فتحت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة أمس ملف المتهم هشام· ع الذي أزهق روح والدته وإخوته بحي عميروش بالقبة في أحد أيام الشهر الفضيل بعدما تناول 06 أقراص مهلوسة من نوع مدام كوراج جعلته يذبح أفراد عائلته الواحد تلو الآخر وينام بالقرب من جثة والدته بدم بارد، حيث التمس النائب العام في حقه بعد أكثر من 05 ساعات من المحاكمة سرد فيها المتهم تفاصيل جريمته بدموع لم تجف، تسليط عقوبة الإعدام· وقال أمس المتهم هشام البالغ من العمر 24 سنة أن الدافع وراء ارتكابه لجريمة القتل التي اهتز على وقعها الشارع الجزائري في 09 سبتمبر 2008 كان المعاملة السيئة التي كان يتلقاها والده الذي كان طريح الفراش قبل وفاته في فيفري 2007 ولعدم قدرته على نسيان تلك المعاملة خاصة وأنه كان الإبن المدلل لوالده، فراودته فكرة الانتقام من والدته وأخته وأخيه، وقد زادت من عزيمته الحبوب المهلوسة التي كان يتناولها، حيث صرح أنه كان على خلاف مع والدته بسبب إبنة الجيران التي كانت تربطه بها علاقة عاطفية، وأمام رفض والدته قرر الهروب مع الفتاة، ولم يجد وسيلة سوى سرقة حزام من الويز الخالص من والدته وبيعه بمبلغ 19 مليون سنتيم، وعندما اكتشفت هذه الأخيرة الأمر نعتته بالسارق وهي الكلمة التي لم يتقبلها وزادت من فتيل نار الانتقام في قلبه، مؤكدا أنه تأخر في تنفيذ جريمته، حيث فكر في الأمر طويلا، إذ فشلت محاولته الأولى التي كانت ستة أيام قبل الواقعة، حيث استدرج شقيقه إلى المستودع وكان ذلك في ثاني يوم من رمضان طالبا منه المساعدة في ترتيب بعض الأشياء ووافق، وحين انشغل الأخ مديرا ظهره، أشهر السكين، وفي لحظة ضعف تراجع لأن الشجاعة خانته، حسب تصريحه، ليحاول الكرة يوم الثامن من رمضان، حيث استدعى شقيقته إلى الغرفة ووجه لها طعنات قاتلة على مستوى البطن والظهر جعلتها تصرخ، الأمر الذي جعل من الضحية الثانية يهرول مسرعا لمعرفة ما يجري، لكنه فوجئ بمشهد الجاني وهو يحاول ذبح الضحية، وتدخل محاولا إنقاذها، غير أن الجاني قام بتوجيه طعنات قاتلة له أسقطته أرضا، ليقوم بعدها بذبحهما ومسح آثار الدم من الشقة، وبمجرد عودة والدته من عملها في حدود الساعة الثالثة زوالا، أخبرها أن شقيقيه خرجا لقضاء حاجياتهما، لتتوجه بعد ذلك إلى قاعة الاستقبال لأداء فريضة الصلاة، وبينما كانت ساجدة تقرب منها المتهم ووجه لها طعنات على مستوى الرقبة، وقد حاولت مقاومته غير أنها لم تنج من سكين الغدر، ليتوجه بعدها مباشرة إلى بيت خاله بمدينة بواسماعيل، وقبل آذان الإفطار عاد إلى المنزل وقام بوضع غطاء على جثة والدته ثم خرج للسهر مع أصدقائه، وفي حدود الساعة الواحدة صباحا عاد مجددا أين قضى ليلته في الشرفة قبل أن يتوجه رفقة صديقه في اليوم الموالي إلى مدينة بوسعادة وفي الطريق تخلص من جميع أدلة الإدانة من الحذاء والملابس الملطخة بالدماء وأداة الجريمة إلى جانب بعض مجوهرات والدته، غير أن الجرح الذي أصيب به على مستوى يده اليمنى كان دليلا - حسب الطبيب الشرعي - لتوجه له تهمة قتل الأصول والقتل مع سبق الإصرار والترصد، لأن احتمال مقاومة الضحايا للجاني كان واردة جدا·