يحتدم الجدل في الأوساط السياسية التركية حول سعي الحكومة لإعادة العلاقات مع إسرائيل، حيث عقد الطرفان لقاء سريا في سويسرا مؤخرا، وتوصلا إلى اتفاق مبدئي. وقال عمر جليك، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، الأحد 20 ديسمبر: "لن يكون هناك أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، ما لم تعتذر الأخيرة عن اعتدائها على سفينة مافي مرمرة، وما لم ترفع حصارها عن قطاع غزة".من جانبه، أعرب كمال كيلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب التركية المعارضة، عن دعم حزبه للخطوات التي تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، معتبرا أن ذلك "يصب في صالح تركيا".وفي المقابل، استنكرت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية(IHH)، في بيان نشرته على موقعها الرسمي على الإنترنت، السعي التركي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بالقول: "لا ينبغي لتركيا نسيان ما حدث للسفينة مافي مرمرة عام 2010، في سبيل الحصول على الغاز الطبيعي من إسرائيل".ورأت الهيئة، أن "أي اتفاق سيوقع بين تركيا وإسرائيل هو اتفاق معاد لتركيا وفلسطين وشعوب الشرق الأوسط".وحسب مصادر تركية مطلعة، فإن الاتفاق المبدئي بين أنقرة وتل أبيب ينص على إعادة تبادل السفيرين بين البلدين، وإسقاط جميع الدعاوي القضائية التركية المرفوعة ضد إسرائيل، مقابل دفع إسرائيل تعويضات تتراوح بين 20 و23 مليون دولار لضحايا سفينة مافي مرمرة، وإخراج قياديي حماس صالح العاروري من الأراضي التركي، والتفاهم حول تجارة الغاز الطبيعي بين البلدين. وكان القوات الإسرائيلية، قد هاجمت سفينة "مافي مرمرة" في 31 ماي عام 2010، وهي في طريقها إلى قطاع غزة محملة بالمساعدات الإنسانية، من أجل فك الحصار عن القطاع، وأسفر الهجوم عن مقتل عشرة أشخاص تسعة منهم أتراك.