بكل برودة يمثل الشاب هشام صاحب 26 ربيعا أمام هيئة محكمة الجنايات، طالب جامعي في الاقتصاد والتسيير، وكأنه ليس من اقترف تلك الجريمة الشنعاء في حق أعز الناس والدته وشقيقيه، هذا الأخير الذي ذبح والدته وهي ساجدة لله وهي تؤدي صلاتها، وقتل أخته وشقيقه ووضع الجثتين فوق بعضهما· فهذا الشاب رد الخير الذي فعلته هذه الوالدة التي تبنته دون أن يعلم أحد من أفراد عائلتها سواها وزوجها، بعدما توفي طفلهما الأول مباشرة بعد ولادته· في بداية الجلسة يواجهه القاضي بالتهمة المنسوبة إليه، وبعد فترة صمت يقول بأنا من ارتكب الجريمة وأعترف بكل شيء''، ولم يتلفظ بأي كلام آخر سوى أنه يؤكد على الوقائع التي يسردها عليه قاضي الجلسة حسب ما جاء في الملف وتصريحاته خلال التحقيق، وكان في كل مرة يتناقض في تصريحاته، بحيث واجهه النائب العام بما أدلى به للطبيب الشرعي الذي كان يجري علية الخبرة العقلية عندما قال بأنه ارتكب الجريمة بعدما شاهد شقيقه وأخته في وضع مخل بالحياء والوالدة علمت وسكتت عن ذلك، ورد عليه المتهم هشام أنه قال ذلك لكن ليس صحيحا، وكان ذلك مجرد سيناريو مغاير للسيناريو الأول الذي حاول من خلاله إبعاد التهمة عنه وذلك عندما قام بسرقة مجوهرات والدته ورماها بمنطقة الأخضرية لتضليل العدالة، وذلك للظن أن الجريمة ارتكبت من أجل السرقة، كما صرح للقاضي أنه كان يتعاطى الأقراص المهلوسة منذ سنة 2007 وكان يسرق من أجل شرائها. وأكد أمام المحكمة أن فكرة قتل والدته وأخويه راودته منذ وفاة أبيه بسبب سوء المعاملة التي كان يتلقاها منهم خلال مرضه، فقبل أشهر من ذلك وهو يخطط للجريمة لكن لم تتح له فرصة تنفيذها إلا بتاريخ 9 سبتمبر ,2007 فحسب ما أكده خلال التحقيق، أنه صبيحة ذلك اليوم نهض صباحا وكان أخوه أحمد صاحب 22 ربيعا وشقيقته نادية البالغة من العمر 20 سنة بالمنزل جالسين أمام التلفاز، نادى على أخته وطلب منها المجيء إلى غرفته، وبعد دخولها إلى الغرفة أقفل الباب وباغتها بطعنات سكين كان يخفيه بخزانته، وهي تصرخ وعندها توجه أخوه أحمد مسرعا لتفقد الأمر، فبعد أن كسر الباب وجه له هو الآخر طعنات أردته قتيلا، وبدون أي رحمة قام هذا الوحش الكاسر بحمل جثة شقيقه ووضعها فوق جثة أخته، ثم نظف المكان من آثار الدماء، وتوجه للاستحمام وكأن شيئا لم يكن، وبقي بالمنزل الكائن بالقبة لانتظار فريسته الثالثة وهي الوالدة التي ربته منذ أن كان رضيعا، في حدود الساعة الثالثة عادت الأم فتيحة إلى منزلها، ولم تجد سوى هشام، سألته عن إخوته فأخبرها أنهما قد خرجا، فتوجهت إلى المطبخ من أجل إعداد وجبة الإفطار، ثم توجهت إلى الصلاة، وبمجرد ركوعها على السجادة، تفاجأت بولدها يمسكها من الخلف وحاول ذبحها فأصابها سطحيا حاولت المقاومة وقامت بعضه على مستوى يده، لكن روح الإجرام كانت أقوى، وقام بطعنها عدة طعنات ثم ذبحها بكل وحشية، وبعدها قام بالاستحمام وغيّر ملابسه ورمى الملابس الملطخة بدماء الوالدة بالقمامة ثم ذهب إلى بيت خاله ببوسماعيل، وعاد ليلا إلى المنزل وغطى جثة والدته برداء، ثم أخذ سيارتها وتوجه إلى منطقة بوسعادة رفقة صديقه وفي طريقه رمى النعل والسكين بالخروبة. ومن أجل التضليل بعث برسائل قصيرة من هاتفها النقال إلى أقاربه على أساس أنها بالسفارة وأخويه بوهران، وفي صبيحة اليوم الموالي عاد إلى العاصمة ليتم إلقاء القبض عليه من قبل مصالح الأمن على مستوى حي عميروش، وعلى أساس جناية القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد التي توبع بها المتهم (ع. هشام)، طالب النائب العام بتوقيع عقوبة الإعدام في حقه لارتكابه أعظم جريمة.