاف على الميزانية والضرائب" سيصعد الصندوق الانتخابي الجديد على المنصّة مداعباً أحلام رئيس حزب البيت اليهودي "نفتالي بينيت" الذي عكف مؤخراً على استشارة الحاخامات معدلاً قانون الحزب ليخرج من عباءته الدينية ويفتح أبوابه لليهود من غير المتدينين. ويقول محمد مصلح الباحث في الشئون الصهيونية إنّ خلاف "نتنياهو-لبيد" له علاقة كبيرة بالانتخابات القادمة التي بدأ الحديث عنها منذ فشل الاحتلال في حرب غزة وبالحالة الشخصية لرئيس الحكومة الحالي. ويضيف: "لبيد يريد حماية نفسه أمام الطبقة الوسطى بتقليل النفقات على الجيش والأمن لصالح الشقق والرفاه وتقليل الضريبة ونتنياهو يريد مضاعفتها متفقاً مع رئيس البنك المركزي فيما بدأت خارطة سياسة جديدة تتبلور بعد الحرب أهمها فك شراكة ليبرمان مع نتنياهو وصعود نجم نفتالي بينيت الذي يطمع في كرسي نتنياهو". أما حاتم أبو زايدة المختص في الشئون الصهيونية، فيرى أن كل طرف سواء "نتنياهو أو لبيد أو ليبرمان وبينيت" يحاول تحسين موقفه في الانتخابات المتوقعة من بوابة الحديث عن الميزانية وزيادة النفقات التي أشعلت خلاف "نتنتياهو-لبيد". ويضيف: "هناك أطرف متحمسة للانتخابات المبكرة مثل بينيت زعيم حزب البيت اليهودي الذي عدل دستور حزبه وكذلك ليبرمان الذي يجري الآن إجراءات تحضيرية.
رئيس الحكومة الجديد صراع "نتنياهو" حسب رؤية الباحث مصلح مع "بينيت وليبرمان"، فالأول بدأ يطرح نفسه كمرشح للحكومة القادمة وهو حلم لازال يداعب "ليبرمان"، و"نتنياهو" الآن أمام خارطة يمينية متطرفة تريد معاقبته على ما تصفه بفشله في حرب غزة. احتدام الصراع بلون يميني واضح دفع "بنيت" رئيس حزب "البيت اليهودي الأكثر شعبية الآن " لتعديل قانون حزبه ليخرج من العباءة الدينية بفتوى كبار الحاخامات اليهود محاولاً كسب مزيد من الأصوات مستقبلاً بينما يحاول أيضاً استدراج العلمانيين وحزب "عتيد". اتفاق كل من "ليبرمان وبينيت" -ويملك كل منهما 19 و18 مقعدا على التوالي- بإمكانه إسقاط "نتنياهو" زعيم الليكود الحالي في الانتخابات المبكرة التي يتحدثون عنها. ثمة آخرون خارج حلبة اليمين يوجهون سهاماً ل"نتنياهو" أهمهم "تسيفي ليفتي" التي تنتقد "نتنياهو" لأنه أنهي الحرب دون إطار دولي على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، مشددةً على أهمية الحل السياسي بدل العودة للحرب بين سنة وأخرى. أبو زايدة يلمح إلى نقلة نوعية الآن في اليمين المتطرف بعد شبه إجماع داخل "إسرائيل" على أن الكيان لم يحقق هدفه من حرب غزة. ويتابع: "الكلمة الآن لأحزاب المستوطنين ودعاة قتل الفلسطينيين ومن يسعى لإرضاء هؤلاء سينال أصواتهم في الانتخابات القادمة، وبينيت يؤهل نفسه الآن ليكون رئيس الحكومة ورغم أن الخلاف بين نتنياهو و لبيد إلا أن الثاني هو الحلقة الأضعف والمستفيد الأول هو بينيت". أمام ذلك كله، يجتهد "نتنياهو" للحفاظ على ائتلافه الحاكم محاولاً امتصاص نقد "ليفني ولبيد" في ذات الوقت الذي يحاول فيه إرضاء الشركاء الحاليين من اليمين الذين يلوحون بطرده من كرسيه في مجتمع يميل الآن أكثر للتطرف.
استشهد امس، شاب فلسطيني متأثرًا بجراحه، التي أصيب بها خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشاب أنس تيسير الحناوي (22 عامًا) استشهد امس في أحد المشافى الأردنية، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها خلال العدوان على قطاع غزة. وتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية صهيونية كبيرة استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2158 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.
تقرير: مؤشر غلاء المعيشة يسجل ارتفاعاً حاداً بسبب العدوان على غزة
أظهر تقرير فلسطييني صادر عن جهاز الإحصاء المركزي، بأن أسعار السلع الأساسية سجلت ارتفاعاً حاداً خلال شهر آوت الماضي، حيث سجل الرقم القياسي العام لأسعار المستهلك في قطاع غزة ارتفاعاً حاداً بنسبة 1.08% للشهر الثاني على التوالي منذ بدء العدوان. وأوضح جهاز الإحصاء المركزي في بيان له، بأن الارتفاع في الرقم القياسي بغزة جاء نتيجةً لارتفاع أسعار منتجات الحليب والأرز والسجائر المستوردة والدواجن الطازجة والدرنيات والطحين في حين تراوح الارتفاع بين 10% كالدواجن الطازج إلى 40% مثل أسعار بعض الخضروات كالكوسا والزهرة. وأشار التقرير إلى أن أسعار المستهلك في الضفة الغربية استقرت خلال شهر آب (أغسطس) الماضي، حيث سجل الرقم القياسي ارتفاعاً بنسبة 0.54% مقارنة مع شهر جويلية الماضي. ويظهر التقرير بأن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار في الأراضي الفلسطينية يعود بشكل أساسي لاستمرار ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية نتيجةً للعدوان الصهيوني على القطاع.
حذر د.جمال عمرو الخبير في شئون القدس والاستيطان من خطورة الهجمة الحالية على المسجد الأقصى، واصفاً الحرب بأنها انتهت في غزة وانتقلت إلى ساحات المسجد الأقصى بقيادة الحاخام المتطرف "موشيه فيجلن". وقال عمرو في تصريح لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن سلسلة الاقتحامات والممارسات العدوانية على الأقصى التي تجري في هذه الأيام لم يشهدها الأقصى طوال تاريخ الاحتلال. وأضاف: "الآن انتقلت الحرب من غزة لساحات الأقصى، فالاحتلال يطرد كل النشطاء والمتضامنين، وقد سلمهم مؤخراً قرارات إبعاد 40 يوما، خاصة النساء وموظفي مصاطب العلم، والاقتحامات أصبحت مؤخراً أكثر تنظيماً بعد حل مؤسسة عمارة الأقصى ومصادرة ممتلكاتها وبرامجها". وكان فيجلن نائب رئيس الكنيست الصهيوني اقتحم صباح اليوم المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، وصعد إلى صحن قبة الصخرة المشرفة وتجول فيه. وعلّق الخبير عمرو على ممارسات فيجلن بالقول: "فيجلن حاخام متطرف شديد الحقد على وجود العرب في الأقصى، ويعتبرهم دخلاء على الهيكل، ويصر بشكل دوري على اقتحام الأقصى من باب المغاربة ويخرج من باب السلسلة، فيقتحم قبة الصخرة والمصلى القبلي معززاً بالشرطة والمخابرات، ويهدد النساء، ويشتبك بالأيدي مع المصلين". ونوّه إلى أن "فيجلن" أدخل أسلوبا عدوانيا جديدا، هو الصلاة في ساحات الأقصى نهاراً جهاراً ضمن برنامج يبدأ عند السابعة والنصف-الحادية عشر والنصف صباحاً وكذلك الواحدة والنصف-الثانية والنصف ظهراً. وأشار إلى أن أهم شخصيات "الكنيست" تصر على مناقشة ملف الأقصى بالكنيست على أنه أرض الهيكل بشكل خالص، وهو يمارس الاعتداء على المصلين بالأيدي بشكل يشبه قتال الشوارع من منطلقات متطرفة هدفها إثارة حالة من الذعر والاحتكاك مع المصلين لتقوم الشرطة بمنعهم من التواجد بالأقصى خاصة طلاب مصاطب العلم.