ليست الحفر والثقوب الموجود في بعض طرقاتنا هي العدو الوحيد لسائقي السيارات، بل حتى الممهلات وخاصة تلك التي زرعت بطريقة منافية للمقاييس الواجب اتباعها، حتى هي يمكن أن تتسبب في إتلاف السيارات، وهي ممهلات قد يزرعها مواطنون عاديون من سكان تلك الشوارع والأحياء. مررنا بالسيارة في حي بدالي إبراهيم الذي يصل بين غابة »ديكار« والشراقة فاصطدمنا بممهل لم نره إلا ونحن نرتفع فوقه، وذلك لأنه لم يكن مصبوغا وبالتالي لم نتمكن من التمهل وتخفيض سرعتنا إلا متأخرين، ولم نتخطه إلا أمتارا قليلة حتى فوجئنا بثان، ثم ثالث، وهكذا كل مترين أو ثلاثة أمتار كنا نرتفع فوق ممهل ولا نتجاوزه إلا لتخطي آخر. استغربنا وضع الممهلات بذلك الشكل العشوائي ودون حتى أن تكون مدهونة، فالمار من تلك الطريق لأول مرة سيصطدم حتما بتلك الممهلات الضخمة، ما يسبب لسيارته ضررا كبيرا خاصة إذا مر ليلا، فلا شك أن الإنارة أيضا كانت منعدمة فنحن لم نر عمود مصابيح واحد. لكن بطل العجب ما إن تحدثنا إلى صديق لنا يسكن بالقرب من ذلك الشارع، والذي أكد لنا أن سكانه هم من زرعوا تلك الممهلات، وذلك حتى لا تمر السيارات بسرعة فائقة، مما يشكل خطرا على أولادهم الصغار. من حق هؤلاء السكان أن يطالبوا بوضع ممهلات خاصة إن كان انعدامها يعرضهم لخطر الحوادث، ومن حقهم أن يرفعوا شكواهم إلى أعلى السلطات بالبلد إن كانت البلدية لم تستجب لمطالبهم، لكن ما ليس من حقهم أن يزرعوا ممهلات على الطريق دون أن يراعوا أي شرط من شروط وضعها، ثمّ وبعد ذلك لا يقومون حتى بدهنها، مسببين بذلك أضرارا للسيارات المارة. هذا التصرف صار رد فعل عادي لكل المواطنين الذين يعانون من نقص الممهلات في أحيائهم، بل إن الكثيرين لا يقومون حتى برفع شكاوى إلى البلدية التي يسكنونها، والتي من شأنها أن تحل المشكل، بل أول ما يفعلونه هو زرع تلك الممهلات وبطريقة أقل ما يقال عنها إنها عشوائية، أما آخرون فيضيفون على ذلك بأن يضعوا لوائح تمنع المرور من الطريق أو يقطعوا الطريق كليا بوضع أحجار وصخور، وهو ما يحدث عادة في بعض الأحياء والشوارع المعزولة، مثل ما حدث مع حي »لافيمي« ببوزريعة، والذي عبدت طريقه حديثا، ما جعل السائقين يحولونه إلى طريق لتفادي الازدحام، فيمرون بطبيعة الحال بسرعة فائقة منه، ما جعل السكان بالحي المذكور يستاءون من الوضع، خاصة وأنه في الكثير من المرات كادت السيارات أن تدهس أطفالهم، والذين صاروا يحترسون كثيرا لدى الخروج أو الدخول إلى البيت، حتى لا تأتي سيارة مسرعة فتصيبهم بمكروه، فقرر السكان وضع بعض الأحجار التي تجعل السيارات وكلما مرت بالمكان تخفض من سرعتها، وهكذا يقل خطرها على المارة، لكن تلك الأحجار وإذا لم يرها السائق فإنه سيكون أمام مشكل حقيقي، ذلك لأنها كبيرة وبإمكانها أن تتسبب في تلف بالسيارة، كما أنّ السكان لم يرفعوا شكوى إلى البلدية، وأقدموا على ذلك التصرف من تلقاء أنفسهم كما أكد لنا البعض.