رجال معتقلون ونساء وأطفال مشردون ** تتواصل جرائم الإبادة في الفلوجة العراقية فلم يسلم من هذه المجازر حتى النازحون الفارون من الموت إلى الموت ورغم أصوات التنديد العالمية إلا أن المليشيات تتمسك بسيوفها لتكمل عملية النحر الأكبر ! ق.د/وكالات رغم اعتراف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بارتكاب بعض المقاتلين المشاركين في معركة الفلوجة أخطاء بحق أهالي الفلوجة وتعهده بعدم التساهل في مسألة انتهاك حقوق الإنسان فإن روايات الانتهاكات بحق سكان الفلوجة ومحيطها ما زالت ترد. فقد وصف معتقلون مفرج عنهم من أهالي الفلوجة ومحيطها كيف تم اعتقالهم من مناطقهم وتحديدا من بلدتي الصقلاوية والأزركية. ومن هؤلاء المفرج عنهم أبو عبد لله المحمدي -في الثلاثين من عمره- قال إنه مع أعداد كبيرة من أهالي الصقلاوية نساء وأطفالا ورجالا توجهنا نحو القوات العراقية رافعين الرايات البيضاء وسلمنا أنفسنا وبعد ساعات تم فصل النساء والأطفال عن الرجال . وأضاف أن الرجال نقلوا إلى جهة غير معلومة بعد أن تم تكبيل أيديهم وإعصاب عيونهم ومن ثم وضعوا في غرف حيث ضربوا بالعصي والأنابيب واتهموا بالانتماء إلى تنظيم الدولة . وقال أبو عبد الله إن بعض المعتقلين مورست بحقهم أبشع أساليب التعذيب حيث أجبروا على شرب بول بعضهم كما أجبر أحد المعتقلين على شرب دم معتقل كان ينزف. مفقودون من جهته أوضح المستشار الإعلامي لمحافظة الأنبار (غربي العراق) عبد القادر سعدي أن نحو أربعمئة مدني من الذين اعتقلوا من مناطق السجر والصقلاوية والأزركية لا يعرف مصيرهم بعد أن أطلقت القوات الأمنية العراقية ومليشيات الحشد الشعبي سراح 605 مدنيين. ولفت سعدي إلى أنه مورس بحق المعتقلين التعذيب الشديد لدرجة أن خمسة منهم قضوا نتيجة ذلك. وأضاف سعدي أنه من خلال لقائه بالمعتقلين في عامرية الفلوجة تحدث معظم المفرج عنهم عن عدم وجود ممرات آمنة كان يفترض أن توفرها الحكومة العراقية. وأشار إلى أنه بدلا من ذلك كانت هناك مليشيات الحشد تنتظر الفارين كي تمارس بحقهم أبشع أساليب التعذيب. وذكر أن نحو ثلاثة آلاف من المدنيين الفارين من المعارك محتجزون في عامرية الفلوجة وهم قيد التحقيق. جرائم حرب أما رئيس منظمة الفلوجة للإغاثة الإنسانية خالد الصكر فقد اتهم القوات العراقية ومن معها من مليشيات بارتكاب جرائم ترقى لجرائم حرب في الصقلاوية حيث مورس بحق مدنيين عزل خلال لجوئهم لقوات الجيش شتى أنواع التعذيب. وقال إنه بعد أن تم عزل النساء والأطفال عن الرجال بدأت الممارسات السيئة بحق الرجال أمام أنظار عائلاتهم ومن ثم تم نقلهم إلى معسكرات تابعة للجيش العراقي منها معسكر المزرعة وثكنات عسكرية تابعة لمليشيا الحشد الشعبي في منطقة المعامل شرق الفلوجة. وأضاف أنه وبحسب شهود عيان الذين أدلوا بشهاداتهم فإن المليشيات قامت بإعدامات جماعية بحق مدنيين ودفنهم بالجرافات وحرق آخرين وهم أحياء ومنهم من اغتصبوا مضيفا أن معظم المفرج عنهم يعانون من مرض العجز الكلوي والكسور والحروق والتشوهات الجسدية. وأوضحت منظمات إنسانية أن المحتجزين لدى السلطات المحلية في عامرية الفلوجة -معظمهم من بلدة الصقلاوية- يعانون ظروفا إنسانية وصحية صعبة بسبب التعذيب من قبل المليشيات قبل إطلاقهم. وناشد ذوو المعتقلين الحكومة العراقية إطلاق سراحهم فورا كما دعت منظمات إنسانية الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيقات من قبل جهات محايدة ومستقلة في مزاعم القتل والتعذيب لمدنيين فروا من المعارك على أيدي قوات الأمن العراقية ومليشيات الحشد الشعبي. علاوي: الفلوجة تتعرض لتطهير طائفي ومن جهته انتقد رئيس الوزراء العراقي السابق زعيم ائتلاف القوى الوطنية إياد علاوي تعرض أهالي مدينة الفلوجة لعمليات تطهير طائفي مطالبا بحماية المدنيين وتقديم من يرتكب تلك الجرائم للمحاكمة. وأكد على قناعته بأن الانتهاكات التي تعرض لها أهالي الفلوجة على يد قوات الأمن والحشد الشعبي خلال عملية استرداد المدينة من قبضة تنظيم الدولة ستترك آثار سلبية على النسيج الوطني العراقي في المستقبل. وكشف علاوي أنه طالب الحكومة مرارا بأن تكون القوات المسلحة هي المعنية بتحرير المدينة وأن يكون الحشد الشعبي خارجها غير أنه أضاف لكن هذا لم يحدث حيث تقوم بعض المجموعات المنفلتة من الحشد الشعبي بالمشاركة في العمليات وهذا يؤكد أن هناك أهدافا عدة داخل الحكومة والمجموعات المشاركة . وقال إنه عندما تحرك لإخراج مسلحي تنظيم القاعدة من الفلوجة خلال فترة رئاسته للوزراء حرص على تأمين السكان المدنيين والاعتماد على عشائر المدينة في العملية العسكرية كما اعتمد 350 مليون دولار وطلب من الحكومة الأميركية دفع مثل هذا المبلغ بحيث تمكن من توفير 700 مليون دولار ومن ثم قام بتسليم كامل المبلغ إلى الوزير حاتم الحسني من الحزب الإسلامي مشيرا إلى أن كل هذه الإجراءات لم تتخذ في عملية الفلوجة الحالية. وشدد على أن الجانب السياسي مفقود بالكامل في عملية استرداد الفلوجة وهذا يعني أن الانتصار في المعركة لا يعني انتهاء الحرب لافتا إلى أن عدم عودة النازحين في مناطق حزام بغداد -كجرف الصخر وغيرها- إلى منازلهم حتى الآن دفع أهالي الفلوجة للوقوف على الحياد وهو ما جعلهم لاحقا يدفعون الثمن عبر انتقام المليشيات أو الحصار الذي دفع بعض المواطنين للانتحار من الجوع. وأدان علاوي بشدة مشاركة قاسم سليماني في معارك الفلوجة قائلا هذا مسؤول في بلد لا يضمر المحبة للعراق ولا يجوز تعيينه مستشارا عسكريا في العراق ولا سيما أن ظهوره على مسرح الفلوجة بشكل واضح قد يؤدي لظهور إرهاب أخطر من الموجود حاليا . وأردف قائلا كان هناك أشخاص يتعاونون معنا في الموصل بكشف مواقع الإرهاب لكنهم توقفوا نتيجة ما حدث لأهالي الفلوجة لأنهم فقدوا الثقة في الحكومة والأجهزة الأمنية . وأكد علاوي أن استمرار المناخ السياسي الذي يقوم على الإقصاء والتهميش والطائفية السياسية والترويع يشكل مناخا حاضنا للإرهاب داعيا لاستثمار الصحوة والمظاهرات الشعبية في المدن الشيعية التي ترفض الطائفية وتتضامن مع أهالي الفلوجة من أجل وقف الخطاب الطائفي. وختم قائلا عروبة العراق مهددة وكذلك وحدته ومع ذلك لدي أمل بألا تودي هذه الأزمة إلى انقسام العراق بالرغم من وجود دعاة كثر لتقسيمه سواء من الانفصاليين الأكراد أو الطائفيين الشيعية والسنة .