أقدم صبيحة أمس العشرات من سكان قرية بغداد التابعة لبلدية تادميت الكائنة على بعد 17 كلم غرب مدينة تيزي وزو، على غلق مقرّ البلدية احتجاجا على جملة المشاكل التي نغّصت حياتهم ولم تكلّف السلطات المحلّية نفسها عناء توفيرها بهذه القرية رغم المطالب العديدة التي رفعت على مستواها· وفي مقدّمة هذه المشاكل نجد انعدام المياه الصالحة للشرب، هذه الأخيرة التي بات غيابها يزيد عن 4 سنوات من حنفيات القرية، الحنفيات التي لا يغادرها الجفاف طيلة أيّام وفصول السنة· ولأنهم ضاقوا ذرعا باللاّ مبالاة التي تواجه بها مطالبهم التي لا تتعدّى توفير أدنى الشروط الضرورية للحياة أقبلوا صبيحة أمس على غلق مقرّ البلدية وطالبوا السلطات المحلّية بضرورة التدخّل وتوفير الماء الشروب لتجنيبهم كارثة صحّية، خاصّة وأن الآبار مصدرهم الوحيد للتزوّد بهذا المورد الحيوي· وما زاد من غيظ المحتجّين هو كون البلدية من أقرب المناطق السكنية لوادي سيباو الذي يعتبر أكبر خزّان طبيعي للمياه الجوفية بالولاية، والذي يضمّن إلى حدّ الساعة أكثر من 60 بالمائة من نسبة التغطية بالمياه الصالحة للشرب بإقليم الولاية، إلى جانب عبور القنوات النّاقلة لمياه سدّ تاقسابت نحو ولايات العاصمة وبومرداس، كما طالب المحتجّون بضرورة التعامل الجدّي وأخذ مشاغل السكان بجدّية أكبر من طرف المسؤولين· في سياق ذي صلة، نظّم أمس زهاء 500 شخص من قرية أقني أفورو اعتصاما أمام مقرّ بلدية آيت تودارت تنديدا بالصمت الذي تواجه بها مطالبهم الشرعية، وكذا رفض السلطات المحلّية وعلى راسها المير استقبالهم والاستماع إلى انشغالاتهم، خاصّة بعد لجوئهم إلى الصحف الوطنية من أجل إيصال صرختهم للسلطات· جملة المطالب الملحّة لخّصها المحتجّون في المطالبة بضرورة الإسراع في تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب، والتي تقطع وتمرّ في أكبر مصبّ للمياه القذرة بدائرة واسيف، القنوات متواجدة في حالة متقدّمة من الاهتراء والصدأ الذي أصابها نظرا لقدمها وإنجازها في الفترة الاستعمارية، كما طالب هؤلاء بضرورة تزفيت وتهيئة الطريق الوحيد الذي يربط القرية بالعالم الخارجي· هذا الأخير الذي رفضت مصالح البلدية إزاحة الثلوج عنه لما أغلق لمدّة 4 أيّام واضطرّ السكان إلى فتحه بوسائلهم الخاصّة بعدما نقل جثمان إحدى القاطنات بها من خارج القرية لدفنها بها· مشاكل ومطالب أخرى رفعها المحتجّون في لائحة ناقشها رئيس الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي لآيت تودارت رفقة ممثّلين عن القرية أين تمّ الاتّفاق على معالجة وتحقيق المطالب حسب الأولوية في الآجال القليلة القادمة· وقد هدّد المواطنون الذين ضاقوا ذرعا بإهمال السلطات واستغلالها لصمتهم برفع لغة الاحتجاج والإقدام على محاولة انتحار جماعية، وهي الخطوة التي يعتبرونها آخر ما يمكن تحريك السلطات المعنية على مختلف المستويات·