أسدل الستار ليلة أول أمس على فعاليات الطبعة التاسعة من سلسلة الدروس المحمدية التي احتضنتها الزاوية البلقائدية الهبرية الكائن مقرها ببلدة سيدي معروف شرق مدينة وهران وقد تميز اختتام هذه التظاهرة العلمية والدينية التي دامت أسبوعين كاملين بتقديم آخر محاضرة مبرمجة في إطار هذه الدورة عنوانها «حاجة الأمة إلى تقليد الأئمة« لأستاذ علوم الفقه والشريعة الإسلامية أحمد معزوز من الجزائر. وسلط المحاضر الضوء على أدب الاختلاف الفقهي الذي تركه للأمة أئمة المذاهب الأربعة «كتراث صالح لكل زمان من شأنه أن يعين الأمة على ضمان إطار أخلاقي في تعاملاتها في كنف الرحمة والمودة واحترام الرأي والرأي الأخر« وأبرز بالمناسبة «تكامل المذاهب الفقهية فيما بينها« موضحا أنها «مناهج متفرعة تقودنا جميعها إلى الشريعة الإسلامية وأصولها وجذورها المتمثلة في كتاب الله وسنة نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم« وأشار السيد معزوز إلى أن الباحث في التنوع الفقهي الذي ورد في المذاهب الأربعة يجد اجتهادا غزيرا متعدد المناهج يدعو إلى لم الشمل وجمع الكلمة ورص الصفوف ونبد التفرقة إعلاء لكلمة الله وحفاظا على المجتمع وسبيلا لتطويره وترقية جميع مجالاته الحياتية. وقد خصت هذه الطبعة من الدروس المحمدية بمحور رئيسي موسوم ب «أئمة المذاهب الفقهية الأربعة« وتحت شعار الآية الكريمة «فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون« وقد عرفت الطبعة تقديم محاضرات تناولت جوانب عدة متصلة بالمحور مثل مناقب وأثار الأئمة الأربعة وإسهاماتهم في نشر تعاليم الدين الإسلامي وترسيخ الأحكام الشرعية للإسلام خدمة للدين والمجتمع وتطرق المحاضرون أيضا إلى مسائل عديدة مثل ضوابط الفتوى وشروط وأحكام الاجتهاد إلى جانب أدب الخلاف الفقهي ودور المذاهب الأربعة في الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية ومناهجهم في محاربة الغلو ونبذ التطرف. وقد شهدت هذه الطبعة مشاركة نخبة من علماء وفقهاء الشريعة الإسلامية من عدة أقطار عربية منها تونس وسوريا ومصر والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ولبنان والسودان والأردن وكذا مشايخ من مختلف مناطق الوطن.