فصلت أوّل أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في قضية الشرطي ح· عبد الكريم بإدانته بالسجن النّافذ 10 سنوات لارتكابه جناية محاولة القتل العمدي وتخريب ملك الغير والسكر العلني السافر والإخلال بالنّظام العام بعد إطلاقه النّار على ثلاثة أشخاص بساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة· تفاصيل القضية تعود إلى ليلة 3 أفريل 2010، حيث كان المتّهم كان ثملا فقصد أحد محلاّت الأكل السريع بيتزيريا في ساحة البريد المركزي، أين طلب من صاحب المحلّ إعطاءه قداحة لإشعال السيجارة، غير أن صاحب المحلّ ردّ عليه بالسلب بالقول أنه لا يملك قداحة، فجنّ جنون الشرطي الذي لم يكن في كامل قواه العقلية وأطلق عليه عيارات نارية تفاداها بأعجوبة هذا الأخير وسارع إلى غلق المحلّ فور خروج الشرطي واتّصل بالشرطة من أجل التدخّل· غير أن الشرطي واصل سيره في شارع حريشاد، حيث كان يقوم بكسر زجاج السيّارات والتلفّظ بعبارات نابية، فقام بالاعتداء على كلّ من وجده أمامه، وكان من بين الضحايا شخصان يتبادلان الحديث داخل سيّارة من نوع رونو 4، إذ وجّه لأحدهما عيارات نارية أصيب على إثرها بجروح، ثمّ وجّه سلاحه إلى رأس الثاني، وهنا تدخّلت فرقة من الشرطة القضائية واعتقلته بعد أن تعقّبته بناء على معلومات من صاحب المحلّ الذي نجا من طلقات الرّصاص· المتّهم اعترف أثناء استجوابه من طرف هيئة المحكمة بالتّهمة المنسوبة إليه، مؤكّدا أنه ساعة ارتكابه للجريمة لم يكن في كامل قواه العقلية، بل كان تحت تأثير الكحول التي تناول كمّية كبيرة منها مطالبا بإفادته بأقصى ظروف التخفيف، خاصّة وأن أفعاله تسبّبت في قطع عيشه بعدما تمّ فصله من منصبه· غير أن ممثّل الحقّ العام اعتبر الوقائع جدّ خطيرة ولم تقنعه المبرّرات التي ركّز عليها المتّهم، ما جعله يلتمس ضده عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، قبل أن تقرّ هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية الحكم السالف ذكره·