امتحان شهادة التعليم الابتدائي ليس بالامتحان السهل الهيّن كما يراه البعض، خاصة وأنه أول امتحان في مسيرة التلميذ، ويعد من بين الامتحانات المصيرية التي يجتازها التلميذ في مراحل حياته، بحيث يليه بعد ذلك امتحان شهادة التعليم المتوسط وبعدها البكالوريا كآخر خطوة، وتفصل تلامذتنا بضعة أيام على اجتياز ذلك الامتحان الهام كونه خطوة بارزة تطبع المشوار الدراسي للتلميذ، لذلك ارتأى بعض النفسانيين تزامناً مع الحدث تقديم شروحات وأساليب لإبعاد الخوف عن الممتحنين الذين يفتقدون لقوة الإدراك تبعاً لسنهم، فأغلب المترشحين لا يتجاوز سنهم 11 سنة. نظمت خلية الإصغاء التابعة لدار الشباب بالمرادية وبالتنسيق مع المدرسة الابتدائية فاطمة غزال بالمدنية ورشة تدريبية تمحور موضوعها حول التأهيل النفسي للمقبلين على شهادة التعليم الأساسي بحيث قدمت المختصة النفسانية السيدة جناسي سليمة بعض النصائح لهؤلاء التلاميذ الذين تجاوبوا معها بدءا من ليلة الامتحان وإلى غاية انتهائه، واعتمدت كلها على خطوات للتأهيل النفسي الذي يعتبر نواة النجاح، وهدفت بكل ذلك إلى إبعاد الخوف عن التلاميذ وإفادتهم بطرق للاسترخاء النفسي والذهني، بحيث قدمت لهم بعض النصائح المفيدة وكذا ضرورة التحصن ببعض الأدعية المستوحاة من القرآن الكريم، فليس هناك أنجع من العودة إلى الله تعالى في مثل تلك المواقف والمناسبات. ومن بين الطرق التي لقنتها الأستاذة جناسي للتلاميذ هو شرب كوب من الماء بعد قراءة سورة الفاتحة ثم النوم المبكر في ليلة الامتحان، وتفادي السهر لتمكين الذاكرة من تخزين المعلومات وعدم إجهادها، أما في صبيحة الامتحان فوجب الخروج من البيت بالرِّجل اليمنى ودخول المدرسة بالرجل اليسرى ثم دخول القسم بالرجل اليمنى، وذلك لتفعيل الفصين الأيمن والأيسر من الدماغ، وأضافت أنه بعد توزيع ورقة الامتحان ولاجتناب الخوف لابد من قلبها على ظهرها بضع ثوان وترديد عبارة »أنا واثق من نفسي« وعند الإحساس بالتوتر وجب التنفس الجيد بعد إدخال الأكسجين من الأنف وإخراجه من الفم للإحساس بالراحة. كما شددت على ضرورة استعمال المسودة وعدم الإجابة مباشرة والبدء بالأسئلة السهلة وضرورة المحاولة حتى مع الأسئلة الصعبة، وحذرتهم من عدم الإجابة وإلغائها كلية، كما أوصتهم بعدم التسرع في الإجابة اقتداء بالتلاميذ الذين أنهوا امتحانهم في زمن قياسي، بل وجب استغراق الوقت كاملا ومراجعة الورقة قبل تسليمها، والاهتداء إلى كل الطرق لتسهيل الحساب في مادة الرياضيات وعدم التسرع في الإجابة، إلا بعد التأكد منها والمحاولة على المسودة عدة مرات. وأضافت السيدة جناسي أنه لابد من عدم إعارة الأهمية لبعض أصناف الأساتذة الذين يزيدون من توتر التلاميذ أحيانا وهم في الامتحان واستعجال خروجهم بالدق المتكرر على المناضد، مما يؤدي إلى توتر التلاميذ الممتحنين وذلك ما كشفه الواقع في العديد من المرات، وحثتهم على البقاء في عالمهم الخاص الذي يجمع بينهم وبين ورقة الإجابة على أسئلة الامتحان واستغراق الوقت الكامل في كافة المواد بما فيها اللغة العربية والفرنسية وكذا الرياضيات. وفي حديث معها قالت المختصة النفسانية إن كل تلك الطرق تدخل في التأهيل النفسي للممتحن، تلك الخطوة الهامة التي يغفلها العديد من المعلمين وكذا الأولياء على الرغم من ضرورتها فهي خطوة نحو النجاح، وتدخل فيه طريقة الاسترخاء النفسي والخيال الذي يتنفس فيه الممتحن جيدا ويتخيل نفسه وهو ناجح، والخرائط الذهنية التي تساعد على تقوية الذاكرة وتثبيت المعلومة بعد اعتماد الطفل على الألوان والأشكال كطرق ناجعة للحفظ. وفي الأخير ختمت المختصة النفسانية حديثها معنا بتوجيه نصائح للأولياء بعدم الضغط على أبنائهم لأن ذلك سيزيد من توترهم النفسي، ومساعدتهم على اجتياز الامتحان بكل سهولة كونه امتحان مثل بقية الامتحانات يحضر له التلميذ بطريقة عادية وسيكون حليفه النجاح بإذن المولى عز وجل.