ق.حنان يبدو أن نيران الأسعار تصر على الإحاطة بالمواطن الجزائري من كل جانب، فكلما حاولت الجهات المسؤولة إخمادها من جهة، إلا تعود وتندلع من جهات أخرى كثيرة، فبعد أزمة ارتفاع أسعار الزيت والسكر، ثم عودتها إلى مستوى معقول، جاء الدور على الخضر، التي شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة، عبر مختلف الأسواق حتى الشعبية منها، المعروف عنها عادة، رحمتها بجيوب المواطنين البسطاء. وكان لبعض أنواع الخضر تحديدا، الجانب الكبر من حمى الغلاء هاته، خاصة وان الإقبال عليها في هذه الفترة بالذات من طرف العديد من الأسر الجزائر، يكون ملفتا، حيث تعد هذه الأنواع من الخضر المتمثلة أساسا في الفول و الجلبانة والقرنون أكثر الأنواع طلبا، نظرا لتفضيل الكثير من الأسر الجزائرية للأطباق المعدة من هذه الخضر، خلال فصل الشتاء، بالإضافة طبعا إلى بقية الخضر الأخرى كالطماطم والكرمب، والشفلور والفاصوليا الخضراء والفلفل بنوعيه الحول والحار، عدا البطاطا و البصل، الذين حافظا على مستوى مقبول نوعا ما، ببقاء الأسعار في سقف 25 إلى 35 دج. ولا يختلف الأمر عبر معظم الأسواق إلا بفروقات بسيطة، حسب المنطقة التي يتواجد بها كل سوق، إن كانت حيا شعبيا أو راقيا، بأسواق مثل باش جراح و لعقيبة وعين النعجة وباب الواد، أثارت حمى أسعار الخضر دهشة المواطنين، الذين اكتفى الكثير منهم بكميات قليلة جدا، أو الاعتماد كلية على البطاطا و البصل و البقول الجافة، بعد أن كوت أسعار الخضر الطازجة أيديهم، لمجرد سؤالهم عنها، وكمثال عن ذلك فان أسعار الفاصولياء الخضراء أو "لوبيا ماشطو" بالتعبير المحلي الجزائري، لم ينزل ثمنها عن 250 دج، أما الجلبانة فقد تراوح سعرها ما بين 120 و140 دج، فيما سجلت أسعار القرنون والفول أسعارا ما بين 70 و80 دج، نفس الأمر بالنسبة للطماطم، التي تراوحت أسعار الجيدة منها ما بين 60 و80 دج، أما الكوسة، فبلغ سعرها 70 دج، في حين أن الجزء و الفت فان أسعارهما ما بين 50 و40 دج، أما الفلفل بنوعيه الحلو والحار فان أسعاره تراوحت ما بين 100 إلى 140 أو 150 دج. هذا بالنسبة للأسواق الواقعة بالحياء الشعبية، أما عن الأسواق الواقعة بالأحياء الراقية فيمكن تخيل أسعار الخضر بها، عبر مضاعفة الأعداد السالفة الذكر. وسجلت أسعار الثوم بدورها ارتفاعا قياسيا، بعد أن وصل ثمن الكيلوغرام الواحد منه إلى 800 بسوق لعقيبة الشعبي ببلكور، ما اضطر كثيرا من المواطنين، إلى الاكتفاء بالأكياس التي تحتوي على بضعة حبات منه، تتراوح ما بين 5 إلى 6 حبات ثوم، مقابل 120 دج، أو اقتناء كميات قليلة حسب مقدرة كل أسرة، كاقتناء مقابل 200 أو 400 دج، وفيما تساءل المواطنون عن سر ارتفاع أسعار الخضر بهذا الشكل، بعد كل ما حدث نتيجة ارتفاع الأسعار، فان بعض التجار أكدوا أن لا يد لهم في الأمر وان الأسباب تتعلق بارتفاع الأسعار أساسا في أسواق الجملة، نتيجة التقلبات الجوية الأخيرة. من ناحية أخرى قفزت أسعار الدجاج بدورها إلى أسعار أعلى من الأسعار التي كان عليها قبل أيام، حيث ارتفاع إلى ما بين 250 و300 دج، بعد أن كانت أسعاره ما بين 170 و200 دج، فقط، وارجع البعض السبب إلى اقتراب المولد النبوي الشريف الذي لم يتبق عليها إلى نحو أسبوعين، حيث يستغل بعض التجار الفرصة لأجل رفع الأسعار ككل مرة، رغم جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذها الحكومة لتسقيف الأسعار وحماية القدرة الشرائية للمواطن ومنع المضاربين من العبث بها.