جرت أمس بمحكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة في جلسة سرّية دامت أكثر من 04 ساعات محاكمة أمّ عازبة في الثلاثين من عمرها، تدعى »م.ل« أقدمت على حرق ولدها البالغ من العمر 05 سنوات، بالماء الساخن وتعذيبه بطرق وحشية طيلة ثلاثة أيّام قبل أن يلفظ أنفاسه بعدما ضبطها في وضع مخلّ بالحياء مع أحد زبائنها. الجريمة الشنعاء التي راح ضحّيتها طفل رفض رؤية والدته تمارس الدعارة تعود وقائعها إلى شهر سبتمبر 2009 عندما عثرت عليه مصالح الأمن الحضري لحسين داي بداية شهر رمضان في حالة متعفّنة، وقد تمّ اكتشاف أمر الجريمة بناء على البلاغ الذي قدّمته الجانية، والتي تقيم منذ مدّة في قبو عمارة بحسين داي، ضد صديقها البالغ من العمر 39 سنة، تؤكّد فيه أنه هو من قتل ابنها وهو من تكفّل بعملية الدفن تحت جسر ب »لافارش« بحسين داي من جهة الطريق السريع المؤدّي إلى العاصمة. وقامت الشرطة الحضرية لحسين داي فورا بتفتيش المكان الذي تتواجد فيه جثّة الطفل، وبعد القبض على صديقها المسبوق في قضية حرق القرآن الكريم، أنكر قتله للضحّية لكنه اعترف بدفنه بطلب من الجانية، والتي كشفت أثناء استجوابها من طرف عناصر الضبطية القضائية فيما بعد عن جريمتها الشنعاء ضد فلذة كبدها، مبرّرة ذلك بأنه كان يزعجها عندما يزورها زبائنها، وكان يرفض علاقتها بهم ويرميهم بالحجارة. وكان الضحّية يصرخ للفت انتباه الجيران، حيث كانت آخر مرّة زيارة صديقها الذي أودع الحبس رفقتها لتستّره على الجريمة فلمحها طفلها معه وهي في وضعية مخلّة بالحياء، حينها أسرعت إليه وأخذته إلى الحمّام ثمّ أفرغت عليه الماء الساخن. ولم تتوقّف قسوة الأمّ الجانية عند هذا الحدّ، فقد تركت ابنها يصارع الموت لمدّة يومين كاملين داخل القبو الذي فتحته للدعارة، وهو مصاب بحروق وعاهات بليغة لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة يوما قبل حلول شهر رمضان شهر الرّحمة، لتستدعي بعدها مباشرة صديقها المدعو »ب.س« ليتولّى مهمّة دفنه. وعليه، وجّهت لها رفقة شريكها جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد وارتكاب أعمال وحشية وإخفاء جثّة شخص مقتول. أمّا المتّهم الثالث المدعو »د.ن« الذي يتواجد تحت الرّقابة القضائية فقد وجّهت له جنحة عدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر وعدم الإبلاغ عن الجناية، وهي الأفعال التي فنّدها المتّهمون الثلاثة. حيث صرّحت الجانية بأن المتّهم الثاني هو من أقدم على ارتكاب الجريمة حتى يضع حدّا لصراخ ابنها المتواصل، وأنها يوم الواقعة وبينما كانت في غرفة النّوم رفقة شريكها تفاجأت بابنها يفتح الباب، الأمر الذي دفعها إلى حمله خارج الغرفة لتأديبه فوضعته في الحمّام وسألته ماذا شاهد؟ فأخبرها بأنه شاهد صديقها يقبّلها فقامت برشّه ببعض الماء الساخن ولم تكن لديها أيّ نيّة لقتله، وأن المتّهم الثاني هو من قام بزيادة حرارة السخّان، ما أدّى إلى احتراق الصغير. وهو الأمر الذي نفاه هذا الأخير، مؤكّدا أنه عندما لحق بها إلى الحمّام لاحظ أثار الحروق على جسد الصغير، وأنه تولّى عملية دفنه فقط، أمّا المتّهم الثالث فقد أنكر كلّ ما نسب إليه. من جهته، ممثّل النيابة العامّة التمس تسليط عقوبة الإعدام ضد المتّهمة وشريكها لخطورة الوقائع المتابعين بها، فيما التمس تسليط عقوبة 05 سنوات حبسا نافذا ضد المتّهم الثالث. غير أن هيئة المحكمة أقرّت بعد المداولات القانونية بإدانة الأمّ العازبة وشريكها ب 12 سنة سجنا نافذا، كما اقتنعت ببراءة المتّهم الثالث.