قالت القوات العراقية إنها احتجزت نحو عشرين ألف شخص من النازحين الذين فرّوا من المعارك بينها وبين تنظيم الدولة الإسلامية في الفلوجة (غربي بغداد) بينما تشهد قرى سنية في ديالى موجة نزوح نتيجة تهديدات من مليشيات طائفية. وذكرت خلية الإعلام الحربي في قيادة العمليات المشتركة المسؤولة عن مكافحة تنظيم الدولة إن عدد الذين تم حجزهم للتحقق مما إذا كان بينهم جهاديون يحاولون الفرار نحو عشرين ألف نازح مشيرة إلى أن بين هؤلاء 2185 مطلوبا وفق مذكرات أو معلومات أو شهادات مواطنين عليهم. وأضافت أنه تم الإفراج عن 11605 نازحين ليصبح مجموع الذين تم تدقيقهم 13 ألفا و790 نازحا لافتة أن المتبقين قيد التدقيق نحو سبعة آلاف والعمل متواصل على إكمال التدقيق في مركز الاحتجاز في الحبانية (شرق الفلوجة). وكان عشرات آلاف المدنيين فروا من الفلوجة مع تقدم القوات العراقية مدعومة بمليشيات لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة ولدى خروجهم من المدينة تعرض قسم من هؤلاء للاحتجاز على أيدي القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها التي اتهمها بعضهم بأنها عاملتهم بقسوة وصلت إلى حد الضرب والتعذيب. ويبدي بعض المسؤولين والجماعات الحقوقية قلقهم حيال حالات تعذيب وانتقام طائفي ضد سكان الفلوجة السنة على أيدي مليشيات الحشد الشعبي الشيعية. وتتواتر قصص معاملات سيئة للمجتمعات السنية في مواقع مختلفة بالعراق من قبل مليشيات الحشد الشعبي التي تستغل حالة الحرب على تنظيم الدولة. وفي مطلع جوان الجاري دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة العراقية إلى التحقيق في التقارير التي تؤكد وقوع انتهاكات من قبل قواتها ضد المدنيين خلال عملية استعادة السيطرة على الفلوجة. وأجرت المنظمة سلسلة من اللقاءات تثبت ادعاءات قيام عناصر من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي بإعدام نحو 17 شخصا من الفارين من منطقة السجر (شمال شرق الفلوجة). وأرفقت المنظمة تقارير تشير إلى أن بعض المدنيين تعرضوا للطعن حتى الموت وآخرين سحلوا بعد ربطهم بالسيارات في منطقة الصقلاوية (شمال غرب الفلوجة). وغير بعيد عن الفلوجة قالت مصادر أمنية في مدينة المقدادية (شمال شرق محافظة ديالى) إن العديد من قرى المدينة ذات الأغلبية السنية تشهد حاليا موجة نزوح كبيرة بعد قيام مليشيات الحشد الشعبي بتهديد سكانها بالقتل إن لم يغادروا خلال ثلاثة أيام.