يعيش سكان بلدية أولاد موسى جنوب ولاية بومرداس وعلى وجه الخصوص حي 1700 مسكن بذات البلدية الذي تم تخصيصه لمنكوبي زلزال 2003 على وقع حرب عصابات إجرامية أبطالها منحرفون ومدمنو مخدرات من بينهم قصر مدججون بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء، حيث أصبح هؤلاء يفرضون قانونهم الخاص أكثر من أي وقت مضى·· فعلى الرغم من قيام مصالح الأمن ببعض الدوريات بين الحين والأخر إلا أن الخطر لا يزال قائما بعدما قام هؤلاء المنحرفون بخلق الجو الملائم لتحركاتهم وتخريب شبكة الإنارة العمومية عن آخرها ليتمكنوا من تنفيذ عملياتهم الإجرامية والتحرك بكل حرية وسط الظلام الدامس، حيث تحولت المنطقة إلى شبه مقبرة على حد قول سكان الحي··· فلقد تسببت الجماعات الإجرامية في تخريب وتشويه منظر الحي الذي فقد طابعه الحضري رغم مرور أقل من 05 سنوات من إنشائه، الأمر الذي جعل الحي يبدو وكرا لعصابة منظمة تعمل خارج الإطار القانوني من خلال الكتابات غير الأخلاقية على الجدران وتخريب شبكة الإنارة العمومية وكذا تهشيم وتخريب الممرات الواقعة بين العمارات·· واستنادا لشهادات سكان المنطقة خلال الزيارة التي قادتنا إلى بلدية أولاد موسى ببومرداس فقد تفاقمت الأوضاع مؤخرا بين هؤلاء وبين محترفي السرقة والمتاجرة بالمخدرات وبيع الخمور والمسكرات الذين يعمدون إلى تشكيل عصابات لتصفية الحسابات فيما بينهم، ورغم المجهودات والمداهمات المتكررة لأجهزة الأمن واقتياد العديد من المشتبه فيهم إلى مراكز الشرطة للاستجواب معهم إلا أن السكان يؤكدوا أن التحكم في ظاهرة العنف والإجرام داخل التجمعات السكانية أو بما يعرف بإرهاب الشوارع في الأحياء الشعبية أصبح جد صعب خاصة مع عودة المجرمين لأفعالهم الإجرامية مباشرة بعد انتهاء فترة قضاء الحكم في السجن، وزيادة على خطر الاعتداءات والسرقة فقد أصبح هؤلاء المنحرفون مصدرا لإزعاج السكان أثناء الليل ما يحرم العديد منهم من حقه في الراحة و لسكينة بسبب الأصوات المزعجة التي تملأ المكان، ناهيك عن العبارات النابية التي تخدش الحياء من سب وشتم بين المنحرفين خلال جلسات السمر التي تكون عادة بحضور أم الخبائث ومختلف أنواع السموم المخدرة والمسكرة حيث تمتد سهراتهم لساعات متأخرة من الليل تنتهي في أغلب الأحيان بشجار عنيف بين جماعة وأخرى باستعمال مختلف أنواع الأسلحة البيضاء وقارورات الغاز المسيلة للدموع، الأمر الذي جعل السكان يتجنبون وقوع أي ملاسنة أو مناوشة بينهم·· وأضاف السكان أنه وعلى الرغم من قيام مصالح الأمن ببعض الدوريات بين الفينة والأخرى إلا أن خطر إرهاب الشوارع يبقى قائما حسبهم بعدما فرض المنحرفون تواجدهم، مضيفين أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب بل تعدى الأمر ذلك خاصة بعدما توافد عشرات اللصوص والمنحرفين من المناطق المجاورة أهمها الأربعطاش وأولاد هداج وخميس الخشنة· وأكد محدثونا أن من بين الجماعات الإجرامية منحرفون قاطنون بالحي معهم منذ قدومهم إلى بلدية أولاد موسى، كما يوجد البعض الآخر من تربطهم علاقة جوار لأزيد من عقود من الزمن غير أن إدمانهم على الممنوعات جعل المخدرات والمسكرات تنسيهم كل المبادئ الإنسانية وعادات وقيم المجتمع الجزائري الذي يولي أهمية بالغة لاحترام الجار وعدم التعدي على حرمة مسكنه مع المحافظة على ممتلكاته·