أعلنت تركيا وتل أبيب في مؤتمرين صحفيين متزامنين بأنقرة و روما، التي يزورها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حاليا عن اتفاق تطبيع العلاقات الثنائية بينهما. وأعلن رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، من أنقرة عن تطابق بنود الاتفاق مع للتسريبات الصحافيّة، والتي شملت دفع تعويضات لذوي شهداء أسطول الحريّة، حيث التزم الاحتلال بدفع 20 مليون دولار تعويضات لأقارب ضحايا سفينة "مافي مرمرة"، وبناء مشفى ومحطة طاقة في قطاع غزّة، بالإضافة إلى أن الاتفاق سيسرّع بناء المنطقة الصناعية التركية في جنين، كما أعلن أن أولى قوافل المساعدات إلى غزّة، ستنطلق يوم الجمعة المقبل إلى ميناء إشدود الإسرائيلي وعلى متنها أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية"، وأن تركيا 'لن تتراجع عن دعم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، موضحًا أن التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل أخذ وقتًا طويلًا 'بسبب الصعوبات والعزلة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة، خلال حياتهم اليومية، ومنع إسرائيل وصول المساعدات والدعم الدولي لهم، حيث أجريت محادثات طويلة بين الطرفين"، انتهت بالتوصل الى قرار في هذا الصدد. وقال نتنياهو بأنه سيكون للاتفاق مع تركيا إنعكاسات ايجابية كبيرة على اقتصاد الاحتلال. ونفت حماس بأن تكون قد وافقت على الاتفاق. وقال عضو المكتب السياسي للحركة اسامة حمدان أن الاتفاق هو قرار تركي لا علاقة لحماس به. واعتبر مصدر حكومي في أنقرة الاتفاق نصرا دبلوماسيا لتركيا على الرغم من رفض إسرائيل رفع الطوق الأمني المفروض على قطاع غزة. وبعد الإعلان عن الاتفاق، عقّب يتسحاق هرتسوغ، زعيم حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض، إن موافقة إسرائيل على دفع تعويضات مالية لتركيا "غير معقول". وقال هرتسوغ للصحافة: "عودة العلاقات مع تركيا إلى طبيعتها هي هدف سياسي هام، ولكن دفع التعويضات المالية لأشخاص اعتدوا على أفراد الجيش الإسرائيلي أمر لا يعقل". وفي ذات السياق، اعتبر قيادي بارز في حزب "الليكود" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن موافقة إسرائيل على دفع تعويضات مالية لتركيا بمثابة "إذلال". وقال جدعون ساعر، وهو وزير سابق، للإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية)، إن الاتفاق سيئ، وحثّ نتنياهو بعد التوقيع عليه. يذكر أنّ العلاقة بين تركيا وتل أبيب، توترت ، في 2010، عقب هجوم قوات الاحتلال على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية وأسفر الهجوم، الذي وقع في المياه الدولية، عن مقتل 9 ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة"، فيما توفي آخر في وقت لاحق، متأثرا بجراحه. وعقب الهجوم، استدعت تركيا سفيرها من تل أبيب، وطالبت إسرائيل بالاعتذار فورا عن الهجوم، ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه، ورفع الحصار المفروض على غزة.