خلفت الحرائق المهولة وكثافة الدخان المنبعثة التي غطت الجبال المحيطة بمدينتي الثنية وتيجلابين شرق بومرداس التي نشبت ليلة أمس الجمعة وتواصلت إلى صباح اليوم السبت ذهولا وخوفا كبيرا في أوساط السكان. ودفعت هذه الحرائق حسب شهادة عدد من السكان بالعديد من العائلات سواء بالمناطق المتضررة أو تلك المجاورة لها إلى مغادرة منازلهم بشكل سريع تاركين ورائهم كل شيء خوفا على حياتهم. كما كانت الحرارة الشديدة الناجمة عن كثافة الحرائق استنادا إلى شهادة عدد أخر من السكان سببا أخرا لعدد من العائلات لترك والهروب من منازلهم التي تحولت حسب شهاداتهم إلى جحيم لا يطاق بحثا عن نوع من الهواء البارد في أماكن مختلف من شوارع المدينة أين قضوا ليلتهم. وأكد السيد عمر.ب رب عائلة من سكان وسط مدينة الثنية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن عينيه لم تصدقا ما شهدته ليلة أمس في سابقة أولى من نوعها نظرا لهول الحرائق و حجم وكثافة الدخان المنبعث في السماء مشكلا سحبا داكنة تثير الرعب في النفوس. "فضلت أنا وعائلي- يضيف السيد عمر- الخروج والهروب إلى الشوارع المحيطة خوفا على حياة أولادي وعائلي من النيران أن تصل إلى منزلنا خاصة وأنها كانت (النيران) تتنقل من مكان لأخر بسرعة جراء الرياح الكبيرة التي كانت تصاحبها". ولم يعد غالبية السكان الذين غادروا ديارهم إلا بعد إخماد كل النيران في حدود الساعة السابعة من صباح اليوم وبداية الانخفاض في درجة الحرارة المرتفعة حسب شهادة عدد أخر من العائلات. من جهة أخرى أكد رئيس بلدية تيجلابين إبراهيم جيار بأنه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية معتبرة جراء الحرائق التي أتت على 35 هكتار من الأحراش والأدغال والأشجار على مستوى منطقة أهل الواد ودوار أولاد علي بضواحي البلدية. كما أكد بأنه لم تسجل أي خسائر في السكنات اللهم إلا تعرض سكن جاهز (شالي) واحد بمنطقة بني فودة 2 بضواحي تيجلابين للاحتراق دون تعرض العائلة التي تقطنه لإصابات تذكر. كما أكد رئيس بلدية الثنية أحمد باندو عدم حدوث أي خسائر بشرية جراء الحرائق المهولة التي أتت على نحو 45 هكتار من الأحراش والأدغال والأشجار المختلفة على مستوى عدد من قرى والمداشر المحيطة بمدينة الثنية. واستقبل مستشفي الثنية ببومرداس ما لا يقل عن 30 شخصا أصيبوا بحالات اختناق جراء الدخان الكثيف المنبعث من الحرائق التي شبت أمس الجمعة إلى السبت بثلاثة بلديات ببومرداس حسب مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية للثنية. وأوضح السيد موسي زغدودي بأن جزء كبير من الأشخاص الذين تعرضوا للاختناق تنقلوا إلى المستشفى بوسائلهم الخاصة وجزء أخر نقلوا عن طريق سيارات الإسعاف وغادروا المستشفى كلهم بعد تلقيهم العلاج الضروري. وساهم المخطط الإستعجالي الذي تم وضعه بالمستشفى تحسبا لعطلة العيد المتبوعة بعطلة نهاية الأسبوع يضيف السيد زغدودي في التكفل الكلي والجيد وبشكل سريع بكل الأشخاص الذين تعرضوا للاختناقات بعين المكان وعدم نقل أو تحويل أي أحد منهم إلى جهات إستشفائية أخرى. من جهة أخرى وفيما تعلق بانقطاعات الكهرباء التي صاحبت اندلاع الحرائق واستمرت الى غاية إخمادها ذكر مصدر من مؤسسة توزيع الكهرباء بالولاية بأن المصالح المعنية سارعت في عملية إصلاح الأعطاب التي حدثت في شبكة التوزيع وتم الانتهاء منها وإعادة الكهرباء للزبائن في الساعات الأولى من نهار اليوم. يذكر أن مصالح الحماية التي لقيت صعوبات كبيرة للتدخل وإخماد الحرائق سخرت نحو 100 عون من مختلف وحدات الولاية وبتدعيم من الوحدة الرئيسية من الحميز بالجزائر العاصمة. وسخرت كذلك ما لا يقل عن 20 شاحنة إطفاء وعدد معتبر من سيارات الإسعاف و الاتصال وغيرها من وسائل وعتاد الإطفاء.