بعد قطيعة استمرت 6 أعوام تركيا تطبّع علاقاتها مع الكيان الصهيوني رسميًا وقع الكيان الصهيوني على اتفاق تطبيع العلاقات مع تركيا أمس الثلاثاء داخل مقر وزارة الخارجية الصهيونية بالقدس الغربية وذلك تزامنًا مع توقيعه من قبل مدير عام وزارة الخارجية التركية في أنقرة . وقال عمانوئيل نخشون المتحدث بلسان الخارجية في تصريح مقتضب: وقع مدير عام وزارة الخارجية دوري غولد الإتفاق مع تركيا. وقالت الإذاعة العبرية العامة (رسمية) إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الكابينت سيجتمع غدًا الأربعاء برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل إقرار الإتفاق. ولفتت إلى أنه لاحقًا سيطرح الاتفاق على طاولة الكنيست لمدة 14 يومًا كما تلزمه الاجراءات المتبعة لإقرار معاهدات دولية ليدخل بعد هذه الفترة الإتفاق حيز التنفيذ رسميا. وقد أعلنت تركيا وإسرائيل رسميًا أمس التوصل إلى إتفاق لإعادة العلاقات بينهما. وتوترت العلاقة بين البلدين عقب هجوم إسرائيل على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية في 31 ماي 2010 وأسفر الهجوم الذي وقع في المياه الدولية عن مقتل 9 ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة فيما توفي آخر في وقت لاحق متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء ذلك الهجوم. وعقب الهجوم استدعت تركيا سفيرها من تل أبيب وطالبت إسرائيل بالاعتذار فورا عن الهجوم ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة. ولم تتخذ إسرائيل أي خطوات في هذا الاتجاه ما دفع تركيا إلى تخفيض علاقاتها مع إسرائيل إلى أدنى مستوى حيث خفضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال وعلقت جميع الاتفاقات العسكرية بين الجانبين. وفي 22 مارس 2013 قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان اعتذارا باسم إسرائيل بخصوص قتلى ومصابي مافي مرمرة وقبل أردوغان الاعتذار باسم الشعب التركي. وفي أوقات لاحقة جرت مفاوضات بين البلدين لإعادة تطبيع العلاقات بينهما بينما تصر أنقرة على تنفيذ تل أبيب شرطيها المتبقيين وهما: دفع تعويضات لعوائل ضحايا الاعتداء على سفينة مافي مرمرة ورفع الحصار عن قطاع غزة. هذه تفاصيل اتفاق التطبيع أعلنت تركيا تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه مع إسرائيل لتطبيع العلاقات بينهما بعد قطيعة استمرت 6 أعوام. وأوضح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن الجانبين اتفقا على نص تفاهم بخصوص تطبيع العلاقات الثنائية بينهما معلنا أن المرحلة الأولى من التطبيع ستبدأ عقب التوقيع على نص التفاهم الثلاثاء 28 جوان من قبل مستشار وزارة الخارجية التركية ونظيره الإسرائيلي. وقال يلدريم إن تفعيل السفارات وإعادة السفراء لدى الدولتين سيتم حال مصادقة الطرفين على التفاهم مشيرا إلى أن البرلمان التركي سيتولى عملية المصادقة من جانبها ستقوم الوزارات المعنية في تل أبيب بالمصادقة لدى الجانب الإسرائيلي. ويتضمن التطبيع التركي الإسرائيلي استكمال مؤسسة الإسكان التركية مشاريعها في غزة وتسريع إنشاء المنطقة الصناعية في منطقة جنين. وأما بخصوص السبب الرئيس لتفاقم القطيعة بين الجانبين أي حادث هجوم القوات الإسرائيلية على سفينة المساعدات التركية التي كانت متوجهة إلى غزة مافي مرمرة ستقوم تل أبيب بدفع 20 مليون دولار كتعويضات للجرحى وذوي القتلى الهجوم. وقال يلدريم: التفاهم الذي تم التوصل إليه يساهم بشكل كبير في رفع الحصار المفروض على فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة ويتضمن دفع تعويضات لأهالي ضحايا سفينة مافي مرمرة والأهم من كل هذا فإنه حقق الشرط الأهم المتمثل في تقديم الحكومة الاسرائيلية اعتذارا رسميا لتركيا بسبب اعتدائها على السفينة عام 2010 . وعلّل يلدريم استغراق التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل وقتا طويلا وذلك بسبب الصعوبات والعزلة التي واجهها الفلسطينيون القاطنون في غزة أثناء حياتهم اليومية ومنع إسرائيل وصول المساعدات والدعم الدولي لهم فقد أجريت محادثات طويلة بين الطرفين انتهت بالتوصل إلى قرار في هذا الصدد. ومن المقرر أن تنطلق يوم الجمعة المقبل أول سفينة إلى ميناء إسدود الإسرائيلي وعلى متنها أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة.