الشاب الذي أصيب برصاصة طائشة خرجت من مسدس شرطي متهور/ تصوير: يونس أوبعييش استمع أمس وكيل الجمهورية لمحكمة سيدي أمحمد إلى الشاب الذي أصيب برصاصة طائشة خرجت من مسدس شرطي كان في حالة سكر متقدمة، أثار الرعب وسط السكان والمارة ليلة الخميس الماضي في حدود الساعة التاسعة مساء... حيث أقدم على إطلاق عيارات نارية على شاب يعمل في أحد محلات بيع الأكل السريع بشارع "العربي بن مهيدي" وسط العاصمة على بعد أمتار من ساحة الأمير عبد القادر، ولحسن الحظ استطاع الشاب النجاة بأعجوبة، فيما أصابت رصاصة أخرى شخصا ثانيا في الرأس واليد مما استدعى نقله على جناح السرعة إلى مستشقى مصطفى باشا. وحسب ما صرح به الناجي من الموت "غ.ناظم" ل"الشروق" والذي كان في مسرح الجريمة، فإن الشرطي الذي لم يكن يرتدي البذلة الرسمية دخل إلى محل الأكل السريع "بيزيريا" المحاذي لمحل المجوهرات بشارع العربي بن مهيدي، وبالضبط بساحة الأمير عبد القادر في حدود الساعة التاسعة ليلا وهو في حالة سكر متقدمة، وطلب من أحد الشبان الذين يعملون بالمحل منحه ولاعة لإشعال السيجارة، فأجابه الشاب بأنه لا يملك ولاعة ولا يدخن، لكن الشرطي، أشهر سلاحه في وجه الشاب ليطلق رصاصة تمكن هذا الأخير من تفاديها بأعجوبة، لكنها تسببت في كسر الزجاج الخارجي للمحل، واستطاع بعض الشباب الذين كانوا داخل المحل تهدئة الشرطي الذي بدأ يصرخ بأعلى صوته "سوف أقتلكم جميعا.. ولا أحد منكم يغادر مكانه"، فيما سارع صاحب المحل إلى إغلاق محله بعد خروج الجاني واتصل بمصالح الشرطة. ويضيف ذات المتحدث أن الشرطي بعد أن خرج من المحل توجه إلى النصب التذكاري بساحة الأمير عبد القادر ومكث هناك لأكثر من نصف ساعة قبل أن يتوجه إلى شارع "حريشاد" المحاذي لمقر بلدية الجزائر الوسطى ودار الثقافة ليشرع في تحطيم زجاج السيارات والتلفظ بعبارات مخلة بالحياء والأداب العامة والاعتداء على كل شخص يصادفه بالطريق. ومع حالة الذعر التي خلقها الجاني بالمكان فإن تدخل رجال الأمن لإيقافه كان متأخرا مما أدى به إلى توجيه أعيرة نارية أخرى تجاه شخصين كانا يتبادلان الحديث في سيارة من نوع مازدا 626 أصابت الضحية "طارق.د" في اليد والرأس، جعله يسقط على الأرض جثة هامدة، في حين نجا الشخص الثاني بأعجوبة، بعد أن حاول الهروب والإستنجاد برجال الحماية المدنية حسب ما صرح به ل"الشروق"، حيث أجبره على العودة إلى السيارة، أين صوب سلاحه على رأسه، مما جعل الشاب يردد "لا إله الا الله محمد رسول الله.." على حد قوله، لكن عناصر من فرقة الشرطة القضائية تمكنوا من إنقاذه في الوقت المناسب، حيث جرى اعتقال المتهم في الوقت الذي أبدى فيه مقاومة شديدة جعلته يصاب بحالة من الهيستريا غير العادية. فيما تم نقل الضحية المصاب على جناح السرعة إلى مستشفى مصطفى باشا، أين تم استخراج الرصاصة من رأسه، حيث صرح ل"الشروق" أنه رأى الموت لولا أن الأعمار بيد الله. الشرطي ولدى وتوقيفه والتحقيق معه، صرح بأنه لم يفعل شيئا، وإنما كان بصدد محاربة المجرمين، في حين تم إيداعه الحبس المؤقت وتجريده من سلاحه بأمر من وكيل الجمهورية لمحكمة سيدي أمحمد إلى حين استكمال التحقيق في ملابسات القضية.