سبّبت خسائر كبيرة وساهمت في رفع درجة الحرارة ** خوف و هروب ببومرداس.. وخسائر فادحة في جيجل أفراد الجيش يساعدون الحماية في إطفاء الحرائق.. ف. هند أدخلت سلسلة الحرائق التي شهدتها العديد من مدن البلاد في الأيام والساعات الأخيرة حالة من الرعب في قلوب ملايين الجزائريين سواء منهم المقيمين في مناطق الحرائق أو مناطق قريبة منها بل وحتى المقيمين بمدن مجاورة لاسيما بعد أن تسببت الحرائق التي شهدتها بومرداسوجيجل في خسائر فادحة كما ساهمت في ارتفاع درجات الحرارة بمناطق الحرائق وما جاورها ولم يتوان سكان بعض البلديات التي وقعت بها الحرائق في الهروب بشكل جماعي خشية حصول الأسوأ. خلفت الحرائق المهولة وكثافة الدخان المنبعثة التي غطت الجبال المحيطة بمدينتي الثنية وتيجلابين شرق بومرداس التي نشبت ليلة الجمعة وتواصلت إلى صباح السبت ذهولا وخوفا كبيرا في أوساط السكان. هروب جماعي.. ودفعت هذه الحرائق حسب شهادة عدد من السكان بالعديد من العائلات سواء بالمناطق المتضررة أو تلك المجاورة لها إلى مغادرة منازلهم بشكل سريع تاركين ورائهم كل شيء خوفا على حياتهم. كما كانت الحرارة الشديدة الناجمة عن كثافة الحرائق استنادا إلى شهادة عدد آخر من السكان سببا آخرا لعدد من العائلات لترك والهروب من منازلهم التي تحولت حسب شهاداتهم إلى جحيم لا يطاق بحثا عن نوع من الهواء البارد في أماكن مختلف من شوارع المدينة أين قضوا ليلتهم. وأكد السيد عمر.ب رب عائلة من سكان وسط مدينة الثنية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن عينيه لم تصدقا ما شهدته ليلة أمس في سابقة أولى من نوعها نظرا لهول الحرائق و حجم وكثافة الدخان المنبعث في السماء مشكلا سحبا داكنة تثير الرعب في النفوس. فضلت أنا وعائلي- يضيف السيد عمر- الخروج والهروب إلى الشوارع المحيطة خوفا على حياة أولادي وعائلي من النيران أن تصل إلى منزلنا خاصة وأنها كانت (النيران) تتنقل من مكان لآخر بسرعة جراء الرياح الكبيرة التي كانت تصاحبها . ولم يعد غالبية السكان الذين غادروا ديارهم إلا بعد إخماد كل النيران في حدود الساعة السابعة من صباح السبت وبداية الانخفاض في درجة الحرارة المرتفعة حسب شهادة عدد أخر من العائلات. لا خسائر بشرية.. من جهة أخرى أكد رئيس بلدية تيجلابين إبراهيم جيار بأنه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية جراء الحرائق التي أتت على 35 هكتارا من الأحراش والأدغال والأشجار على مستوى منطقة أهل الواد ودوار أولاد علي بضواحي البلدية. كما أكد بأنه لم تسجل أي خسائر في السكنات اللهم إلا تعرض سكن جاهز (شالي) واحد بمنطقة بني فودة 2 بضواحي تيجلابين للاحتراق دون تعرض العائلة التي تقطنه لإصابات تذكر. كما أكد رئيس بلدية الثنية أحمد باندو عدم حدوث أي خسائر بشرية جراء الحرائق المهولة التي أتت على نحو 45 هكتارا من الأحراش والأدغال والأشجار المختلفة على مستوى عدد من قرى والمداشر المحيطة بمدينة الثنية. واستقبل مستشفى الثنية ببومرداس ما لا يقل عن 30 شخصا أصيبوا بحالات اختناق جراء الدخان الكثيف المنبعث من الحرائق التي شبت أمس الجمعة إلى السبت بثلاث بلديات ببومرداس حسب مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية للثنية. وأوضح السيد موسي زغدودي بأن جزء كبير من الأشخاص الذين تعرضوا للاختناق تنقلوا إلى المستشفى بوسائلهم الخاصة وجزء أخر نقلوا عن طريق سيارات الإسعاف وغادروا المستشفى كلهم بعد تلقيهم العلاج الضروري. وساهم المخطط الإستعجالي الذي تم وضعه بالمستشفى تحسبا لعطلة العيد المتبوعة بعطلة نهاية الأسبوع -يضيف- السيد زغدودي في التكفل الكلي والجيد وبشكل سريع بكل الأشخاص الذين تعرضوا للاختناقات بعين المكان وعدم نقل أو تحويل أي أحد منهم إلى جهات إستشفائية أخرى. من جهة أخرى وفيما تعلق بانقطاعات الكهرباء التي صاحبت اندلاع الحرائق واستمرت الى غاية إخمادها ذكر مصدر من مؤسسة توزيع الكهرباء بالولاية بأن المصالح المعنية سارعت في عملية إصلاح الأعطاب التي حدثت في شبكة التوزيع وتم الانتهاء منها وإعادة الكهرباء للزبائن في الساعات الأولى من نهار اليوم. يذكر أن مصالح الحماية التي لقيت صعوبات كبيرة للتدخل وإخماد الحرائق سخرت نحو 100 عون من مختلف وحدات الولاية وبتدعيم من الوحدة الرئيسية من الحميز بالجزائر العاصمة. وسخرت كذلك ما لا يقل عن 20 شاحنة إطفاء وعدد معتبر من سيارات الإسعاف والاتصال وغيرها من وسائل وعتاد الإطفاء. ثلاثة حرائق بزيامة منصورية اندلعت 3 حرائق بزيامة منصورية (غرب جيجل) ليلة الجمعة إلى السبت متسببة في إتلاف ما يقارب 60 هكتارا من الثروة الغابية للمنطقة حسب ما علم أمس السبت من مسؤولي الحماية المدنية. وأوضح ذات المصدر بأن عناصر الحماية المدنية ما زالوا يقومون بإخماد ألسنة نار حريق شب بأعالي نفق زيامة منصورية على طول الطريق الوطني رقم 43 (جيجل-بجاية) مشيرا إلى أن تدخل عناصر الحماية المدنية يشمل 5 كلم. واستنادا للملازم أول كمال صايب رئيس وحدة الحماية المدنية فقد بلغ حجم الخسائر التي تسبب فيها هذا الحريق 55 هكتارا من الأحراش وأشجار بلوط الفلين والأدغال. كما تم تسجيل حريق ثان على الطريق الولائي رقم 139 ب بين زيامة منصورية وإراقن حسبما صرح به لوأج ذات الضابط موضحا بأن هذا الحريق الذي تم التحكم فيه حوالي الساعة السادسة صباحا تسبب في إتلاف 3 هكتارات من الأحراش والأدغال. وشب أيضا حريق ثالث بحي سونلغاز على بعد أمتار قليلة من مدينة زيامة منصورية حسبما أوضحته مصالح الحماية المدنية مشيرة إلى أنه تم إخماد هذا الحريق الذي تسبب في إتلاف مساحات هامة من الأحراش عند الساعة الثامنة صباحا. واستنادا لذات الضابط فقد كانت عمليات إخماد الحرائق صعبة بسبب على وجه الخصوص درجات الحرارة المرتفعة وسرعة الرياح. وعلاوة على الحماية المدنية فقد شارك كل من أعوان الغابات وعناصر الجيش الوطني الشعبي في عمليات التدخل من أجل التحكم في هذه الحرائق التي سخرت لها أيضا إمكانات هامة من بينها تلك الخاصة بالرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات الذي تم وضعه مطلع جويلية الجاري. وكإجراء وقائي تم الإبقاء على الموقع الثقافي والسياحي الكهوف العجيبة الذي كان من المزمع فتح أبوابه أمام الجمهور مغلقا حسبما ذكرته مديرية الحظيرة الوطنية لتازة المكلفة بتسييره.